مادلين هولكومب
ترجمة: بهاء سلمان
لا يتعلق طول العمر فقط بالعيش حياةٍ طويلة، بل يتعلق أيضاً بالعيش المريح. ووفقاً لتوقعات وزارة الصحة والخدمات البشريَّة الأميركيَّة ببلوغ نسبة من يصل الى سن الـ 65 أو أكبر بحلول العام 2040 أكثر من واحدٍ إلى خمسة؛ وأكثر من 56 % منهم سيكونون بحاجة إلى خدمات خاصة طويلة الأمد.
لحسن الحظ، هناك أشياءٌ يمكنك القيام بها في أي عمرٍ لضمان الحفاظ على صحتك مع مرور السنين، حسبما يقول "جون باتسيس"، طبيب الشيخوخة في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل. تحدث باتسيس، الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا وكلية غيلينغز للصحة العامة العالميَّة، مع مراسل وكالة CNN حول ما يجب أنْ يعرفه الناس عن الشيخوخة الصحيَّة.
السؤال الأول كان: قد يجد بعض الأشخاص صعوبة في ربط سلوكياتهم الصحيَّة الآن بالنتائج في سنواتهم اللاحقة. لماذا يجب أنْ يبدأ الناس في التفكير في الشيخوخة الصحيَّة في وقتٍ مبكر؟
ردَّ باتسيس بالقول: هناك أفرادٌ قد يصابون بالمرض والضعف. وهناك أفرادٌ يتمتعون بالقوة والحيويَّة حتى بلوغهم التسعين من العمر. ولدي مرضى لا يزالون يتمتعون بلياقة بدنية عالية ونشاط كبير، ربما لا يكونون نشطين كما كانوا قبل عشرين عاماً، ولكنهم ما زالوا يفعلون الأشياء التي يريدون القيام بها. عليك أنْ تجدَ إحساساً بالذات، وإحساساً بالهدف. عليك أنْ تجد إحساساً بما يجعلك سعيداً، وقد يختلف هذا الإحساس في كلّ مرحلة من مراحل الحياة.
صياغة المستقبل
لا يمكنك تغيير جيناتك؛ ولا يمكنك تغيير ماضيك، إنّما يمكنك أنْ تحاولَ تغيير مستقبلك بأشياءٍ قابلة للتعديل؛ وإذا كان هذا يعني تغيير ما تأكله أو مقدار التمارين الرياضيَّة التي تمارسها أو المشاركة في المجتمع، أو الإقلاع عن التدخين أو الشرب، فهذه أشياءٌ تحت سيطرتك. وهناك أدواتٌ، مثل العمل مع فريق الرعاية الصحيَّة والموارد المجتمعيَّة، قد تكون متاحة لمساعدتك على تحقيق هذه
الأهداف.
جزءٌ من الأمر يتلخّصُ في الوصول إلى نقطة تجعلك تقول: "نعم، أنا على استعدادٍ للتغيير". يجب أنْ تكون على استعدادٍ للتغيير لإحداث هذا التغيير.
وبسؤاله عن ماهية الأشياء التي ترغب في أنْ يغيّرها الناس في وقتٍ مبكرٍ من حياتهم للتأثير في كيفيَّة تقدمهم في السن، ردَّ الطبيب الماهر قائلاً: هذا سؤالٌ رائعٌ حقاً، وغالباً ما يطرحه الناس عليَّ، ليس فقط من قبل مرضاي ولكنْ أيضاً من قبل أطفالهم ومن قبل أسرتي وأصدقائي أيضاً. هناك عددٌ من العوامل التي ثبت مراراً وتكراراً أنها تؤدي إلى الشيخوخة الصحية، ولكنْ يمكنك حقاً تحديدها إلى نوعين.
أولاً: التغذية السليمة، والتي تبدأ حقاً من الرضاعة إلى الطفولة إلى المراهقة وصولاً إلى مرحلة الشيخوخة. ثانياً: النشاط البدني المنتظم وممارسة الرياضة أمران مهمَّان للغاية. ثم الفئة الكبيرة الثالثة هي الروابط الاجتماعية. غالباً ما نفكر في هذه الأمور بشكلٍ مستقلٍ كأمورٍ منفردة، ويجب على الواحد منا حقاً التفكير بها بشكلٍ مشتركٍ وجماعي وتآزري، فيمكن أنْ يؤثر أحدنا في الآخر، لكنْ في الحقيقة مجموع الأجزاء أكبر من الكل.
ماذا تقصد بالتغذية السليمة؟ كان هذا هو السؤال التالي، وردَّ باتسيس قائلاً: غالباً ما نفكر في التغذية الصحيَّة على أنها اتباع نظامٍ غذائي متوازن، وهو نظام غذائي مقارب لنظام شعوب البحر المتوسط.
غالباً ما تكون بيئة الطعام تمثلُ تحدياً، وخاصة في المجتمعات الصناعيَّة الغربيَّة؛ فمن الصعب الابتعاد عن صناعة الوجبات السريعة. لكنَّ الوجبات المطبوخة في المنزل، طهي الفاكهة والخضراوات الطازجة بنفسك، والتفكير في تناول هذه الأنواع من الوجبات، مهمَّة حقاً ومغذيَّة. حاول بشكلٍ جديٍ الابتعاد عن الأطعمة المصنعة وفكر في أنواع أكثر شموليَّة من المواد الغذائيَّة.
هذا هو حقاً يمثل التفكير بالأمر بشكلٍ أكثر اتساقاً. يعدُّ الطعام بمثابة الدواء، وأعتقد أنَّ هذا يمثلُ مفهوماً يتمُّ البحث عنه بشكلٍ متزايدٍ والدعوة إليه من قبل مقدمي الخدمات الصحيَّة وغير الصحيَّة. هذا الأمر يتجاوز الشيخوخة. ابدأ في سن مبكرة، وابدأ في المدارس وابدأ في إشراك الأفراد والأطفال في وقتٍ مبكرٍ، حتى يطوروا مهاراتٍ وممارساتٍ مستدامة طوال حياتهم، كي تصير جزءاً معتاداً من حياتهم، ولا ينظر لكونها تمثل مهمَّة
شاقة.
وبسؤاله عن نوع التمرين الأكثر أهميَّة، ردَّ الأستاذ الجامعي بالقول: المشي المنتظم، والنشاط المنتظم. إنَّ 150 دقيقة من النشاط في الأسبوع مقسمة على 30 دقيقة على مدى خمسة أيام من النشاط المعتدل هي ما يوصى به حقاً، فضلاً عن ذلك، يجب على المرء أنْ يفكرَ ليس فقط في النشاط الهوائي ولكنْ أيضاً في الأنشطة القائمة على المقاومة. وهذا أكثر أهمية مع تقدم المرء في السن للحفاظ على كتلة العضلات وقوّتها، لأننا نعلم أنك تفقد هذه القدرة على الحفاظ عليها مع تقدمك في السن.
وكالة سي أن أن الاخبارية