مختصون يؤكدون أهمية التعداد السكاني في التخطيط السليم

الثانية والثالثة 2024/11/11
...

 بغداد: دانية حيدر

بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثين عامًا، تستعد وزارة التخطيط لإجراء تعداد سكاني عام يشمل عموم محافظات العراق، بما في ذلك إقليم كردستان.

وأكد مختصون أهمية هذا التعداد باعتباره خطوة محورية نحو إرساء أسس ستراتيجية تعتمد على بيانات دقيقة، مما يسهم في اتخاذ قرارات أكثر وضوحًا وفعالية في مجالات التخطيط الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.

وفي تصريح خاص لـ"الصباح"، قال عبد الزهرة الهنداوي، المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط، إن التعداد السكاني سيُنفذ في يومي 20 و21 من الشهر الجاري، إذ سيتم تطبيق حظر تجوال وعطلة رسمية في جميع أنحاء العراق. وأوضح الهنداوي أن التعداد سيُنفذ عبر تقسيم البلاد إلى بلوكات ميدانية، يتولى 100 إلى 120 باحثًا ميدانيًا مسؤولية جمع البيانات في كل بلوك، مع وجود 10,000 باحث احتياطي تحسبًا لأي مستجدات غير متوقعة. وأشار إلى أن التعداد سيشمل جميع المؤسسات العامة مثل المستشفيات والسجون ومخيمات النزوح، مع التنسيق الكامل مع الجهات الأمنية والإدارية لضمان إجراء التعداد بكفاءة ودقة. وفي ما يتعلق بالعراقيين المقيمين في الخارج، أكد الهنداوي أن التعداد لن يشملهم مباشرة، إلا إذا كانت لهم أسر داخل العراق. أما العراقيون الذين ليست لديهم أسر في العراق، فسيتم تخصيص مرحلة إضافية لهم، يتم خلالها جمع بياناتهم عبر أجهزة لوحية في السفارات العراقية، حيث ستتولى وزارة الخارجية مهمة جمع هذه البيانات وإرسالها إلى وزارة التخطيط.


دور مجلس النواب

 في تسهيل إنجاز التعداد

وفي ذات السياق، أشار النائب محمد البلداوي، عضو لجنة التخطيط الستراتيجي في مجلس النواب، إلى أن البرلمان لعب دورًا محوريًا في تهيئة الظروف المناسبة لإجراء التعداد السكاني، مؤكدًا لـ"الصباح" أن هذا التعداد سيكون له أثر بالغ في إعادة صياغة ستراتيجيات التنمية في العراق. ولفت البلداوي إلى أن الخطط التنموية السابقة كانت تعتمد على تقديرات غير دقيقة، وهو ما قد يؤدي إلى إهدار الموارد وتوجيهها إلى غير محلها. وأضاف أن التعداد الجديد سيوفر بيانات دقيقة تساعد في تحليل احتياجات الشعب وتحديد الموارد المطلوبة لتلبية هذه الاحتياجات بشكل واقعي. وأوضح البلداوي أيضًا أن التعداد السكاني سيتم باستخدام تقنيات إلكترونية متطورة، مما سيُسهم في تسريع جمع وتحليل البيانات. وأشار إلى أن الفرز الإلكتروني للبيانات سيساعد في تقليل الفجوات الزمنية التي كانت تحدث في التعدادات السابقة التي كانت تُنفذ بالطريقة التقليدية (الورقية)، ما كان يتطلب وقتًا أطول لمعالجة البيانات وتوزيعها، فمن خلال النظام الإلكتروني، سيتمكن الباحثون من الحصول على نتائج دقيقة في وقت قياسي، وهو ما سيسهم في تسريع اتخاذ القرارات.


نجاح التعداد 

مرهون بالتعاون

في ختام حديثه، أكد النائب محمد البلداوي أن نجاح التعداد السكاني يعكس التعاون السياسي الفاعل بين جميع القوى السياسية في البلاد، مشيدًا بـدعم مجلس النواب ورئيس الحكومة. وأضاف أن التعداد يمثل مرحلة مفصلية في بناء خطط ستراتيجية تعتمد على بيانات دقيقة، وهو ما سيُسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي في العراق.


أساس لتخطيط

 اقتصادي محكم

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي مصطفى أكرم حنتوش، أن التعداد السكاني يُعد أداة رئيسية في وضع خطط اقتصادية محكمة، إذ يسمح بتحديد احتياجات الدولة من الاستيراد والإنتاج والخدمات. وأضاف حنتوش لـ"الصباح" أن البيانات الدقيقة التي سيقدمها التعداد ستُمكّن الحكومة من اتخاذ قرارات مدروسة بعيدًا عن القرارات العشوائية، مما يسهم في تحقيق استدامة اقتصادية من خلال ستراتيجيات تنموية أكثر دقة وفاعلية.