بغداد: شيماء رشيد ومهند عبد الوهاب
وعمر عبد اللطيف
عدّ برلمانيون ومراقبون سياسيون، الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمثابة فرصة حقيقية لتعزيز النهج الدبلوماسي الذي يقوده السوداني في الانفتاح على دول العالم، وتعزيز مكانة العراق ودوره الإقليمي والدولي، وعرض آفاق الفرص الاستثمارية المستقبلية في البلاد للتعاون الاقتصادي الدولي في ظل أجواء الاستقرار السياسي والأمني التي يمر البلد بها حاليا.
وقال عضو مجلس النواب ضياء الهندي في حديث لـ"الصباح": إن "العراق لعب دور الوسيط في العديد من القضايا الإقليمية، ورئيس الوزراء سوف يستغل هذه اللقاءات مع الزعماء العالميين لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتخاصمة"، وأشار إلى أن "العراق سيطرح خلال الاجتماعات عدة ملفات حساسة، من بينها قضية غزة والأوضاع في المنطقة، مستفيدًا من موقعه الجغرافي والستراتيجي لتعزيز دوره كقوة دبلوماسية".
وبيّن، أن "هذه الزيارة تُعد استكمالاً لزيارة السوداني الأخيرة إلى الولايات المتحدة، إذ التقى هناك شركات ومنظمات عالمية ودعاهم إلى زيارة العراق، وتهدف هذه التحركات إلى تعزيز التعاون الاقتصادي ودعم جهود العراق في تطوير بنيته التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية".
من جانبه، أشار عضو مجلس النواب شريف سليمان، في حديث لـ"الصباح"، إلى أن "مشاركة العراق في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد خطوة إيجابية، لاسيما في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة"، وأضاف، أن "العراق يمتلك مؤهلات جغرافية وستراتيجية تؤهله للسيطرة على ملفات اقتصادية وسياسية وأمنية مهمة"، مشيرًا إلى أن "العراق مقبل على تغييرات اقتصادية كبرى، وأن يقود ثورة عمرانية تتماشى مع التطورات العالمية".
ورأى سليمان، أن "هذه المشاركة تُعد فرصة للعراق لتعزيز حضوره الدولي وإبراز دوره في حل النزاعات الإقليمية والمساهمة في استقرار المنطقة، كما يسعى العراق من خلال هذه الاجتماعات إلى تعزيز علاقاته مع الدول الكبرى وجذب المزيد من الاستثمارات لدعم خططه
التنموية".
عضو مجلس النواب، طعمة اللهيبي، قال لـ"الصباح": إن "زيارة رئيس الوزراء إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تأتي ضمن عمل الحكومة في الاتجاه الدبلوماسي وزيادة أطر التعاون بين العراق والمجتمع الدولي والانفتاح على العالم أجمع، لأن العراق من الدول المحورية المهمة ومشاركته في هكذا اجتماع تصب في مصلحته". وأضاف، أن "المشاركة في اجتماعات نيويورك تعمل على ترسيخ علاقات العراق الدولية التي ترتبط بالمصالح المشتركة فيما بينه وبين الدول". وأوضح اللهيبي، أن "في مقدمة الملفات التي يحملها رئيس الوزراء في هذا الاجتماع، هي الملفات الأمنية والاقتصادية والتبادل التجاري، لذلك من المؤكد أن مشاركة السوداني ستصب في مصلحة العراق على جميع الأصعدة، إضافة لتوضيح موقف البلاد إزاء كثير مما يحصل في المنطقة".
ويأتي انعقاد هذه الدورة من أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في ظل ظروف عالمية بالغة التعقيد، وقال المحلل السياسي الدكتور طالب محمد كريم، لـ"الصباح": إن "زيارة السوداني للمشاركة باجتماعات الأمم المتحدة تأتي ضمن السياق البروتوكولي السنوي، إلاّ أن ما يميز هذه الدورة الـ 79 أنها تعقد وفق تعقيدات إقليمية ودولية أثرت بشكل واضح في الوضع الاقتصادي العالمي والتماسك الدبلوماسي بين الدول، هذا من جانب، وكذلك حرب الإبادة التي تشهدها غزة وتداعيات هذه الاختراقات لمبادئ الأمم المتحدة من الكيان الصهيوني بلا مراعاة للوضع الاجتماعي والشعبي والمدنيين من الشعب الفلسطيني من جانب آخر".
وأضاف، "أننا أمام منزلق آخر تحاول دولة الشر الصهيونية من خلاله توسيع رقعة ومساحة الحرب وحرق المنطقة من خلال أبشع هجومين شهدهما الشعب اللبناني، في ما سمي بتفجير أجهزة البيجر والانكوم، واستمرار عمليات الاغتيال وقصف المناطق السكنية في جنوب لبنان".
وقال كريم: "أعتقد جازماً بأن رئيس الوزراء سيبين أمام المحفل الدولي حجم هذه الحروب والمجازر الصهيونية التي تخلفها السياسات الإقصائية وفرض المعادلات السياسية من طرف واحد، على حساب لغة التفاهم والحوار التي تعزز من مفهوم السلام الشامل في المنطقة".