بروكسل: أمير العقابي
تحولت شوارع العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الأحد الفائت إلى مساحاتٍ خالية تماماً من السيارات، ضمن فعالية «الأحد الخالي من السيارات» التي تُنظم سنوياً كجزءٍ من أسبوع التنقل الأوروبي. من الساعة 9:30 صباحاً وحتى 7 مساءً، توقفت جميع المركبات الآلية عن الحركة، لتفسح المجال أمام المشاة وراكبي الدراجات والأنشطة الترفيهية التي ملأت المدينة بأجواء نابضة بالحياة.
تهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على فوائد تقليل الاعتماد على السيارات وتعزيز وسائل النقل الصديقة للبيئة. طوال اليوم، تنفس سكان بروكسل هواءً أكثر نقاءً، وتمكنوا من التجول بحرية في شوارع المدينة التي عادةً ما تكتظُّ بحركة المرور. هذه التجربة ليست مجرد يومٍ ترفيهي، بل تذكرة بما يمكن أنْ تحققه المدن عندما تقلل من الانبعاثات وتحسن جودة الحياة.
المدينة، التي تُعرف بازدحامها المروري، بدت وكأنها استعادت بعضاً من هدوئها وسكينتها. ومع غياب ضوضاء السيارات، استطاع السكان الاستمتاع بالأجواء في ظل سماءٍ صافية وهواءٍ نقي، ما يعزز الشعور بأنَّ الطبيعة قادرة على استعادة توازنها إذا منحناها الفرصة.
لم يكن هذا اليوم مجرد إغلاقٍ للشوارع؛ فقد شهدت بروكسل تنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية والثقافية في مختلف الأحياء. نُظمت ورش عمل للأطفال، وأنشطة رياضية، وعروض موسيقية ومسرحية، الأمر الذي حوَّلَ الشوارع والساحات إلى مسارح مفتوحة للحياة والتفاعل الاجتماعي. هذه الأنشطة لم تعزز فقط البعد الترفيهي، بل أسهمت أيضاً في تعزيز روح المجتمع والتواصل بين سكان المدينة.
البلديات المحلية شاركت بشكلٍ فعالٍ في تنظيم الأنشطة، إذ وفرت خدمات مجانيَّة لاستئجار الدراجات الكهربائيَّة، ونظمت حملات توعية لتعزيز التنقل المستدام. كما أُتيح للناس فرصة تجربة وسائل نقل بديلة مثل الحافلات الكهربائيَّة وركوب الخيل، ما يهدف إلى تغيير السلوكيات اليوميَّة تجاه استخدام السيارات الخاصة. من خلال هذه المبادرة، تسعى بروكسل إلى تحفيز سكانها على تبني أساليب حياة أكثر استدامة. وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام المدينة بتحقيق أهدافها في خفض الانبعاثات الكربونية وتشجيع وسائل النقل العامة والصديقة للبيئة، إذ تؤكد هذه الفعالية أهمية تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وضرورة النظر في بدائل أخرى مثل الدراجات، المشي، ووسائل النقل العام. وفي تصريح أدلت به رئيسة بلدية بروكسل، قالت: «يوم الأحد الخالي من السيارات هو فرصة للتفكير في كيفية تحسين نوعية حياتنا».
