شروق ماهر
شهدت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وخلال الأعوام الأخيرة الماضية انتشاراً كبيراً جداً، للكلاب السائبة داخل الأزقة والأحياء السكنية في عموم مدينة الموصل، بعد أن كان يقتصر انتشارها في مناطق العشوائيات والقرى والأرياف، الأمر الذي تسبب بعدم خروج الأطفال وأغلب الفتيات والنساء باستمرار من المنزل إلى الشارع، بينما تسبب انتشار هذه الأعداد الكبيرة من الكلاب بتسجيل وفيات وإصابات جراء الهجمات الشرسة على المواطنين في أغلب الأحياء داخل الموصل.
أمراضٌ وتهديد
مصادر طبية من داخل صحة نينوى أكدت أن ظاهرة انتشار الكلاب السائبة داخل محافظة نينوى عامة وخاصة في الموصل، قد سببت مشكلات صحية وبيئية واجتماعية ونفسية عديدة، لأن بعض هذه الكلاب مصابة بأمراض تعد خطيرة جداً تنتقل إلى الإنسان عن طريق الجهاز العصبي، وتؤدي إلى الموت السريع، ما يجعل من الأولوية معالجة هذه الظاهرة أو الحد من تأثيراتها من قبل الجهات المعنية.
الدكتور معتز حسن في مستشفى الموصل يقول في تصريح لـ (الصباح)، إن "صحة نينوى سجلت خلال الفترة الماضية نحو(4) حالات وفاة وأكثر من (30) حالة إصابة خطيرة بصفوف المدنيين وتحديداً الأطفال، جراء انتشار هذه الكلاب السائبة التي سببت هجمات طالت الأطفال وحتى الشباب أيضاً، حيث أدت مؤخراً لوفاة شاب عشريني من منطقة الكوكجيلي جراء انتشار هذه الكلاب داخل الأحياء السكنية".
حملات إبادة
بلدية الموصل بدورها نفذت مؤخراً إلى جانب المستشفى البيطري حملات كبيرة وواسعة لإبادة الكلاب السائبة التي خلفت وفيات وإصابات عديدة في صفوف المدنيين والأطفال تحديداً داخل مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، حيث أعلن مدير بلدية الموصل عبد الستار الحبو لـ (الصباح)عن الشروع بحملة كبيرة ومكثفة وواسعة داخل الموصل لمعالجة الكلاب المسعورة، بالتعاون مع مديريتي الشرطة والصحة، للحد من هذا الانتشار الكبير في صفوف الكلاب السائبة المنتشرة بشكل كبير داخل الموصل.
بدوره أكد مدير المستشفى البيطري عدي العبادي أن "المستشفى البيطري مستمر بين الحين والآخر بشن حملات واسعة لمكافحة الكلاب السائبة في مدينة الموصل، خصوصاً بعد تسجيل حالات وفاة بعضة كلب مؤخراً، وأيضاً تسجيل حالات الإصابات جراء الكلاب السائبة داخل أحياء وأزقة الموصل السكنية".
ويؤكد العبادي أن "لجنة مكافحة الكلاب السائبة في المستشفى البيطري مستمرة بأعمالها مع شرطة نينوى والبلدية والصحة، من أجل القضاء على الكلاب السائبة المنتشرة بأعداد كبيرة داخل أزقة مدينة الموصل".
ويضيف العبادي أن "هذه الكلاب الضالة بدأت بالظهور بكثرة في الأزقة والشوارع منذ أكثر من عامين، حيث كانت هذه الكلاب تبحث عن الطعام والمأوى، ما أثار قلق السكان المحليين، وبعض الكلاب كانت مسالمة وهادئة، لكنها كانت أيضًا تتجمع في مجموعات كبيرة، ما جعل البعض يشعر بالخوف لكن مع مرور الوقت، بدأت الكلاب تُظهر سلوكًا عدوانيًا، وحدثت هجمات عدة على السكان. إذ تعرض بعض الأطفال والنساء للإصابات نتيجة لهجمات هذه الكلاب، ما زاد من حالة الذعر بين الناس".
استجابة
ويردف، أن "دائرة البيطرة في الموصل استجابت بسرعة لهذه الأزمة، حيث قامت الفرق البيطرية بتنفيذ إجراءات احترازية للحد من انتشار الكلاب الضالة وضمان سلامة السكان. ومن بين هذه الإجراءات كانت لدينا (حملات تطعيم واسعة)، حيث قامت الفرق البيطرية بتطعيم الكلاب ضد الأمراض المعدية، خاصة داء الكلب، لمنع انتقال العدوى للسكان مع تعقيم الكلاب للحد من تكاثرها والسيطرة على أعدادها إلى جانب إيواء الكلاب الضالة، حيث قامت فرقنا داخل البيطرة بإيواء الكلاب في مراكز مخصصة وتقديم الرعاية اللازمة لها".
ويؤكد العبادي أن "المستشفى البيطري مستمر بحملات توعوية للسكان حول كيفية التعامل مع الكلاب الضالة، والإبلاغ عن أي حوادث أو مشاهدات للكلاب العدوانية، وبفضل هذه الإجراءات، بدأت الأوضاع تتحسن تدريجيًا في الموصل، وتراجع عدد هجمات الكلاب على السكان، وأصبح الناس يشعرون بأمان أكثر عند التنقل في الشوارع".
تذمر وشكاوى
وارتفعت أصوات تذمر سكان الموصل حول انتشار هذه الكلاب السائبة التي تركت وفيات وإصابات بين الأطفال، وكانت هناك أيضاً مطالبات للمسؤولين المختصين للحد من هذا الانتشار، حيث أكدت رنا وليد وهي تعمل تدريسية لـ (الصباح)، أن "الكلاب ما زالت منتشرة في حي السكر الصديق والحدباء تزامناً مع الحملات المكثفة، لكننا بوصفنا سكاناً نقطن داخل الموصل نطالب باستمرار الحملات للحد من الإصابات في صفوف الأطفال، خصوصاً مع انطلاق العام الدراسي الجديد داخل الموصل والأقضية والنواحي والقرى أيضاً حفاظاً على حياتهم".
بينما يرى الطبيب محسن زيرك، أن "انزعاج الشارع الموصلي من ظاهرة "الكلاب السائبة" المنتشرة بأعداد كبيرة في كل حي أو منطقة داخل الموصل مستمر، إذ إن هناك أكثر من 5 كلاب سائبة في الشارع الواحد، وهذا الذي لم نره مطلقاً في أي دولة"، مبيناً أن "ديوان محافظة نينوى والمشفى البيطري ومنظمات الرفق بالحيوان تقع عليهم مسؤولية ايجاد وتأسيس مركز معالجة بيطرية في الموصل وملجأ مناسب لاحتواء تلك الحيوانات، أما المطالبة بعدم التخلص منها دون توفير حلول للحد من انتشارها في الشوارع فهو أمر لا نقبل باستمراره".