كاظم الطائي
أحداث متشابكة قفزت من ذاكرتني لتطلَّ برأسها أمامي وأنا أهمّ بكتابة محطاتي الرياضية عن أهمِّ الأحداث الرياضية في رحلة أسبوع وعناوينها تراوحت بين أنشطة محلية رأت النور مثل دوري نخبة الكرة ومنافسات اليد والطائرة والسلة والدراجات وغيرها وبين استحقاقات عربية وقارية لأنديتنا في كرة القدم والسلة واليد لكن شريط الاستذكار توقف عند حدود ملعب الشعب ولم يبتعد عن الحبيبية وأسماء وتفاصيل وجدت لها مكاناً في زاوية اليوم.
الومضة بدأت مع إعلان نادي النصر السعودي غياب الدون كريستيانو رونالدو عن لقاء نادي الشرطة في مباراته المنقولة من كربلاء إلى الحبيبية ضمن مباريات دوري نخبة آسيا.
يحتفظ جمهورنا من جيلي وما قبله بذكرى رائعة عن رجل أعمال برتغالي قدَّم لبلدنا هديته الفاخرة ببناء ملعب الشعب في عهد الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وأكمل كرمه باستقدام أشهر ناد آنذاك في البرتغال وأوروبا والعالم وهو بنفيكا بقيادة النجم أوزيبيو هداف كأس العالم في نسخة إنكلترا عام 1966 ولاعب المنتخب البرتغالي ثالث تلك البطولة بعد إنكلترا وألمانيا.
وخاض نادي بنفيكا مباراة تاريخية في افتتاح ملعب الشعب مع منتخب بغداد في العام 1966 بحضور الرئيس العراقي عبد السلام عارف انتهت بفوز الضيوف بهدفين لهدف.
صاحب فكرة إنشاء الملعب كان الزعيم الذي أبلغ رجل الأعمال البرتغالي حاجة العراق لملعب كبير يستوعب جمهوراً أكثر من ملعب الكشافة رافضاً هدية كولبنكيان المالية.
وضع الحجر الأساس له عندما كان عبد الكريم قاسم رئيساً للوزراء سنة 1961.
بداية فكرة بناء الملعب انطلقت من أحد لاعبي منتخبنا الوطني ألبرت خوشابا الذي نقل لقاسم بعد نهاية مباراة دوري الجيش بين القوة الجوية والفرقة الثالثة حاجة البلد لملعب دولي كبير.
ونقل تلك الرغبة للمستثمر صاحب شركة كولبنكيان طالباً تشييد ملعب أواخر عام 1959 خلال استقباله وفداً من الشركة البرتغالية ومقرها لشبونة والتي كانت تنوي منح نسبة من المنحة الثابتة من النفط العراقي المخصصة لها لتنفيذ مشاريع تنموية وإعمارية في بغداد وأن يكون اختيار تلك المشاريع للحكومة العراقية، من حصة العراق النفطية، مقدماً من الشركة التي تحتكر خمسة بالمئة منه. وتم الاتفاق على بناء المتحف العراقي والمسرح الوطني ومدينة الطب وملعب الشعب وبلغت كلفة تشييد الملعب مليون دينار عراقي بمساحة 200 ألف متر مربع وتم وضع الحجر الأساس له في العام 1961 وافتتح في 1966 بمباراة بنفيكا ومنتخب بغداد.
لم يكن كولبنكيان وأوزيبيو وبنفيكا أكثر تداولاً في الأوساط الشعبية في العراق مثلما هي الآن عارمة بمتابعة وتشجيع وعشق الفتى البرتغالي ابن ماديرا الذي غاب عن لقاء الشرطة وكان يترقب حضوره الملايين من جماهير شجعت البرتغال والنصر من أجله وتمنى البعض أن يتفقد الدون ملعب الشعب قبل الحبيبية لأنَّ فيه ذكرى برتغالية ولمسات ستسعد الكثير أليس كذلك.