بغداد: سرور العلي
تأثر كرار نصيف بالرائد فائق حسن وأعماله المتميزة التي ينتمي أسلوبها لمدارس عالمية عدة، فالفنان الحقيقي ينتمي لكل المدارس ويتنقل بينها، كما يقول نصيف لذلك ينبغي ألا تكون المدرسة الفنية قيداً للفنان. ويوضح: إذ يجب أن ينتمي لكل ما ينتج الفن والجمال عبر التدريب على كل أسلوب، حتى وأن تمكنها من تجريبها كافة، وكذلك الاطلاع على تقنيات الاظهار والأساليب المتعددة، وبالتالي تكون إضافة وقيمة معرفية، تمكنه لاحقاً من أن يكون فناناً متمكناً من أدواته وحرفيته في تقديم وإيصال ما يرغب به من أفكار.
وكرار نصيف الذي هو فنان عراقي، خريج معهد الفنون الجميلة لعام 2019، وحاصل على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة لعام 2024، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو جمعية الفنانين العراقيين، يوظف العديد من الأفكار والمفردات في أعماله، كالطبيعة والحياة اليومية، والخيول العربية، وهي تحمل الطابع الشرقي الذي ننتمي إليه بكامل عنفوانه وجماله وأصالته، كذلك الكثير من الموضوعت الواقعية والتعبيرية والبورتريهات.
واجه نصيف بعض التحديات وكان يتعين عليه تحمل مسؤوليات كثيرة بدءا من ضيق الوقت والانشغال بالدراسة وصولاً إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغيرها، لكن بالإصرار والعزيمة ودعم أسرته له واصل مشواره الفني.
بدأ نصيف بمشواره الفني وهو بعمر السبعة أعوام، مثله كأي طفل يعشق الرسم وتجسيد الأشكال من خلال الألوان المائية وقلم الرصاص. ويضيف أن "العمل الذي أنجزه كان يجعلني مميزاً بين أقراني الأطفال".
وفي عام 2013 توجه نصيف نحو شارع المتنبي الشهير، حتى أصبح من رواده المتلزمين بحضور النشاط الاسبوعي الذي كان يطلق عليه تسمية "المرسم الحر"، والذي كان يدار بطريقة فريدة، ويضم مجموعة واسعة من الهواة والمحترفين الذين كانوا يرسمون الرسم أمام الجمهور بشكل أسبوعي، كمرحلة للقاء وصقل الموهبة.
ويتابع نصيف: في تلك المرحلة بالنسبة لي كان هناك الكثير من الفنانين العراقيين والعالمين مصدر الهام ودافعا كبيرا للمضي قدماً في هذا المجال الجمالي والإبداعي، ومن ضمن الفنانين الذين كانت لهم بصمة كبيرة، هو الفنان العراقي فائق حسن، لأن أعماله مبهرة من الناحية اللونية والإخراجية.
ويرى نصيف أن الحركة الفنية التشكيلية في العراق بتطور دائم في الطرح والعرض، وتقديم أعمال تحاكي الواقع، كما ويسعى الفنانين بأن يكون العراق في المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط، لما يملكه الفنان العراقي من أرث كبير وامتداد بعمق التاريخ.
وفي ما يتعلق بالتجربة الفنية، وأن كان الفنان هو نتاج الموهبة أم الدراسة الإكاديمية، بين نصيف أن "هذا الأمر يختلف فيه الكثيرون، ممن يحددون ما أن كان الفنان هو نتاج المؤسسات التعليمية، ككلية الفنون الجميلة أو المعهد أو الورش التدريبية، أو أن هناك دافعاً ورغبة ملحة بالفن، ويوضح نصيف أن "الشغف والإلهام هو الدافع الأول لكل فنان، ثم بعد ذلك تعمل الدراسة على صقل موهبته، وتضع قدمه على سلم النجاح، لتقديمه للآخرين كفنان محترف".
ويشير نصيف إلى أن للفنان مهمة في توجيه المجتمع وتثقيفه، لكل ما هو جيد وجميل ونقي ومنضبط، ويكون المهذب الذي يضمن للروح نقائها، وهو العين التي ترصد كل المتحرك والثابت، من متغيرات المجتمع الذي يحيط أفراده به.
شارك نصيف في الكثير من المهرجانات والمعارض الفنية داخل العراق، ومنها في جمعية الفنانين التشكيليين، وفي قاعة برونز للفنون، وقاعة جاليري، وفي وزارة الشباب والرياضة، فضلاً عن نشاطات فنية أخرى.
ويتمنى نصيف أن يحظى الفنان العراقي بالمزيد من الاهتمام والدعم، والسعي لافتتاح الكثير من القاعات الفنية، غاية في استقطاب المزيد من المبدعين والموهوبين، وتشجيعهم على الاستمرار بمشوار الفن، لتمثيل العراق في المحافل الدولية.