حكاية دارمي

ثقافة شعبية 2024/09/19
...

 ثقافة شعبيَّة


كان يدّعي قراءة الكتب الأدبيَّة المهمَّة، وهو لم يدخل المدرسة ولا يقرأ ولا يكتب، ولا يحمل موهبة تقوده الى تلك الأجواء المفعمة بالحب والجمال والتفكير والنقد والتحليل، لكنَّه يفعلُ هذه الأشياء لغاية في نفسه، فالفتاة المتولع بها شوقاً وغراماً كانت تقتني روايات العشق ودواوين الشاعر نزار قباني، وعلى هذا الأساس يريد التبختر أمامها، وذلك بتأبطه العديد من المجلدات التي لا يفهم معناها. 

وفي فترة انهيار الجبهة الوطنيَّة، ومغادرة الشيوعيين الى الشتات وأصقاع العالم البعيدة، أحد الهاربين من السلطة الحاكمة أعطاه مجموعة من الكتب الماركسيَّة، فراح يجلس في المقاهي ويتصفح فيها أمام الجميع، وحين وصلت الأخبار الى الرقيب، تمَّ إلقاء القبض عليه، وألقي في السجن لبضعة أيام، ونال الكثير من التعذيب والجلد والضرب والشتائم، وعندما سأله ضابط التحقيق: لماذا تجازف بحياتك؟ أجابه قائلاً: (مو كتبي والعباس/ ما اعرف اقره/ ورطني ابن الناس/ والورطه 

گشره).