العراق يتحفظ على مفردة {حل الدولتين} في إعلان الرياض
الرياض: الصباح
سجل العراق أمس الإثنين، تحفظه على مفردة "حل الدولتين" أينما وردت في القرار الصادر عن القمة العربية - الإسلامية التي عقدت في الرياض، التزاماً بالقوانين الوطنية العراقية.
ودعا مشروع البيان الختامي الذي صدر عن القمة العربية - الإسلامية إلى ضرورة حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، فضلاً عن التحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، وتوسع رقعة العدوان الذي جاوز العام على قطاع غزة، وامتد ليشمل الجمهورية اللبنانية، ومن انتهاك سيادة جمهورية العراق والجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، دونما تدابير أممية حاسمة، فضلاً عن تخاذل الشرعية الدولية.
مسودة مشروع البيان الختامي التي نشرتها وسائل الإعلام السعودية مساء أمس الاثنين، أدانت بأشد العبارات ما يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني، والإخفاء القسري والنهب، فضلاً عن التطهير العرقي خاصة في شمال قطاع غزة عبر الأسابيع الماضية، ومطالبة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
وتؤكد تفاصيل المشروع الإدانة الشديدة للعدوان الصهيوني المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، بجانب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بكامل مندرجاته، والتأكيد على التضامن مع الجمهورية اللبنانية في مواجهة هذا العدوان.
وأظهر مشروع بيان القمة، في الوقت نفسه، الرغبة في حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة، فضلاً عن مطالبة مجلس الأمن بإلزام الكيان بوقف سياساته، ومطالبة جميع الدول بحظر تصدير أو نقل الأسلحة للكيان الصهيوني.
وطالب المشروع أيضاً المجتمع الدولي بالتحرك بفاعلية لإلزام الكيان الصهيوني باحترام القانون الدولي، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، فضلاً عن التحذير من أن هذه الازدواجية تقوِّض بشكل خطير صدقية الدول التي تحصِّن تل أبيب وتضعها فوق المساءلة، وصدقية العمل متعدد الأطراف، وتُعرِّي انتقائية تطبيق منظومة القيم الإنسانية.
فضلاً عن تأكيد العمل على حشد التأييد الدولي لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة عضواً كامل العضوية، ودعم الجهود المقدرة والمتواصلة التي تبذلها الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بصفتها العضو في المنظمتين في مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار لقبول هذه العضوية، فضلاً عن مساعيها لنصرة القضية ووحدة الصف الفلسطيني.
إلى ذلك، كشف مشروع بيان القمة تكليف اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة برئاسة السعودية، والمشكّلة وفق القرار الصادر عن القمة العربية الإسلامية المشتركة الأولى في 11 تشرين الثاني 2023، بمواصلة عملها وتكثيف جهودها، وتوسعتها لتشمل العمل على وقف العدوان على لبنان.
كلمات القادة
وكانت أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة، بشأن العدوان على غزة ولبنان، التي شاركت فيها 57 دولة، افتتحت بكلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد فيها أن "إمعان الكيان الصهيوني في عدوانه على الشعب الفلسطيني يعوِّق جهود السلام"، مجدداً الرفض "للإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الشقيق" .
وأدان بن سلمان "العمليات العسكرية التي تستهدف أراضي لبنان ورفض انتهاك سيادته"، معرباً عن رفضه "الهجمات على الأراضي الإيرانية"، مطالباً "المجتمع الدولي بإلزام الكيان الصهيوني باحترام سيادة إيران الشقيقة"، وأكد على "ضرورة مواصلة الجهود المشتركة لإقامة دولة فلسطينية .
فيما أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن "ما يقوم به الاحتلال، تدمير لمستقبل التعايش بالمنطقة"، لافتاً إلى أن "الكلمات لم تعد تكفي لما يتكبَّده الشعب في فلسطين"، وشدد أبو الغيط على "ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان"، مشيراً إلى أن " عدم تحقيق وقف فوري لإطلاق النار يعني المزيد من الدماء مع تصاعد احتمالات الانفجار الشامل في المنطقة" .كما أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أن "هذه القمة تعقد في وقت يتزامن مع مجازر الاحتلال ضد فلسطين ولبنان"، لافتاً إلى أن "ما يحصل من مجازر يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" .
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "دول العالم بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني"، مشدداً على ضرورة "تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف العدوان الصهيوني وإيصال المساعدات لغزة وانسحاب الاحتلال"، وشدد على "ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس"، لافتاً إلى "أهمية تولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية وإعادة النازحين إلى بيوتهم قبل إعادة الإعمار" .
بينما أكد ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، أن "الحروب في المنطقة يجب أن تتوقف"، لافتاً إلى "ضرورة وقف الحصار في غزة والاعتداء على الأماكن المقدسة بالضفة الغربية ودعم لبنان وأهله"، وتابع أن "المنطقة تعيش مأساة لا يمكن السكوت عنها مع مرور أكثر من عام من حرب الكيان الصهيوني على غزة"، مشدداً على "ضرورة كسر الحصار على قطاع غزة ووقف التصعيد بالضفة ودعم سيادة لبنان لتحقيق السلام في المنطقة"، وأكد "أننا نريد جهوداً ملموسة لتقديم المساعدات إلى قطاع غزة"، داعياً إلى "إطلاق جسر إنساني لإيصالها" .
من جانبه، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إن "العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية ولبنان مستمر منذ أكثر من عام وسط صمت دولي"، موضحاً أن "مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق والعدوان على قطاع غزة ولبنان لم يعد مقبولاً" .
وتابع، أن "الشرط الضروري لتحقيق الأمن والاستقرار هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس"، لافتاً إلى "أننا سنقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية" .بينما أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أن "حكومة نتنياهو تعمل على تصعيد التوتر العسكري مع إيران من جهة وتواصل الهجمات على لبنان"، لافتاً إلى "ضرورة مواصلة الجهود لاتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الإبادة الجماعية في فلسطين" .
وذكر أنه "من المهم للغاية فرض حظر أسلحة على الكيان الصهيوني ومنع التجارة معه"، مشدداً على ضرورة "عزل الكيان الصهيوني دولياً ما لم ينتهِ عدوانه على قطاع غزة ولبنان" .
فيما أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أن "لبنان يمر بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة"، لافتاً إلى أن "لبنان يعاني من عدوان صارخ يخالف كل الأعراف الدولية"، وتابع: "لا يمكن أن يستمر الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان وسيادته من دون حسيب أو رقيب"، موضحاً أن "العدوان الصهيوني على لبنان تسبَّب بخسائر إنسانية فادحة ونزوح نحو 1.2 مليون إنسان عن منازلهم" .
ودعا ميقاتي إلى "مساندة الدولة اللبنانية ومؤسساتها ومواصلة إرسال المساعدات الإنسانية"، مشدداً على "ضرورة وقف العدوان الصهيوني على لبنان فوراً" .كما أشار الرئيس السوري بشار الأسد، إلى أنه "منذ عام والجريمة مستمرة، وفي العام الماضي، حيث أكدنا على ضرورة وقف العدوان وكانت حصيلة السنة المزيد من الشهداء والمهجرين في فلسطين ولبنان"، وأكد على "ضرورة وقف العدوان الصهيوني على غزة وحماية المدنيين"، لافتاً إلى أن "الأولوية حالياً وقف المجازر ووقف الإبادة ووقف التطهير العرقي".