العراق يشارك في القمة العربية – الإسلامية في الرياض

الثانية والثالثة 2024/11/10
...

 بغداد: حازم محمد حبيب

استجابة للجهود والمساعي الدبلوماسية التي بذلتها وتبذلها الحكومة العراقية لوقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان؛ ينعقد غداً الاثنين في العاصمة السعودية الرياض مؤتمر القمة العربية – الإسلامية الذي تلقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دعوة للمشاركة فيه.
 بينما يعقد اليوم الأحد الاجتماع الوزاري الممهد للقمة التي تعقد على أمل الخروج بنتائج ومقررات تُسهم بالضغط على الأطراف الدولية الفاعلة التي ستضغط بدورها على حكومة الكيان الغاصب الإجرامية لوضع حدٍّ لاستباحة دماء الأشقاء في فلسطين ولبنان.
وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمري، في حديث لـ"الصباح": إنه "في ضوء انعقاد القمة العربية - الإسلامية، يبرز العراق بمواقف واضحة تدعم وقف العنف الإجرامي والوحشي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، حيث يشدِّد على ضرورة وقف العمليات الصهيونية المتكررة وانتهاكات حقوق الإنسان بحق المدنيين الأبرياء، مع مواصلة جهوده الدبلوماسية عبر التنسيق مع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لممارسة ضغوط دولية تُسهم في حماية المدنيين ووقف التصعيد الذي يسعى الكيان لافتعاله".
وبيّن، أنه "بالإضافة إلى ذلك تبذل الحكومة جهوداً إغاثية عاجلة لمساعدة الشعبين الفلسطيني واللبناني والتخفيف من آثار العدوان الصهيوني، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي تشمل الغذاء والدواء والدعم الطبي"، موضحاً أن "هذه الجهود تأتي تأكيداً على موقف العراق الثابت في الوقوف إلى جانب الشعوب العربية الشقيقة في محنتها ومدّ يد العون والمساعدة لها".
وبشأن ما أفرزته الانتخابات الأميركية الأخيرة من نتائج وفوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة، قال الشمري: إن "العراق يأمل أن تُسهم الإدارة الأميركية الجديدة في دعم جهود الاستقرار بالمنطقة، ونزع فتيل الأزمة التي تهدد بجرِّ المنطقة إلى صراع مفتوح غير معلوم النهايات ويهدد الاستقرار والسلم العالمي ككل".
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أجرى مساء أمس الأول الجمعة، مباحثات هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وأكد الجانبان الرغبة في المضي بالشراكة الستراتيجية بين البلدين، وأشار السوداني خلال الاتصال إلى اطلاعه على كلام ووعود السيد ترامب، خلال الحملة الانتخابية، المتضمنة التزامه بإنهاء الحروب بالمنطقة، واتفق الجانبان على التنسيق سوية لتحقيق ذلك.
عن خطوات التهدئة وتجنب التصعيد، قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء سبهان الملاجياد:  إن "العراق يعوّل على المواقف الإقليمية والدولية خاصةً من الدول التي لا مصلحة لديها في استمرار الحرب وتوسع نطاقها"، مبيناً أن "العراق سيشارك في مؤتمر القمة العربية - الإسلامية التي ستعقد في المملكه العربية السعودية، كما أن العراق أيضاً على تواصل دائم مع أطراف دولية عديدة لغرض وقف العدوان، وقد كلّف رئيس الوزراء وزارة الخارجية العراقية بالتواصل مع الجانب الأميركي وإيصال رسالة برفض استعمال الأجواء العراقية بالضدِّ من دول الجوار، وقدم العراق شكوى إلى مجلس الاأمن بهذا الخصوص، ولايزال يضغط بجميع الاتجاهات للوصول إلى وقف للحرب في غزة ولبنان، وكذلك الوضع المتأزم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني".
وأضاف الملاجياد أن "القرار السياسي مُجمعٌ على وجوب حماية العراق من أن يكون طرفاً في هذا الصراع، وتعمل الحكومة بالخيار الدبلوماسي لتضييق رقعة الحرب وإيقافها نهائياً، وفتح القنوات لحل جميع المشكلات في المنطقة".
وبخصوص البيان الأخير الذي صدر بعد لقاء المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي السيستاني بممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وما تضمنه من توجيهات وإرشادات بشأن إدارة الدولة العراقية، قال الملاجياد: إن "تصريحات سماحة السيد السيستاني حددت مسارات مهمة للإصلاح في كلِّ المجالات والأصعدة"، وبيّن أن "الحكومة الحالية بقيادة رئيس الوزراء سارت على هذا النهج منذ تسنُّمها لمقاليد السلطة وما زالت". واستدرك بالقول: "صحيح إن الحكومة تشقُّ طريقها بصعوبة؛ لكنها في تقدم على هذا المسار يوماً بعد آخر"، وأضاف، "أعتقد أن تصريحات المرجع الأعلى جاءت بمثابة تأييد وتشجيع لهذا النهج الذي تسير عليه الحكومة، هذا النهج الحكومي الذي يحاول الخروج التدريجي من عباءة المحاصصة"، وأقرَّ المستشار السياسي لرئيس الوزراء، بأن "الحكومة تدرك أنه ليس من السهولة أن توافق بعض القوى السياسية على التخلّي عن مبدأ المحاصصة، لذلك تحاول الحكومة جاهدةً تخفيف الضرر منها في هذه المرحلة الحرجة، وتعمل للتحرر من المحاصصة في المرحلة المقبلة، ولديها مجموعة حلول دستورية وقانونية في هذا الجانب لكنها تتطلب موافقة الائتلافات الحكومية حالياً أو لاحقاً".