بغداد: الصباح/ إسراء السامرائي

افتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، عبر دائرة تلفزيونية، عدداً من مشاريع الطاقة الكهربائية في محافظتي نينوى وصلاح الدين، المختصة بفكِّ الاختناقات في قطاعي النقل والتوزي، وأكد السوداني، أن مشاريع الطاقة الكهربائية التي افتتحت الأربعاء كانت متلكئة منذ سنوات.

وذكر بيان لمكتبه الإعلامي تلقته "الصباح"، أن "المشاريع الجديدة اشتملت على: محطة سد الموصل بمحولتين سعة (2x 250 MVA)، ومحطّة كهرباء يارمجة الجنوبية سعة  (KVA 132)، وإضافة خطوط ناقلة من يارمجة إلى محطة الكيارة سعة (3x 63 MVA)، وافتتاح توسعة محطة بيجي التحويلية سعة (2x 250 MVA)  مع تنفيذ خطوط نقل بيجي - جنوب تكريت".

وأشاد رئيس الوزراء في كلمة خلال افتتاح المشاريع الجديدة، "بجهود العاملين في مختلف قطاعات وزارة الكهرباء"، معرباً عن "تقديره لما أنجزوه في ظروف وتوقيتات استثنائية".

وأشار، إلى أن "هذه المشاريع عانت من التلكؤ لسنوات، بعد أن تعرّضت إلى تخريب عصابات داعش الإرهابية، وجرى إنجازها بكوادر وطنية كفوءة، وبتجهيز من أحدث المناشئ العالمية، وتوظيف تكنولوجيا جديدة تدخل لأوّل مرّة في المنظومة الوطنية، خاصة في محطّة الموصل".

وأوضح السوداني، أن "هذه المشاريع تأتي وفق التشخيص العلمي، الذي يكشف عن أن هناك مشكلة في النقل والتوزيع توازي النقص في إنتاج الطاقة الكهربائية"، موضحاً أن "أي تطوير في قطاع النقل وفكّ اختناقات الشبكة الوطنية سيكون أثره الإيجابي بمثابة إضافة قدرة جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية".

وأكد رئيس الوزراء، "مضيَّ الحكومة وتوجهها نحو هذا التطوير الذي يتيح المناقلة والمرونة في نقل الطاقة، والتخفيف من الأحمال، وتحقيق الاستقرار في ساعات التجهيز الواصلة إلى المواطن، وهو ما سيدعم تحقيق التنمية في القطاعات الأخرى، إضافة إلى تأكيد التوجّه بإكمال المشاريع المتلكئة كافة وإنهائها بشكل تام".

في غضون ذلك، أكد وزير الكهرباء زياد علي فاضل، أمس الأربعاء، أن الحكومة الحالية نجحت برفع معدلات الإنتاج لأكثر من 30 بالمئة، وفيما أوضح خارطة المشاريع الجديدة، كشف عن قرب اكتمال الموديل المالي لمشروع الـ 10 آلاف ميغاواط الذي أطلقه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في آب الماضي.

وقال فاضل لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "العراق يحتاج إلى 48 ألف ميغاواط من الطاقة لتغطية الحاجة الكلية، وعندما تسلمت الحكومة الحالية المسؤولية كان معدل الإنتاج 19500 واستطعنا بسنة وثمانية أشهر أن نزيده إلى 27400 ميغاواط في عهد الحكومة الحالية".

وأضاف، أن "مشاريع الدورات المركبة التي تنفذها الحكومة وتطلق مشاريعها بشكل متتابع ستزيد الإنتاج بمعدل 4 آلاف ميغاواط، وكذلك تحركنا نحو الطاقة المتجددة ونجحنا بتوقيع عقود لإنتاج 1720 ميغاواط كمرحلة أولى".

وتابع: "كذلك لدينا مشاريع محطات لإنتاج الطاقة أحدها لشركة سيمنز في محافظة ذي قار لإنتاج 920 ميغاواط ولدينا مشروع الخيرات الاستثماري واحد من المشاريع الستراتيجية في محافظة كربلاء وسينتج 2800 ميغاواط بعد إكماله".

ولفت، إلى أنه "كذلك أعلن رئيس الوزراء منتصف آب الماضي إطلاق مشروع الـ 10 آلاف ميغاواط، وعقدنا اجتماعات برئاسة رئيس الوزراء واكتملت لدينا صورة واضحة للمحافظات حيث تم تحديد أماكن تنفيذ ونصب المحطات الجديدة وأنواع الوقود التي يتطلبها تشغيلها".

وبيّن وزير الكهرباء، "أننا عكفنا على دراسة موديل اقتصادي ناجح يحافظ على المال العام نتجاوز به الإخفاقات التي حدثت بالموديلات المالية السابقة لعقود الاستثمار وغيرها، وسنعمل على ضمان موديل يحفظ للقطاع الخاص والمستثمرين حقوقهم وأيضاً يحفظ للدولة العراقية أموالها ووصلنا لتفاهمات نهائية بخصوص الموديل الاقتصادي مع شركة (كي بي آر) العالمية التي ستكون المستشار الحكومي لهذا المشروع".

وأضاف، "وبعد ذلك تبدأ المناقشات مع المستثمرين والقطاع الخاص والشركات العالمية لطرح هذه المشاريع للتنافس وفق الموديل المالي الذي يضمن حق المستثمر ويضمن حق الدولة بالحفاظ على المال العام وتجاوز الإخفاقات والمشكلات التي حدثت بالعقود السابقة".

في سياق متصل، أنجزت وزارة الكهرباء، المرحلة الأولى لأكثر من 10 محطات للضغط المتوسط في بغداد، مؤكدة العمل على شطر المغذيات في محطات الضغط المتوسط لحل مشكلة الزخم الحاصل بالشبكة الكهربائية الوطنية.

وقال معاون مدير عام الشركة العامة لتوزيع كهرباء بغداد التابعة لوزارة الكهرباء أحمد مرتضى سعيد، لـ"الصباح": إنه "تم إنجاز المرحلة الأولى من معالجة المغذيات الخاصة بمحطات الضغط الواطئ منذ بداية صيف 2024".

وبيّن، أن "شركة توزيع الطاقة بصدد المباشرة في المرحلة الثانية من معالجة مغذيات الضغط الواطئ؛ والتي تستمر لغاية الصيف من العام المقبل 2025"، وأكد أن "الوزارة تسعى من خلال ذلك للنهوض بواقع الطاقة الكهربائية بشكل تدريجي لغاية حل مشكلة الانطفاءات والأعطاب والزخم على المغذيات بنوعيها المتوسط والواطئ وبالتالي تحقيق الاستقرارية في التيار الكهربائي". 

وأقر سعيد، بـ"وجود اختناقات على المغذيات الخاصة بالضغط المتوسط، وأنه يتم حل هذه المشكلة من خلال خطة فنية أُعدت بهذا الصدد وتتمثل في عملية شطر المغذيات الخاصة بالضغط المتوسط من أجل تقليل الضغط على المغذي الواحد، فضلاً عن إضافة مغذيات أخرى تعمل  بجانب المغذي الذي تم شطره من أجل معالجة الانطفاء المفاجئ خلال ساعات التجهيز المحددة لكل منطقة".

وأكد، أنه "تم إنجاز المرحلة الأولى من المحطات الخاصة بالضغط المتوسط ويتجاوز عددها عشر محطات ضمن جانبي الكرخ والرصافة، إذ تمت المباشرة فيها بداية صيف 2024 وسيتم البدء بعملية شطر المغذيات لهذه المحطات وإضافة مغذيات أخرى لتقليل الزخم على الشبكة الكهربائية"، وتابع سعيد، أنه "من المؤمل إنجاز أعمال تنفيذ المحطات بشكل نهائي خلال الشهر المقبل".