بغداد : شذى الجنابي
أكدت وزارة الزراعة سعيها إلى الوصول بعدد أشجار النخيل في العراق خلال الأعوام المقبلة، إلى 30 مليونا، بما يعيد مكانته في الأسواق العالمية كأكبر مصدر للتمور، كاشفة عن نجاح مشروعها لأكثار الفسائل بالتقنية النسيجية الأحدث في العالم.
وبحسب الخبراء، فإن الدول العربية، لاسيما الإمارات والأردن ومصر، اعتمدت برامج لزراعة الأصناف التي تطول مدة إنتاجها، لتبدأ من أيلول وتصل إلى تشرين الثاني، للاستفادة من الأسعار المرتفعة للتمور الطازجة المسوقة عالميا خلال المدة المذكورة، وبتبني إطالة مدة التسويق بالمخازن المبردة وللأصناف التجارية المرغوبة عالميا، ولاسيما (المجول) الذي يباع الكيلوغرام الواحد منه في الدول الأوروبية، بعشرين دولارا.
وقال وزير الزراعة، الدكتور عباس جبر المالكي، في حديث لـ"الصباح": إن "الوزارة وإدراكا منها لأهمية أشجار النخيل والتمور التي اشتهر بها العراق منذ القدم كصاحب أكبرعدد من النخيل في العالم، اعتمدت خطة عمل ستراتيجية وصفها بالطموحة لتأهيل بساتين النخيل التي تضررت خلال العقود الماضية، باعتماد إكثار فسائلها بالزراعة النسيجية التي قطعت فيها الوزارة أشواطا متقدمة".
وأضاف، أن "هيئة الرأي في وزارته، اتخذت خطوات عدة من خلال مشروع برنامج إكثار النخيل النسيجي وتوفير التخصيصات المالية لشراء 100 ألف نخلة نسيجية بالتعاقد مع المختبرات العالمية الرصينة وتوزيعها بين الفلاحين، منوها بأن الخطة تشمل أيضا اعتماد برامج الري الحديثة لسقي بساتين النخيل بدل الطرق الحالية التي وصفها بأنها تسرف باستخدام الحصص المائية الشحيحة، من خلال تبني تقانات الري الحديثة بالتنقيط اعتمادا على منظومات الطاقة الشمسية.
وأعرب المالكي، عن أمله بأن يصل عدد أشجار النخيل في العراق خلال الأعوام المقبلة، إلى 30 مليونا، بما يعيد مكانته في الأسواق العالمية كأكبر مصدر للتمور، التي كان يشغلها حتى وقت قريب، لاسيما في ظل الإمكانات الواعدة التي يمتلكها من موارد مائية وأراض زراعية خصبة، وموقع ستراتيجي واعد يؤهله لأن يتبوأ مكانة مهمة بين أكبر مصدري ومنتجي التمور العالميين من جديد.
وذكر أن "الوزارة لها دور كبير في دعم قطاع النخيل، لاسيما من خلال تنفيذ مشروع تأهيل بساتين النخيل، لغرض تحسينها وتطويرها وزيادة إنتاجها، علاوة على إنشاء بنوك وراثية تمد الوزارة وفلاحي البلاد بأعداد كبيرة من الفسائل بجودة وإنتاجية عالية، كاشفا عن إهداء أعداد من النخيل إلى المؤسسات الحكومية والدوائر الخدمية والشوارع الرئيسية بالتعاون مع الدوائر القطاعية لسقي النخيل".
وكان العراق حتى نهاية ستينيات القرن الماضي، يصدر ما يقرب من 75 بالمئة من تمور العالم، ويحتل المكانة الأولى بعدد النخيل برقم وصل إلى 33 مليونا، تراجع بحلول العام 2003 إلى أقل من تسعة ملايين أغلبها غير منتج، كما تراجع إلى المركز السادس بين مصدري التمور في العالم.