سان فرانسيسكو: أ ف ب
أطلقت شركة «أوبن إيه آي» الأسبوع الفائت نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد o1 القادر على التفكير والإجابة عن أسئلة أكثر تعقيداً، وخصوصاً في مجال الرياضيات، وتأمل مبتكرة “تشات جي بي تي” من خلاله الحدّ من احتمالات الهلوسة التي تصيب أحياناً هذا النوع من
البرامج.
وأكدت “أوبن إيه آي” في بيان نُشر عبر الإنترنت أن “o1 يفكّر قبل إعطاء الإجابة”. ويشكّل إطلاق هذا النموذج خطوة جديدة للشركة نحو تحقيق هدفها المتمثل في تطوير الذكاء الاصطناعي “العام”، أي الذكاء الاصطناعي المشابه لذكاء البشر.
وتوجه رئيس “أوبن إيه آي” سام ألتمان عبر منصة “إكس” بالتهنئة إلى فرق عمل شركته على هذا “النموذج الجديد: الذكاء الاصطناعي القادر على التفكير بطريقة معقدة وعامة”.
لكنّه أقرّ بأن هذه التكنولوجيا “لا تزال غير كاملة، ولا تزال محدودة، وتبدو أكثر إبهاراً عند استخدامها للمرة الأولى مما تبدو بعد استخدامها لمزيد من الوقت”.
ووفرت الشركة الإصدار التجريبي من o1 اعتبارا من الخميس الفائت، والذي سيكون متاحاً في مرحلة أولى لمن يستخدمون “تشات جي بي تي” لقاء رسمٍ مدفوع.
وأجرت وكالة فرانس برس اختبارا لنموذج o1 بطرح أسئلة منطقية بسيطة عليه، فحقق النتائج نفسها التي حققها GPT-4o، لكنه استغرق المزيد من الوقت وأعطى تفاصيل أكثر عن إجاباته، بدلاً من أن يولّدها على الفور تقريباً.
وثمة فارق آخر يتمثل في عدم قدرة النموذج الجديد في الوقت الراهن على معالجة أو إنشاء محتوى آخر غير النصوص.
وأفادت “أوبن إيه آي” بأنها جرّبت نموذجها الجديد في مجال حل المسائل الرياضية أو إنتاج سطور من التعليمات البرمجية، مؤكدة أن “o1 ينافس أداء الخبراء البشريين في عدد كبير من الاختبارات المعيارية التي تتطلب قدرة قوية على التفكير”. واضافت أن o1 حلّ “من بين أفضل 500 تلميذ” في مسابقة رياضيات للمدارس الثانوية الأميركية. وشرحت “أوبن إيه آي” أن “o1 يستخدم سلسلة من الأفكار كما يفعل الإنسان الذي يمكنه التفكير وقتا طويلا قبل الإجابة عن سؤال صعب”. وأوضحت أنه “يتعلّم التعرف على أخطائه وتصحيحها. ويتعلم تقسيم الخطوات الصعبة إلى خطوات أبسط. ويتعلم تجربة نهج مختلف عندما لا ينجح النهج الأولي”.
ومع أن النموذج الجديد “يهلوس أقل” من سَلَفه، “لا يمكن القول إن الهلوسة حُلَّت”، بحسب الباحث في “أوبن إيه آي” جيري تووريك الذي أجرى موقع “ذي فيردج” المتخصص التكنولوجيا مقابلة
معه.
وثمة مشكلة أخرى في النماذج الحالية وهي أنها أشبه بصناديق سوداء للمستخدمين.
وشددت الشركة الناشئة على أن النموذج الجديد يمثّل تحسنا من حيث الأمان والتوافق مع القيم الإنسانية، لأن تفكيره أصبح “قابلا للقراءة”، ويطبق قواعد الأمان بشكل أفضل.