كاظم الطائي
أقولها بالفم المليان إنَّ ملاعبنا الدوليَّة لم تعدْ قادرةً على استيعاب جمهورنا العاشق للكرة الذي يزحف من كلِّ صوبٍ وحدبٍ حينما يتعالى صوت المهمّات الوطنيَّة ولا يأبه بكلِّ التحديات من أجل أنْ يجد له مكاناً في صروحنا الرياضيَّة ويدفع جزءاً من مصروف عائلته امتثالاً لهذا النداء الخلفي.
قبل أسبوعين كتبتُ في (الصباح الرياضي) عن حال ملاعبنا بغياب اللاعب رقم (12) وهو يعزف عن الحضور لمباريات دوري النجوم وكذلك لقاء منتخبنا الوطني ونظيره الفلسطيني في التصفيات الآسيويَّة المؤهِّلة لمونديال أميركا وكندا والمكسيك.
وقد اتصل بي الزميل الإعلامي العزيز باسم الرواس رئيس تحرير برنامج (جرايد) بقنوات الكاس القطريَّة ليُثني على ما كتبتُ من تفاصيل وعرض المقال في البرنامج اليومي نقلاً عن الصباح وتمَّ إجراء لقاءٍ معي من قبل مقدِّمة البرنامج أذيع على الهواء مباشرةً تطرَّقتُ فيه إلى أسباب غياب الجماهير عن الملاعب العراقيَّة وحلوله وتحدَّثتُ عن واقع ملاعبنا في الأمس واليوم والدعوة إلى أهميَّة روابط الأندية والمنتخبات وضرورة ابتعادها عن عمل الإدارات ومناهج مرسومة لها وأنَّ مكانها الأنسب هو مقاعد المتفرِّجين.
الأيّام المنصرمة أمضيتُها في البصرة الفيحاء على طريقة المثل الشعبي هم زيارة وهم تسيارة لمتابعة الحضور الجماهيري للقاء منتخبنا الوطني ونظيره الأردني في ملعب جذع النخلة.
لقد فاقتْ أعداد الجماهير التي زارت البصرة في الأيام المنصرمة ويوم المباراة بين الشقيقَيْنِ أضعافاً مضاعفة لطاقة استيعاب الملعب الذي يتسع لـ(65) ألف متفرِّجٍ ولو كان الصرح بسعة (250) ألفاً لانشغلتْ مقاعده بالكامل فهل سنزيد من سعة ملاعبنا أو أنَّ ضغط الجماهير سيبقى قائماً.