متحف نقابة المحامين.. نافذة على إرث العراق الحضاري

الصفحة الاخيرة 2019/06/25
...

بغداد/هدى العزاوي 
ما ان تدخل نقابة المحامين حتى يجذب انتباهك متحف لا يشبه غيره ، اذ تجد العشرات من الصور المعلقة على جدرانه لمحامين تولوا رئاسة النقابة منذ تأسيسها في العام 1933 حتى الان ، فضلا عن عدد من الوثائق والمستندات الخاصة بالقانون العراقي .
عرض المتحف بصورة موجزة العديد من اللوائح والتشريعات الخاصة بالقوانين منذ العصور القديمة وصولا الى العصر الحديث الذي بدأ في العام 1876 عند اصدار نظام المحامين (وكلاء الدعاوى كما كانوا يسمَّون آنذاك) في زمن الدولة العثمانية التي كان العراق تابعا لها.
مستشار نقابة المحامين ومؤسس المتحف احمد مجيد الحسن قال لـ"الصباح":"  انشئ متحف النقابة في العام 2018 توثيقا لتاريخها الفذ في اشاعة الوعي الوطني والسياسي والثقافي بين ابناء الشعب وابرازا لدورها في بناء العراق الحديث، لذا فان فكرة المتحف لم تكن بالمهمة السهلة،  خاصة مع فقدان عدد كبير من الوثائق والمستندات والصور التي هي مادة لها".
زودت العديد من المؤسسات الثقافية الحسن بصور ووثائق منها المتحف العراقي ودار الكتب والوثائق وبيت الحكمة وكلية القانون جامعة بغداد ومؤسسة المدى ولم يكتف بذلك فكانت سوق هرج احدى محطات بحثه.
ويضيف مستشار نقابة المحامين  خلال حديثه لـ"الصباح":" كانت من أهم المصادر واصعبها في استحصال النوادر من الصور والمستندات عوائل المحامين الراحلين، وذلك لتفرقهم في مشارق الارض ومغاربها وبعد ازمانهم ،  الا ان هذا الامر  لم يقف حائلا أمام مساعينا في الحصول على نسخة من هوية نقابة المحامين لرئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود ورئيس الوزراء الاسبق صالح جبر ووثيقة تخرج رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني".
أبهر المتحف مرتاديه بعرض صورة لحفلة المصالحة بين الشاعرين الكبيرين معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي التي اقيمت في منزل المحامي محمود صبحي بيك الدفتري بعد ان كانا على خصام شديد عام 1928، كما عرض وثائق خريجي مدرسة حقوق بغداد عام 1908 التي كانت باللغة العثمانية، ثم انتقل المتحف الى عرض  النسخة الاصلية للارادة الملكية التي منحت وسام الرافدين من الدرجة الاولى بتوقيع جلال غازي الأول لـ"ناجي السويدي" أول نقيب للمحامين عام 1933.
ويشير الحسن الى الصور والوثائق التي استفاض بها المتحف موضحا:" سلطنا الضوء على مختلف النشاطات والمساهمات بحسب التسلسل التاريخي التي مرت بها المحاماة الى ان اخذت شكلها الحديث بعد تأسيس مدرسة الحقوق في اسطنبول التي تخرج منها اوائل المحامين العراقيين كان ابرزهم القاضي اليهودي داود سمرة الذي انهى دراسته فيها عام 1903". يذكر ان سمرة  بعد ان ادى الامتحان النهائي شفهيا لمدة عام كامل امام الطلاب،  الا انه لم يحصل على شهادة الحقوق حتى سرت شائعة اخفاقه في دراسته لينطبق عليه المثل البغدادي  "تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي" وهذا ما ذكره في مذكراته التي عرضها المتحف تحت عنوان "معاناة محام متخرج حديثا لسنة 1903" 
ويختتم مؤسس متحف النقابة ومستشارها القانوني حديثه لـ"الصباح" قائلا:" المتحف يؤكد على مدى اتساع مشاركة نقابة المحامين ومساهمتها في جميع الاحداث الوطنية والعربية وتفاعلها معها منذ تأسيسها الى اليوم فهي ضمير الشعب ومحط آماله".