إجراءات موسعة لتأهيل الطرق والإشارات الضوئيَّة

ريبورتاج 2019/06/25
...

بغداد / رلى واثق
 
    بعد ان اقر مجلسا الوزراء والنواب تطبيق قانون المرور الجديد نتيجة لكثرة المخالفات والحوادث المرورية والازدحامات المرورية التي حولت الشوارع الى ساحة معركة المنتصر فيها من يعود لمنزله سالماً، وكان لابد عند تنفيذ القانون ان تكون هناك ارضية مناسبة لتطبيقه من توفير اشارات ضوئية تضبط سير العجلات بالتقاطعات وفتح الشوارع المغلقة وصيانتها  وغيرها من الاجراءات.
طاقة استيعابية
الخبير في مجال التخطيط الحضري والاقليمي الدكتور كامل كاظم الكناني يبين:”لابد ان تكون هنالك خطط لتوسعة الطاقة الاستيعابية للشوارع عن طريق استحداث شوارع جديدة وبناء المجسرات والجسور السريعة وغيرها من الاجراءات الباقية”.
ويضيف:” ان أعمال التأهيل والصيانة التي تجرى في الشوارع والطرق هي امر روتيني، وهذا يعالج مشكلة الطاقة الاستيعابية للشوارع من جانب واحد، بعدها يفترض ان يواكب ذلك الشارع التطورات اللاحقة بأعداد المركبات في المدينة”.
ويتابع:”المخطط الذي اعده “سكوت ويلسون”لمدينة بغداد كان يجب ان ينتهي في عام 2000، اذ  صممت الشوارع لكي تستوعب 500 الف سيارة، في حين ان عدد العجلات في بغداد تجاوز الـ1.5  مليون”.
ويوضح الكناني:”الخطط  تعد لتوسيع الطاقة الاستيعابية عن طريق استحداث شوارع ومجسرات وطرق سريعة، ضارباً المثل بالاشكالية القائمة على جسر محمد القاسم، في حين انه من المفترض ان يكون هنالك الممر الثاني الدائري حول مدينة بغداد والذي يقبع على الرفوف حتى الان دون تنفيذ”.
 
اشارات ضوئية
مديرة قسم الاضوية المرورية في امانة بغداد رئيسة مهندسين اقدم ايمان داراب سهيل تقول:”القسم باشر بصيانة الاشارات المرورية التي لم تكن مفعلة من قبل بسبب الزخم المروري والتوقيت غير المناسب المخصص لكل شارع، هذا وان القسم ارسل كتاباً الى وزارة الكهرباء بهدف استثناء تلك الاشارات من انقطاع التيار الكهربائي لتلافي  اي خلل مروري في الشارع يمكن ان يخلفه هذا الانقطاع، هذا وقد تم  تأهيل 90 بالمئة من الاشارات الضوئية المنتشرة في شوارع بغداد، والاستمرار بالعمل بالـ10 بالمئة
 منها”.
واسترسلت داراب: “العمل مستمر بتثبيت العلامات المرورية على الجسور والمجسرات، فضلاً عن التعاقد مع وزارة الصناعة لصيانة العلامات الارضية القديمة، بعد ان جهزوا الامانة العام الماضي بالفي علامة، تم نشرها في كل من قواطع الكرخ والرصافة، هذا وان هناك تنسيقاً بين قسم الاشارات المرورية وامراء القواطع ودائرة التصميم لغرض مراقبة عمل تلك الاشارات في تقاطعات جامعة بغداد والفقمة والمسبح وساحات ميسلون وحماة وبور سعيد وبيروت وامكانية زيادة او تقليل وقت فتح او غلق الاشارة حسب مايقره المسؤولون على تنظيم المرور في تلك المناطق”.
الى ذلك قالت داراب بشأن قاطع الكرخ:”تم تفعيل الاشارات الضوئية في قاطع الكرخ بساحات دمشق والفارس العربي والخارجية والخرطوم والشواف، الا ان المشكلة الان في توفير التيار الكهربائي المستمر في تلك المناطق، مؤكدةً التزام جميع الدوائر ذات العلاقة بضرورة اعادة العمل بالاشارات المرورية بأسرع وقت ممكن لنعيد الى شوارع بغداد القها ونضارتها عن طريق تنظيم سير المرور فيها ولتيسير تطبيق القوانين
 المرورية”.
 
شوارع غير مؤهلة
في الوقت الذي انتقد فيه عضو مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي النظام المروري في مدينة بغداد واستيعاب الشوارع لمليوني عجلة في حين انها مصممة لاستيعاب 100 الف عجلة فقط، موضحا:”شوارعنا وتقاطعاتنا واماكن وقوف العجلات كلها غير مؤهلة لاستيعاب عدد العجلات الموجودة في العاصمة،وكل مانفعله لايمكن من خلاله حل مشكلة تضخم الشارع بالعجلات”.
 
المطلبي بين:”الكثير من المواطنين يمرون داخل المنطقة الخضراء التي افتتحت مؤخراً بالكامل دون ان يكون هنالك اي ازدحام، نتيجة منع وقوف السيارات على جانبي الطريق، في حين ان احد الشوارع الرئيسة والمهمة في العاصمة بغداد تمر فيه 70 سيارة بالدقيقة الواحدة ولك ان تتخيل حجم الازدحام الذي يحصل فيه في حال اي توقف لعدة دقائق”.
 ويؤكد:” كل هذا يحتاج الى تطبيق القوانين المرورية بصرامة ضد المخالفين دون ان تكون هنالك تشريعات لقوانين جديدة، في حين ان شرطة المرور يجب ان يتصرفوا كما يحصل في باقي الدول، بتثبيت وصل المخالفة على زجاج السيارة دون اي نقاش او مجاملات او محسوبية مع البعض”.
ويوضح المطلبي:” ان مجلس محافظة بغداد على استعداد للتعاون مع مديرية المرور العامة بالتقاط صور للسيارة ورقمها ووجه السائق عبر المنظومة الجديدة التي سوف تضيفها الى منظومة كاميرات المراقبة الموجودة في العاصمة، ويمكنها تحرير المخالفات بشكل سلس  والقاء الحجة على السواق المخالفين في حال ادعائهم  بأن هنالك اشخاصاً غيرهم قد استقلوا العجلة في وقت تدوين المخالفة”.
 
خطط ومقترحات
المتحدث باسم مديرية المرور العامة الرائد فادي عماد يقول:”ان الشغل الشاغل للمديرية خلال المرحلة المقبلة هو اعادة العمل بالاشارة المرورية خاصة في العاصمة بغداد، رغم وجود بعض المعوقات الا ان المسؤولين في امانة بغداد وعدوا بتأثيث التقاطعات والطرق ووضع العلامات المرورية والاسيجة الامنية والعلامات الارضية والشاخصة”.
ويتابع:”ان تشريع قانون المرور من قبل مجلس النواب يحتاج الى ارضية مناسبة، لا تأتي الا بتضافر جهود جميع الجهات لتطبيق القانون الجديد، مؤكداً ان النقاط الاساسية في هذا القانون هي، ترميم واعادة تأهيل الطرق، اضافة الى نشر العلامات المرورية واعادة العمل بالاشارة الضوئية وبناء المجسرات وجسور المشاة وتخطيط مناطق العبور”.
ويستدرك عماد:”تم تشكيل لجان من اعلى المستويات بين مديرية المرور وامانة بغداد ووزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامة، واهم ما توصلنا اليه اعادة العمل بالاشارة الضوئية بالتعاون مع المختصين في الامانة، اذ تشمل المرحلة الاولى تشغيل الاشارات في التقاطعات التي كانت معطلة في السابق، واعادة التيار الكهربائي لمن اختفى عنها منذ 2003 ولغاية الان، واستبدال المصابيح الموجودة فيها، حيث بذل المهندسون مجهوداً كبيراً لتشغيل الاشارات في المناطق التي ستشمل بذلك ضمن جانب الكرخ وبانتظار الايعاز المباشر لتشغيلها، هذا وستقام حملة توعوية وتثقيفية للسائقين للالتزام بتلك الاشارات وتحرير المخالفات المرورية لغير الملتزمين بها”.
وبين ان المناطق التي شملت بتشغيل الاشارة الضوئية في جانب الكرخ هي :”المنصور وتقاطعات ساحة النسور والفارس العربي والرواد والكمارك والخرطوم ووزارة الخارجية، اما جانب الرصافة فقد توزعت بين مناطق الكرادة وتقاطع الجادرية وساحات الحرية والمسبح والتحريات، تقاطعات الاجيال والربيعي وحماة وساحة ميسلون ، و3 تقاطعات اخرى ضمن شارع فلسطين هي ساحة بيروت والصخرة وساحة فلسطين، والمناطق القريبة من العاصمة
 بغداد”.
ويشير عماد الى ان :”الجهات المسؤولة وعدت خيراً خاصة بموضوع اعادة النظر بالاسيجة الامنية الخاصة بالطرق الخارجية للعاصمة بغداد والاسراع بانشاء مجسرات المشاة على تلك الطرق اضافة الى  الطرق السريعة بعد ان تسببت خلال المرحلة الماضية بحوادث دهس كثيرة ومنها طريق الدورة السريع وتقاطع الصحة وعدن، اضافة الى نشر عدد كاف من المجسرات بعد ورود الميزانية الخاصة بالهيئة العامة للطرق والجسور وامانة بغداد”.
وتطرق عماد بحديثه الى “وجود مقترحات كثيرة لتقليل الزخم، ومنها  ان الجهات المعنية باشرت بفتح مرأب داخل جامعة بغداد لاستيعاب زخم السيارات التي كانت تقف على جانب الطريق، خاصة سيارات النقل الجماعي للطلبة والموظفين وغيرها، بالاضافة الى فائدة هذا المرأب بالحفاظ على ارواح الطلبة والموظفين، هذا وهناك مقترح لانشاء مجسر للمشاة يقع  بعد تقاطع الجادرية لعبور نحو 10 آلاف موظف وطالب كانوا يتسببون بحصول ازدحام مروري نتيجة البطء الحاصل في سير المركبات، سيصمم من قبل القسم الاستشاري في جامعة بغداد استعداداً لتنفيذه”.