ضمادات من حرير العنكبوت لعلاج الجروح المزمنة

علوم وتكنلوجيا 2024/09/30
...

 أنتوني كاثبرتسون
 ترجمة: أنيس الصفار

ابتكر علماءٌ نسيجَ عنكبوتٍ من الحرير الاصطناعي يقولون إنَّ بالوسع استخدامه في صناعة ضمادات فائقة القوة لعلاج الجروح المزمنة.
هذه الضمادات الحريريَّة، التي طورها باحثون من جامعة "نانجنغ للتكنولوجيا" في الصين، يمكن غزلها بسهولة من خلال استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وهي في الوقت نفسه تمتلك من الاستقرار والثبات ما يجعها ترتقي بمستوى معالجة حالات طبية معينة.
اختبر فريق الباحثين ضمادات الجروح المبتكرة الجديدة التي أنتجوها على فئرانٍ مصابة بمرض المفاصل التنكسي أو بجروح مزمنة ناتجة عن مرض السكري، فكانت النتيجة هي اندمال الإصابة وتعافيها في الحالتين بأسرع مما تتعافى لدى استخدام الضمادات التقليديَّة.
يشير الباحثون في ملاحظاتهم الى أنَّ الضمادات الحريريَّة الجديدة متوافقة بايولوجياً وقابلة للتحلل البايولوجي، ويضيفون أنَّ حرير العنكبوت الاصطناعي قائمٌ على ستراتيجيَّة غزل دقيقة من شأنها تأمين أسلوبٍ عالي الكفاءة لبناء وإعادة تعديل الجيل التالي من المواد الذكيَّة.
استخدم نسيج العنكبوت في علاج الجروح منذ زمنٍ بعيدٍ ربما يمتدُّ الى عصر الدولة الرومانية القديمة، بيد أنَّ استخدامه في التطبيقات الطبية على نطاقٍ واسعٍ لم يكن عملياً، نظراً لأن جمع نسيح العنكبوت الطبيعي مسألة بالغة الصعوبة بسبب طبيعة المناطق التي يستوطنها العنكبوت، وذلك على عكس الحرير الذي تنتجه ديدان القز. كذلك فإنَّ استخدام حرير العنكبوت المنتج طبيعياً يزيد من خطر التلوث البكتيري، وفقاً لدراسة نشرت في 2021 في مجلة "سيل بريس".
تقول البروفسور "تراين بيلدي" من جامعة آرهوس إنَّ حرير العنكبوت كان محطّ إعجابٍ يكاد يرقى الى حد الاسطورة. وتضيف: "هو إحدى تلك الأساطير التي يبدو أنَّها قد تجسدت الى واقعٍ متحققٍ من خلال الإيمان وليس من خلال سندٍ تجريبي قوي".
هذا كله أدى الى تطوير حرير عنكبوت اصطناعي كي يستخدم في الجيل التالي من المواد الطبية بالاستعانة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد التي توفر نهجاً جديداً لإنتاج هذه المادة على نطاقٍ واسع.
كتب العلماء الذين يقفون وراء هذا الإنجاز: "في توافقٍ مع عملية الغزل الطبيعي التي تقوم بها العناكب نكشف عن ستراتيجيَّة غزل عالية الكفاءة من شأنها أنْ تمكّن من التحضير الواسع لحرير العنكبوت الاصطناعي متعدد الوظائف بمقاييس مختلفة".
عن صحيفة الاندبندنت