بغداد: متابعة محمد الأنصاري
استعرض رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خارطة الطريق التي يسير عليها العراق في مجالات خطط التنمية وتنويع الاقتصاد والسياسة الخارجية التي يتبعها وفق القانون الدولي، وفي كلمته التي ألقاها مساء أمس الأحد في مؤتمر قمة المستقبل، المنعقد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك بدورتها الـ 79
أكد السوداني موقف العراق الداعم لنظام دولي متعدد الأطراف، وأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الوحيد للاستقرار العالمي، كما طالب رئيس الوزراء بإصلاح المؤسسات الدولية لتعزيز تمثيلها وقدرتها على التصدي للتحديات العالمية.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الوزراء أمام قمة المستقبل في نيويورك:
السيد الرئيس
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرب عن خالص شكري وتقديري للأمم المتحدة ومنظمي هذه القمة، على جهودهم في جمع قادة العالم لمناقشة مستقبلنا المشترك.
يسعى العراق بخطوات جادة نحو تحقيق التنمية المستدامة والاستجابة الفعالة لأهداف خطة التنمية الوطنية (2024 – 2028) من خلال تبني إصلاحات ستراتيجية شاملة.
نعمل في العراق على تعزيز الإصلاح الاقتصادي لضمان التحول نحو أنماط جديدة من الاستهلاك والإنتاج، وتحسين أوضاع الفئات الأكثر هشاشة، عبر ستراتيجية لنظم اجتماعية ترتقي بهذه الفئات من حيث العدالة الاجتماعية والمشاركة الفعالة في التنمية الاقتصادية، كما نسعى لتعزيز بناء القدرات للموارد البشرية من خلال تطوير التعليم والصحة، وتعزيز الابتكار والاهتمام بالشباب والمرأة.
إن تحقيق التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة الثلاثة، يعد أولوية لنا، وذلك عبر النمو الاقتصادي المستدام، وتكافؤ الفرص، وحماية البيئة.
السيدات والسادة
يدرك العراق حجم التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، لذا نحن ملتزمون بإرساء مفاهيم العدالة المناخية، خاصة في مكافحة الجفاف والتصحر وضمان استدامة الموارد المائية والأمن الغذائي، ونحن نؤمن بأن مواجهة هذه التحديات تتطلب تعاونا دوليا فعالا في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية واتفاق باريس.
نعمل على دعم الاستثمارات التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، مع تركيزنا على دور القطاع الخاص في توفير فرص العمل، كما نؤكد على ضرورة منح العراق الأولوية في التمويل المناخي؛ كونه من أكثر الدول تضرراً، وقد بدأنا في تنفيذ التزاماتنا المثبتة في وثيقة المساهمات الوطنية.
ندرك أن التنمية المستدامة تتطلب استثمارات طموحة، لذا نحرص على توفير الحوافز للقطاع الخاص، والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، مما يقلل اعتمادنا على الوقود الأحفوري ويساهم في مستقبل أكثر استدامة.
الحضور الكريم
يسعى العراق إلى تعزيز علاقاته الدولية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مع الالتزام بمبدأ عدم السماح باستخدام أراضيه للاعتداء على الدول الأخرى؛ إذ إن احترام القانون الدولي وتبني مبادئ ميثاق الأمم المتحدة يشكل جوهر سياستنا.
ندعم جميع الجهود للنهوض بحقوق الإنسان وإشراك منظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية، كما نركز على بناء مؤسسات فعالة وشفافة، وتحديث البيانات عبر التعاون مع المنظمات الدولية.
إن تحقيق السلم يتطلب جهدا دوليا مشتركاً، ونرى أن الدبلوماسية والحوار هما المفتاح لتحقيق الاستقرار، وندعو إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات الأمن البري، والبحري، والسيبراني، والفضاء الخارجي، بما يضمن الأمن الشامل.
السيدات والسادة
نؤمن بأن العلوم والتكنولوجيا أساس التنمية المستدامة، لذا نعمل على الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي وتوفير قاعدة بيانات متكاملة لدعم اتخاذ القرارات، كما نسعى لتعزيز التعاون الدولي في مجال نقل التكنولوجيا وبناء القدرات، مع دعم المخترعين العراقيين في كل محفل.
ونؤكد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لضمان وصول جميع الدول إلى الأدوات والقدرات اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي.
الشباب هم القوة المحركة للمستقبل، ونسعى إلى توفير البيئة الداعمة لهم من خلال عقد ورش عمل لتعزيز دورهم في التنمية، وندعم الأنشطة التي تبرز مساهمتهم في البناء الاجتماعي، ونحرص على توفير فرص تعليمية متقدمة وبرامج تدريبية، ونتعاون مع الأمم المتحدة لتطوير مؤشرات قياس تنمية الشباب، ونركز على الاستثمار في التكنولوجيا لسد الفجوة الرقمية بينهم.
الحضور الكريم
ندعو إلى إصلاح المؤسسات الدولية لتعزيز تمثيلها وقدرتها على التصدي للتحديات العالمية.
ونلتزم بحوكمة القطاع العام ومكافحة الفساد، مع إزالة العقبات التي تعيق نمو القطاع الخاص، ونركز على تسريع التحول الرقمي بأنظمة الحوكمة وتفعيل القوانين لمحاسبة المخالفين.
وفي الختام، أود أن أشير إلى التزامنا بدعم نظام تعددية الأطراف في معالجة التحديات العالمية، مع التركيز على التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية.
كما نشير إلى أهمية تعزيز التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية، ونثمن الجهود المبذولة في صياغة وثيقة القمة.
العراق ملتزم بالعمل مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مشتركة، ونحن على ثقة بأن تعاوننا سيسهم في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.
ومن المتفق عليه أن التطور والتنمية المستدامة وفي جميع المجالات لا يتحققان ونحن تحت تهديد الحرب في المنطقة، التي تهدد السلم العالمي، لذا من الواجب العمل على إيقاف العدوان والحرب وتثبيت الأمن والاستقرار.
ولي عهد الكويت
من جانب آخر، استقبل رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس الأحد بتوقيت بغداد، ولي عهد دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في نيويورك، على هامش المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79.
وأكد السوداني عمق العلاقات الأخوية بين العراق والكويت، وهو ما ثبتته الحكومة في منهاجها الذي تضمن توطيد العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، وتوثيق أواصر التعاون معها في مختلف المجالات.
وشدد الجانبان على أهمية التعاون من أجل الارتقاء في العلاقات الثنائية، بما يحقق المصالح العليا للشعبين الشقيقين، والمضي في استئناف عمل اللجان الفنية المشتركة
بين البلدين.