هولندا: الصباح
تخيل أنك تمشي في شوارع مدينة ماسترخت، وبينما تتنقل بين أزقتها، يلفت نظرك قصر مبني بطريقةٍ تذكرك بالحكايات الأسطورية. هذا القصر هو موطن أحد أشهر عازفي الكمان وقائدي الأوركسترا في العالم، أندريه ريو، الذي يعرف بـ «بائع الأحلام والألحان».
بفضل تجربته السحرية مع أوركسترا يوهان شتراوس، يتحول ساحة فريتهوف وسط المدينة إلى سماء مرصعة بالنجوم. فرقته الموسيقية، التي تتلألأ فيها الفتيات كأميرات ديزني، تملأ الأجواء بابتساماتهن الساحرة وأنغامهن التي تأخذك إلى عوالم خيالية، حيث تتداخل الأحلام مع الواقع وتصبح الموسيقى جسرًا نحو عالمٍ آخر.
يقول الفنان التشكيلي صادق الشمري وهو أحد سكان ماسترخت، عندما يتسنى لك حضور امسية لملك الفالس اندريه ريو المولود في ماسترخت فأنك تبتاع مايعرضه عليك من حلم، تستغرق نفسك في مقطوعاته الموسيقية، متنقلا في ارث الموسيقى الكلاسيكية ومستحضرا كل عمالقة الموسيقى، ويوهان شتراوس تجده ماثلا مستمتعا معه في امتداده، لقد نجح أندريه بجعل الموسيقى ملهمة لجمهوره، تثير في نفوسهم البهجة والفرح والحرب، اتذكر انه عزّف عزف الموسيقار وفريقه للطفل وللسلام وللحب وللأنسان أينما كان، قال أن فريقه فيه بين أعضائه من هم يحملون جنسيات مختلفة، ولكنهم جميعا توحدهم الموسيقى وسحرها في الإتيان بإبداع أنساني جميل وغير مسبوق.
في حين اعتبرت الناشطة المغتربة حنان النجم، وهي شغوفة بما يقدمه هذا الرجل من عجائب، حيث قالت:» اتذكر حينما تحولت مدرجات الملعب الهولندي إلى قاعة حفلات عالمية، وهنا اقتحم الأسطورة أندريه ريو الملعب بين الشوطين وفاجأ الجميع الذي ظل يصفق له دون توقف، بعدها وزف سيمفونية الموسيقار السوفيتي شاستاكوفيتش الخالدة. كان يوماً رائعاً، نسجت الموسيقى سجادة من النغمات العميقة، هنالك ابداع انساني هائل يجعلك تستغرق نفسك في مقطوعاته الموسيقية، متنقلا في ارث الموسيقى الكلاسيكية ومستحضرا كل عمالقتها الكبار».
من جانبه، ضياء محمد الذي يعمل مترجماً في سوسيال ماسترخت، اعتبر أن ريو عازف مُتجدد، لقب بسفير موسيقى الفالص، والجميل أن فرقته الموسيقية لا تزال تحتفظ بالطابع الاسطوري، سواء في ملابسهم أو تحياتهم، يجلسون بالهدوء نفسه أثناء العزف، وبعد انتهاء العزف يلتفت لأعضاء فرقته كالامبر ويحييهم ويحثّهم على الوقوف للجماهير احتراماً لهم.