شبابٌ يتنافسون في مبادرات الخير

ولد وبنت 2024/10/07
...

 بغداد: سرور العلي 

يستقبل الصيدلاني قاسم الشويلي بابتسامة ودودة مجموعة من سكان مدينة الرفاعي، في العيادة المجانية التي أنشأها مع أطباء شباب وملاكات طبية وصحية، في خطوة مثمرة نحو التطوع بفعل الخير، وزرع المحبة والألفة بين الآخرين.لافتاً إلى أن العيادة هي مشروع خيري، يهتم بعلاج الأسر المتعففة والفقراء، وذوي الاحتياجات الخاصة، والأيتام ومرضى السرطان والشهداء، ومتابعة الحالات الإنسانية، وقد حظي بمباركة معتمد المرجعية في المدينة، وكذلك الجهات المختصة والشعبية، ومباركة أهالي الرفاعي وبقية المدن المجاورة لهذا العمل الإنساني، كونه أسهم في التخفيف عن كاهل الكثير من المحتاجين.

مضيفاً “بلغ عدد مراجعي العيادة المجانية أكثر من 20 ألف مراجع حتى الآن، كما وتم إجراء ومتابعة العديد من العمليات الجراحية بحدود 5 آلاف عملية وبشكل مجاني، وكذلك متابعة العديد من الحالات المرضية بزيارات ميدانية في مناطق عدة، ومن هذه الحالات مرضى السرطان والشلل، وذوو الاحتياجات الخاصة، ومتابعة الكثير من المرضى في مستشفيات المحافظة”. 

ونجح طبيب الأسنان هاني طالب بتأسيس فريق (الصفاء التطوعي)، لتسخير الطاقات الشبابية، لخدمة المجتمع والنهوض به، والعطاء من دون مقابل، وصناعة جيل فعال ومؤثر وتوعيته، ويركز على إعداد ورش مجانية لتدريب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن يعانون من صعوبات النطق والكلام، والتوحد وفرط الحركة، والقيام بالعديد من الفعاليات، ومنها المشاركة في المناسبات الدينية، وتوزيع السلال الغذائية، وزيارة دور الأيتام وكبار السن، وإعداد الحصص التعليمية المجانية، لتعليم الطلبة.

وعن ذلك قال هاني لـ (الصباح): “تعد الأعمال التطوعية واحدة من السلوكيات الإنسانية النبيلة، التي تجسد العطاء بلا مقابل، والرغبة في خدمة المجتمع، حيث يخلق العمل التطوعي تأثيرًا إيجابيًا في المجتمع والمتطوع، إذ يسهم في تعزيز روح الانتماء للمجتمع، وتطوير المهارات الشخصية عن طريق تعزيز القدرات التواصلية والقيادية، كما يعمل على زيادة مستويات السعادة، ويعزز الشعور بالأمل، وكذلك له أثر في بناء العلاقات الاجتماعية، وتحسين الصحة النفسية والسيرة الذاتية، ويزيد من فرص الحصول على وظائف، وعادة ما تلاقي الأعمال التطوعية استحساناً، ودعماً ومشاركة من الجميع”. 

وأشارت عائشة الآلوسي، مؤسسة فريق يد بيد التطوعي إلى أنه نظراً للظروف التي مر بها العراق وسوريا من نزوح وتهجير، قررت مع زوجها، عمل حملة كبيرة للمساعدات في مخيم الزعتري عام 2012، وتوفير كل ما يلزم من احتياجات لهم، وفي عام 2014، انتقلت للإقامة في استراليا، لتمثيل العراق هناك، وتقديم المعونات والمساعدة للعراقيين والدول الأخرى، ووهبت نفسها للعمل التطوعي خالصاً لوجه الله تعالى، وبدأت بحملاتها الإنسانية، وأسست فريقها، وحرصت على تقديم المساعدات لكل فئة تستحق، وكان التحدي الوحيد الذي واجهها هو فرق التوقيت بين البلدان، لذلك قامت بتقليص ثلاث ساعات من وقت نومها يومياً، وقامت بعلاج مرضى السرطان، وتوفير المستلزمات الطبية لذوي الهمم، وفتح مشاريع للنساء الأرامل، ودعم مشاريع الشباب، وذبح الأضاحي وتوزيعها بين الأسر المتعففة، والتكفل بإجراء العمليات الجراحية، وغيرها من المبادرات الإنسانية.

وأوضح الناشط حيدر جبار، مسؤول جمعية غيث الإحسان أن المبادرات التطوعية، تهدف إلى تعزيز قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، فهي تعكس الروح الإنسانية، وتعمل على مساعدة الفئات الأكثر حاجة في المجتمع، وتسهم بتعزيز الوعي الاجتماعي، إذ تساعد المبادرات في نشر الوعي حول قضايا مهمة، مثل الصحة والتعليم والبيئة، ما يدفع المجتمع للعمل على تحسين هذه المجالات، ويشجع الأفراد على تحمل المسؤولية والمشاركة في بناء مجتمع أفضل، ما يسهم في خلق جيل واعٍ ومسؤول، وبناء جسور التواصل والروابط الاجتماعية بين الأفراد، وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، وكذلك المساهمة في التنمية المستدامة، من خلال تقديم الدعم للفئات المحتاجة، والمساعدة في بناء مجتمع قوي ومتماسك، قادر على تحقيق التنمية المستدامة، وتحفيز المبادرة الفردية والجماعية التي تلهم الناس، لبدء مشاريع تطوعية وإنسانية أخرى، لتتسع دائرة العطاء ومضاعفة الأثر الإيجابي. 

وترى فاطمة حسن، إحدى المتطوعات أن القيام بالحملات الخيرية هو جزء من إنسانيتنا، ما يدفع الكثيرين لتقديم كل ما باستطاعتهم، كالمشاركة بتوزيع السلال والوجبات الغذائية في رمضان بين بيوت الفقراء، إضافة إلى شراء الثياب الخاصة بموسم الدراسة والأعياد للأطفال، لزرع الابتسامة على وجوههم، وهناك من يقوم بمبادرة توزيع الأجهزة المنزلية للأسر المحتاجة، وكل ذلك يحسن من حياة الآخرين، وينشر الرحمة بينهم.