هلسنكي: يوسف أبو الفوز
شاركت فرقة "ألحان الشرق" في البرنامج الثقافي، الذي أقيمت فعالياته في نهاية شهر تشرين الأول، على قاعة دار الشباب والمكتبة العامة في منطقة كونتلا، الضاحية الشرقية، من مدينة هلسنكي، حيث تتميز بكثافة سكانية عالية من المهاجرين، خاصة من الشرق الأوسط، لحد انها توصف من بعض وسائل الإعلام الفنلندية بأنها "غيتو شرقي".
شمل البرنامج المتنوع ورش رسم للأطفال، مسابقات فكريّة، عرض كتب، إلعاب اكروباتيك، وأيضا حفلا موسيقيا أحيته فرقة "ألحان الشرق"، حيث قدمت مقطوعات موسيقية لأشهر الأغاني العربية لنخبة من الموسيقيين العرب. وحضر الحفل، جمهور غفير من أبناء الجاليات العربية والشرق اوسطية، الذين استمعوا بشغف وأبدوا تجاوبا وانسجاما مع فقرات
الحفل الموسيقى واستقبلوا فقراته بحماس شديد.
يذكر أن الفرقة أُعلن عن تأسيسها العام الماضي، في شهر كانون الأول/ ديسمبر. وتضم العديد من الفنانين العازفين على مختلف الآلات الموسيقية من الشباب المهاجرين، وتستضيف في بعض حفلاتها موسيقيين فنلنديين، وقدمت الفرقة العديد من الحفلات في مختلف المدن الفنلندية وفي مختلف المناسبات. وفي الحفل الذي حضرناه ونتحدث عنه شارك في العزف على آلة الكيبورد الفنان علي الدوري من العراق وهو من أبرز مؤسسي الفرقة، آلة الرق، محمد رحيم من العراق، الطبل قتيبة السعيدي من العراق، القيثار عبد الرحمن الدوري من العراق، آلة القانون دانيال الأطرش من لبنان وآلة العود هادي منظر من سوريا.
الفنان علي الدوري، قال للصباح إن برامج الفرقة الموسيقية، إضافة إلى تقديمها المتعة الفنية للجمهور المتنوع، سواء من الفنلنديين أو من بلدان المشرق، فإن لنا رسالة نعرض فيها الجوانب المشرقة من ثقافتنا التي تعكس أملا بالتمسك بالحياة وارتباطنا بجذورنا واحترام ثقافتنا، خصوصا في ظل الأوضاع المأساوية التي لا تنقل فيها الأخبار سوى أخبار الموت والحروب من منطقتنا، وأيضا في هذه الفترة حيث يعاني المجتمع الفنلندي من تصاعد النشاطات العنصرية وخطاب الكراهية ضد الأجانب.
فرح أم أسامة، وهي سيدة عراقية حضرت الحفل بشكل مبكر لتضمن لها مقعدا في مكان مناسب، وتفاعلت مع الحفل بحماس، اخبرتنا بأنها تشعر بالاعتزاز الكبير والامتنان لجهود الفرقة واعضائها، ومشوارهم الفني المثابر. وأكدت أنها تحرص دائما على حضور حفلات الفرقة، وتمنت لهم التوفيق والتطور، فمثل هذه الجهود، من وجهة نظرها تحتاجها الجاليات العربية وكل المهاجرين في فنلندا، لأنها تذكرهم بأوطانهم وأهاليهم وتخفف شيئا من هموم الغربة وتشدهم إلى ثقافتهم.
المهندس نور القضماني من سوريا أثنى كثيرا على ما قدمته الفرقة من معزوفات موسيقية، واعجبه أن الحفل قدم "كوكتيل" من المعزوفات لأكثر من بلد عربي، وبين أن الموسيقى لغة لا تحتاج إلى مترجم، خصوصا أن العازفين محترفين وقدموا قطعا موسيقية رائعة، وأكد أن هذا النشاط الثقافي يحمل صفة نشاط اجتماعي، فهو يوحد مشاعر الناس، ويقرب فيما بينهم ويوفر فرص للتعارف وبناء صداقات.