أمستردام : آمنة عبد النبي
تعيش الأسر المغتربة في منطقة اليورو ضغوطا متزايدة بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار، الذي تسببت فيه الأزمات الاقتصادية الأخيرة. فقد تحولت الحياة اليومية إلى معاناة مستمرة، حيث أصبح تأمين احتياجات المنزل الأساسية، مثل الخضار والفواكه ومنتجات التنظيف، مصدرًا للقلق المستمر.
وفقًا لتقارير استهلاكية ودراسات تتبع الأسعار، فإن الأسر في هولندا باتت تنفق أكثر من 1500 يورو إضافية على تسوقها، مما يعكس تفاقم الأزمة المعيشية.
الأمر لا يقتصر على المغتربين، فبحكم العيش هنا واحتكاكي
اليومي بالهولنديين من جيران وزملاء عمل أُلاحظ تذمرهم من ارتفاع بعض الرسوم الحكومية، هكذا عبر المحامي يوسف داود وهو من سكنة العاصمة امستردام، والذي استعان بتنور خبز غازٍ لمواجهة الغلاء، قائلاً:»أتوقع
أن الغلاء هو أكبر مشكلات كل
من يقيم في المملكة، اسعار
الدواجن وفئاتها تجاوزت العشرة والخمسة عشر يورو، والخضراوات زادت عن الخمسة والستة
يورو بعد أن كان ثمنها النصف، تقابلها فاتورة الغاز التي تصل إلى خمسمئة يورو شهريًا،
الامر الذي دفع الكثيرين إلى بنك الطعام كتعبير مؤثر عن الغلاء، الذي يعاني منه الكثير من
الناس، وكيف أثرت هذه الظروف في الأسر المكونة من ثلاثة أو أربعة أطفال.
بينما اعتبرت الممرضة زهراء عدنان وهي من سكان مدينة روتردام بأن تكلفة المعيشة قد ارتفعت بشكل أسرع من معاشات التقاعد ومعاش الدولة، لذلك فُعلت مساعدة بنك الطعام وهو عبارة عن منظمة انسانية مدعومة حكومياً، يقصدها الأشخاص الذين يواجهون مشكلات مالية أو راتبهم محدود أو عاطلون عن العمل، أصبح الكثير من الهولنديين والمقيمين يقصدون بنوك الطعام، وذلك وفق مسح تم اجراؤه في بنوك الطعام في النصف الأول من هذا العام، حيث يحصل الأشخاص المسجلين في بنك الطعام على منتجات غذائية أسبوعية يبلغ متوسط قيمتها حوالي خمسين
يورو.
أما المترجم والشيف رائد الحمداني، الذي يعمل في أحد مطاعم امستردام، فقد اعتبر أن ارتفاع الأسعار اصبح عالمياً، والكل في هولندا غاضب، قائلاً: اذًا السؤال لماذا هذا الارتفاع الجنوني والغلاء الفاحش في اسعار المواد الغذائية الذي بصراحة لا يوجد معه أي توفير أو حتى زيادة في الراتب، ما نكسبه في العمل يذهب باكمله لسداد فواتير الماء والكهرباء والإيجار والغذاء والدواء، أشعر أحياناً أن الحكومات هنا تفكر في سحب أموال الناس عن طريق ضرائب عالية جدا وارتفاع الأسعار حاد واجور قليلة بحق الأعمال، التي تدير البلد مثل عمال النظافة و النقل العام و بعض من الصحة.
من جانبها، أبدت جنان هاشم وهي عاملة في أحدِ مستشفيات لاهاي تذمرها من الغلاء قائلة: بصراحة من المفروض في هذه الاحوال المعيشية الصعبة النظر في الرواتب، هنا كل شيء قابل للتصاعد والزيادة إلّا الراتب كما هو، والغريب ان المملكة محاطة بالبحيرات
وتعتبر مصدرة للثروة الحيوانية لكن تخيلي حتى أسعار الاسماك في تصاعد مجنون، علماً أن الزيادة في أسعار المواد الغذائية بشكل رئيس إلى ارتفاع أسعار الخضراوات الطازجة، تساؤلات كثيرة تبحث عن اجوبة.