كاظم الطائي
شهدتْ الأدوار المنصرمة من رحلة دوري نجوم العراق بكرة القدم تراجعاً بأعداد الجمهور المشجِّع لفرقنا وفي مقدّمتها الجماهيريَّة لأسباب شتّى وسبقها عدم اكتمال الطاقة الاستيعابيَّة لملعب البصرة الدولي في لقاء منتخبنا الوطني ونظيره الفلسطيني في التصفيات الموندياليَّة.
في عقودٍ مضتْ كان الجمهور المحلّي غير معنيّ بالتشكيلة والخطط وبرنامج ومناهج الإدارات وكان خير داعم للأندية بمختلف الوسائل والأساليب والخطوات، وأفضل أماكنه مقاعد المتفرّجين ومقاهٍ مخصَّصة لاستراحة اللاعبين وغيرها من مواقع تُديم التواصل بين الأطراف المعنيَّة برياضة الأندية.
عددٌ من نجوم كرتنا في السبعينيات والثمانينيات تحدّثوا لي عن مبادرات لبعض مشجعي الأندية لدعم هذا اللاعب أو ذاك أو الوقوف مع محنة فرقهم الماديَّة والمعنويَّة بأشكالٍ شتّى.
حضورٌ بهيّ للجمهور في ملاعبنا الشحيحة آنذاك، ملابس رسميَّة أنيقة تؤكّدها الصور الأرشيفيَّة مع التزام واضح بالتشجيع المثالي والحبِّ المتبادل، واعتلى جمهورنا قمَّة الترتيب بوقوفه مع اللعبة والأندية والمنتخبات في السرّاء والضرّاء.
ما سرّ القطيعة مع الملاعب يا ترى لجمهور بعض الفرق التي كانت أكثر جماهيريَّة من غيرها؟ ولاحظ القاصي والداني خلوَّ مقاعد كثيرةٍ في ملاعب الشعب والمدينة والزوراء والبصرة والكرخ من روادها في الأدوار المنصرمة من الدوري بعد أنْ كانتْ تشغل بحماس منقطع النظير كلّ المقاعد وكان الحديث يدور حول توسعة الملاعب لكي تصل إلى (100) ألف متفرّج تماشياً مع رغبة عارمة بالتشجيع وارتياد الصروح الرياضيَّة أحد أبواب الترفيه التفاعلي والنشاط الأكثر ممارسة واهتماماً.
عزوف جماهير الأندية ولاسيما في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى عن حضور مباريات فرقها واتساع قاعدة التشجيع في محافظات معيَّنة ومنها في إقليم كردستان يجعل من صورة اللقاءات للأندية الجماهيريَّة باهتة يغيب عنها الحماس. أليس كذلك؟