رياض الركابي.. نصيحة حوَّلته من الفصيح إلى الشعبي

ثقافة شعبية 2024/09/19
...

 عادل العرداوي 


عند استذكاره لبدايايته الشعريَّة في تسعينيات القرن الماضي يوم كان يسكن في مدينته الناصريَّة قبل (40) عاماً من الآن تقريباً، أوضح زميلنا رياض محمود الركابي الشاعر الشعبي والغنائي المتميز والمعروف في الوسط الثقافي في أصبوحة منصة (فولكلور بغداد مدينة الإبداع الأدبي) صباح الخميس الماضي 5/ ايلول/ 2024 بداياته الأولى آنذاك كانت عبارة عن محاولاتٍ في كتابة الشعر الفصيح وليس الشعبي 

تحديداً.

وبالصدفة فإنَّ أحد معارفه ممَّن يتصفُ بذائقة أدبيَّة ومعرفة باللغة وبعد أنْ اطلع على محتويات نتاجات الركابي الفصيحة في دفترٍ ضخمٍ كان يحمله معه أينما يتجه، نصحه ذلك الصديق بأنْ يترك الفصيح ويتجه الى أي لونٍ أدبي آخر للتعبير عمَّا تجيش به مشاعره من رؤى وأحلام 

شابة.

وهكذا فإن الركابي بالفعل التزم التزاماً تامَّاً بنصيحة ذلك الأديب الصديق، وأقسم بطلاقه التام مع ذلك اللون من الأدب، واتجه بكل اندفاعٍ وحماسة الى مضمار الحرف الشعبي الذي وجد فيه ساحة واسعة للإبداع والخلق الشعري الشفاف والغنائي، وهو سليل بيئة الناصريَّة الولادة 

لكل إبداعٍ فني أو أدبي والولود أيضاً لعشراتٍ من المبدعين الذين أثروا المشهد الثقافي وما زالوا كذلك يجدون ويحفرون أسماءهم في ذاكرة الزمن ولا مجال هنا لتعداد أسمائهم ربما نعود 

لذلك في فرصة لاحقة.

إذنْ (نصيحة) واحدة حولت رياض الركابي من مشروع شاعرٍ فصيحٍ الى شاعرٍ شعبي وغنائي صدرت له العديد من المجاميع الشعريَّة سواء المشتركة مع شعراء آخرين أو تلك المنفردة في السنوات الماضية والتي كان آخرها مجموعته (هوى ودخان) الصادرة طبعتها الأولى في بغداد عام 2014 عن دار 

(ميزوبوتاميا) للطباعة والنشر في شارع المتنبي ببغداد التي ضمت مجموعة من نصوصه الشعبيَّة والغنائيَّة ومنها نصٌ بعنوان (بگلبي عتب) والذي يمكن لأحد الملحنين أنْ يخلق منه أغنية عذبة ترددها الأيام.

حيث يقول نصُّها:

أفكر ما جيبك بعد بالبال 

واعتبرك حلم مات ودفنته 

واگل الگلبي بالك تفتح الباب..!

يجاملني.. اوراي اسمع ضحكته ..

أدري إيخوني ويلهج ابطاريك 

ببو زايد اذا فد يوم خنته..

الصبح اشلع اهروشك واگطع الماي ..!

ويطگ بالليل كل عرگ الشلعته 

يقين اتلبستني .. روح بالروح 

او صاير انته آني وآني انته 

شريك ابدمعتي وبالضحكه.. بالآه ..

وإذا اكتب حرف تدري اشكتبته 

تدري ابيوم تزعل حالي شيكون؟

خاطر طفل بالعيد وكسرته 

اكو بگلبي عتب حد السماوات 

وتخيل عتب هيچ وحملته 

او دمعي..

ماجزه الخدين وارتاح 

جمر بعيوني متعمد سجنته ..!

ماعذرك عليها اذنوبك اهواي 

ولوغيرك خطأ ممكن عذرته 

ذابحني اتهامك ذبح مجنون 

اوگد حبي الك دمي النزفته 

وانه طبع الورد لو گطعته الايد 

ينطيها العطر .. ويموت سكته ..!

عن الركابي أكتب هذه المرة وسأكرر الكتابة ثانية وثالثة عن مبدعين آخرين.