الكوت: محمد ناصر

أصبحت تجارة المنحفات في العراق في تزايدٍ مستمرٍ رغم أن وزارة الصحة منعت دخولها أو الترويج لها؛ كونها تحوي مواد غير معروفة المصدر وليست مفحوصة مخبريًا.

ورغم أن العديد من الصيدليات أصبحت تمتنعُ عن تداولها، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تزخرُ بها من دون خوفٍ أو مراقبة أو حتى ملاحقة.

وخلف كل ذلك يروج البائعون لها على أنها العصا السحريَّة التي سَتُفْقِدُ الإنسانَ كيلوغرامات من وزنه بحبَّة صغيرة عبر وعودٍ أغلبها - إنْ لم يكن كلها - كاذبة.

وتختبئ وراء ذلك مسميات (الكابتن للرشاقة) و(خبير الأعشاب)، و(صيدليات وأطباء وهميون) و(مندوبات). ويستخدم هؤلاء صفحاتهم للترويج وما أنْ يتمَّ الشراء يتمُّ حظرُ المشتري فهم يشترون متابعين عبر الإعلان الممول بتعليقاتٍ تشيدُ بمنتجاتهم وهي جميعها كاذبة ولا تمسُّ الحقيقة.

مضاعفات خطيرة

الدكتور سلوان العبيدي يقول في حديثه لـ"الصباح": "إنَّ تناول منتجات التنحيف مجهولة المصدر خطأٌ كبيرٌ قد يعرضُ مستخدمَها إلى مضاعفاتٍ متنوعة كتأثيرها في القلب وتسببها بارتفاع ضغط الدم".

وأضاف العبيدي "هي ممنوعة وبشكلٍ نهائي للمرأة الحامل أو المرضعة أو من هم دون 18 سنة، كذلك ممن يعانون من أمراض قصور الكلى، والضغط والقلب والكبد". وتابع: "معظم هذه المنتجات تصلُ عبر التهريب من معامل في الصين، بينما لم تُصرِّح إدارة الغذاء والدواء الأميركيَّة (FDA) بأي منتجٍ يمكنه المساعدة في إنقاص الوزن حتى الآن".

ولفت: "أنا كطبيب أنصحُ أصحابَ الأوزان العالية جدًّا بإجراء عمليات التكميم وتحويل المسار في الحالات الصعبة، لكنْ يظل تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة أحد أهم الأشياء البارزة والمهمَّة قبل اتباع أي خطوة، ولا نجري العمليات إلا لمن يكون قد وصل إلى وزن فوق الطبيعي بضعفٍ ولديه أمراض مزمنة".

بينما أكد الصيدلاني أنمار علي أنَّ "المنحفات قلَّ تواجدها في الصيدليات بسبب الرقابة، وأنَّ من يبيعها على مواقع التواصل هم أشخاصٌ لا يهمهم سوى جمع المال مهما كانت المخاطر".

وتابع: "الأورليستات هو  وحده الدواء المصرح به وهو عبارة عن كبسولة تفرز الدهون التي يتناولها الشخص مع الفضلات وغير ذلك لا يوجد شيء سحري اسمه منحف، بل هي مجرد أوهامٍ ترتبطُ بالحالة النفسيَّة".

منحفاتٌ واكتئاب

تيجان موسى شابة عشرينيَّة أجرت عمليَّة تكميم للمعدة منذ سنة واحدة تقول لـ"الصباح": إنَّها "استخدمت الكثير من المنحفات وقد جربت كل الأنواع تقريبًا، إذ كان وزني يتعدى الـ 110 كيلوغرامات.. وكل الذي استخدمته من منحفاتٍ كان مجرد كذب، وأصابني بالاكتئاب.. ومن ثم راجعت الطبيب وأجريت عمليَّة تكميم المعدة وأنا الآن بصحة جيدة حيث وصلت إلى وزن 70 كيلوغراماً وأنا ملتزمة بأكلي الصحي وأمارس الرياضة يوميًا.. الآن بدأت أشعر بنعمة العافية بعد أنْ وصلت إلى الوزن المطلوب وما زلت محافظة ومستمرة على ما وصلت إليه الآن". وتؤكد موسى: "لتجنب أضرار أدوية التنحيف، وعدم الانجرار وراء المكملات الغذائية التي من غير المعروف مدى أمانها يمكن اتباع بعض النصائح التي قد تساعدك على التخفيف من وزنك: تناول الطعام في أوقات منظمة خلال اليوم، تناول كميات جيدة من الفاكهة والخضار، شرب الكثير من الماء خلال اليوم، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للمساعدة على حرق الدهون".

آثارٌ جانبيَّة

يوجد العديد من الآثار الجانبيَّة الناتجة عن استخدام أدوية التنحيف، لذا من الضروري توعية الأشخاص الذين يرغبون باستخدامها وتقييم المخاطر التي قد تنجم عنها.

وهنا أبرز المخاطر لكل دواء من أدوية التنحيف، والتي يتمُّ صرفها عادةً بوصفة طبية مع الانتباه إلى أنه ليس بالضرورة أن تصاب بها جميعها:

1. دواء الليراجلوتايد (Liraglutide)

يتمُّ أخذه على شكل حُقنٍ تحت الجلد، ومن أعراضه الجانبيَّة الشائعة: الإسهال، والإمساك، والغازات، وحرقة المعدة. أما بالنسبة لأضراره التي تستدعي إخبار الطبيب فورًا: ( علامات الجفاف، علامات مشكلات الكلى، علامات انخفاض السكر، علامات رد فعل تحسسي).

2. دواء الأورليستات (Orlistat)

يوجد دواء للأورليستات على شكل كبسولات، يعمل على تثبيط امتصاص جزء من الدهون الموجودة في الوجبة. ومن آثاره الجانبية الشائعة ما يأتي: (وجع في البطن أو الظهر، عدم التحكم في الأمعاء، تسرب الزيوت 

من الأمعاء، إخراج زيتي من الأمعاء، الغازات).

3. البوبروبيون والنالتريكسون (Bupropion and Naltrexone)

يتم دمج البوبروبيون والنالتريكسون، يقلل هذا الدواء من الوزن عن طريق كبح الشهية. يوجد أعراض جانبية شائعة يتكيف الجسم معها بعد فترة من العلاج، مثل: (صعوبة التبرز، تغيرات في حاسة التذوق، زيادة التعرق).

4. فينترامين وتوبيراميت (Phentermine and Topiramate)

يتم دمج دواء فينترامين وتوبيراميت، ويتوافر على شكل كبسولات، ويعمل على تثبيط الشهية. ومن آثاره الجانبية الشائعة الآتي: (صداع، غثيان، عسر الهضم، وخز في 

الأطراف).