تعيش حركة حماس في واحدة من التحديات السياسية الهامة، خاصة إن وضعنا في الاعتبار تغير تعاطي الكثير من الدول العربية مع الحركة حماس اندلاع أحداث الربيع العربي. والمعروف إنه وحتى عام 2011 كان المقر الرئيس لحركة حماس في سوريا، حيث كانت دمشق بمثابة الساحة الرئيسة للحركة وتحتضن مختلف أنشطتها سواء التنظيمية والدبلوماسية والعسكرية.
غير أن الوضع تغير تماما عقب اندلاع مظاهرات الربيع العربي واشتعال الحرب الداخلية في سوريا، إذ تم إجبار حركة حماس على مغادرة سوريا عقب ثبوت دعمها الواضح للكثير من المتمردين السوريين، الامر الذي أدى إلى تشتت الكثير من قيادات هذه الحركة سواء بين تركيا أو قطر أو لبنان.
والمتابع لتطورات الوضع السياسي الخاص بحركة حماس سيلاحظ رغبتها الواضحة في إعادة بناء وترميم العلاقة الخاصة بينها وبين سوريا. وتشير عدد من التقارير إلى وجود شخصيات تابعة للحركة تقوم بهذا الدور تحديدا، مثل صالح العاروري، الذي يقيم في لبنان والمقرب من إيران وحزب الله.
ويسعى العاروري إلى محاولة إعادة العلاقات بين سوريا وحماس إلى سابق عهدها، في ظل التطورات الجيوسياسية بالمنطقة، والأهم من هذا وجود الكثير من الوقائع السياسية والتغيرات الستراتيجية التي تفرض عودة العلاقات بين الجانبين إلى سابق عهدها.
وتشير عدد من التقارير إلى أن حماس أو قيادتها السياسية ترغب في إعادة نشاطها إلى سوريا لسبب رئيس، وهو أن انتقال نشاط الحركة من جديد إلى دمشق وبقية المدن السورية سيعني عودة النشاط العسكري تحديدا إلى الحركة والعمل بحرية أكثر، وهو أمر فشلت فيه الحركة ولم تنجح في تحقيقه وقت تواجدها في تركيا.
وتعرضت الحركة إبان تواجدها في تركيا للكثير من المضايقات في ظل شكاوى اطراف خارجية من كثافة نشاط الحركة، وهي الشكوى التي تصاعدت بوضوح، خاصة مع تهديد بعض من القوى السياسية لتركيا بالشكوى ضدها في المنظمات الأممية عقابا على دعمها لحماس أو بقية المنظمات الفلسطينية الأخرى.
وتشير مصادر مقربة من حماس إلى أنها ترغب أيضا في الانتقال إلى سوريا بسبب عدم حصولها على الدعم الأمني أو الاقتصادي الكافي من الحكومة التركية ، الأمر الذي دفعها إلى العودة إلى مواقعها وأماكنها السابقة وتحديدا سوريا التي لا تزال القيادات التابعة لحماس تتذكر دعمها المتميز الذي حصلت عليه أثناء تواجدها في دمشق.
عموما فإن هذه القضية تتصاعد بصورة واضحة وسط التغيرات الإقليمية التي تعيشها المنطقة الان.