العراق يُطلق نداءً عالمياً لمواجهة التقلبات المناخية

الثانية والثالثة 2024/11/18
...

 بغداد: حازم محمد حبيب ومهند عبد الوهاب

أشادت الهيئات والجهات التابعة للأممم المتحدة والتحالفات والمنظمات الدولية، بالدور الحيوي الذي لعبه العراق في الحوار العالمي بشأن المناخ في مؤتمر الأطراف COP29 الذي عقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، وكذلك أثنى التحالف الدولي للهواء النظيف والمناخ على جهود الحكومة العراقية نحو الاستدامة في قطاع النفط والغاز من خلال مبادرات وطنية للحد من ملوثات الهواء وتحسين الصحة العامة، وفي المقابل، أطلق الوفد العراقي التفاوضي خلال المؤتمر نداءً عالمياً عاجلاً من العراق للتنسيق الدولي والمؤسساتي لإيقاف التدهور المناخي الذي يشهده الكوكب.

وقال وكيل وزارة البيئة جاسم الفلاحي، لـ"الصباح": إن "الهيئات التابعة لمنظمة الامم المتحدة المشاركة في قمة المناخ (COP29) أشادت بدور وفد العراق التفاوضي في المؤتمر، بعد أن أعلن (التحالف الدولي للهواء النظيف والمناخ) التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إشادته بجهود العراق أثناء المفاوضات التي انعقدت بالعاصمة الأذربيجانية باكو". وأضاف، أن "المنظمات الدولية أثنت على جهود الحكومة العراقية بالاستدامة بقطاعي النفط والغاز من خلال المبادرات الوطنية والمشاريع التي تنفذها في الوقت الحالي"، وأشار الفلاحي، إلى أن "العراق ومن خلال المفاوضات؛ أكد على الالتزام بتنفيذ التزاماته الدولية وفق (اتفاق باريس للمناخ)، مع الأخذ بنظر الاعتبار المصالح الوطنية للبلاد، كما أشادت المنظمات الدولية بالتوازن الكبير للوفد العراقي في المؤتمر".


الوفد الرئاسي

وكان رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، ترأس الوفد العراقي الرفيع في مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ COP29 الذي عقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، وأكد رئيس الجمهورية – خلال مشاركته في القمة - على أهمية تفعيل آليات التعاون والتنسيق الثنائي والدولي في مجال مقاومة التغيرات المناخية التي يواجهها العالم والحد من خطورتها.

واستعرض رشيد، في كلمته أمام القمة العالمية، التحديات التي تواجه العراق ومعاناته من آثار التغير المناخي مثل الجفاف والتصحر والعواصف الترابية المتصاعدة وارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار والثلوج، وأكد أن العراق يعمل على تنفيذ التزاماته ضمن اتفاقية المناخ وما يتصل بها من وثائق دولية، داعياً دول المنطقة إلى تشكيل مجموعة تفاوضية ضمن هذه العملية للتنسيق فيما بينها والعمل سوية على درء مخاطر التغيرات المناخية. وفي هذا الصدد، شدد رئيس الجمهورية على وجوب أن لا تكون هذه الطروحات هي مجرد "كلمات إنشائية" بل يجب تطبيقها فعليا على أرض الواقع وتنفيذها عملياً من أجل تقليص درجة الحرارة على كوكب الأرض وحماية الجيل الحالي والأجيال القادمة.


الاستثمار المناخي

عضو الوفد العراقي إلى قمة المناخ رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، فالح الخزعلي، قال لـ"الصباح": إن "التحديات التي تواجه العراق ومعاناته تأتي من آثار التغير المناخي؛ مثل الجفاف والتصحر والعواصف الترابية المتصاعدة وارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار والثلوج".

وأكد، أن "العراق يعمل على تنفيذ التزاماته ضمن اتفاقية المناخ وما يتصل بها من وثائق دولية"،  داعياً "دول المنطقة إلى تشكيل مجموعة تفاوضية ضمن هذه العملية للتنسيق فيما بينها والعمل سوية على درء مخاطر التغيرات المناخية، إضافة إلى زيادة التخصيصات المالية كون العراق أصبح رابع دولة متأثرة بالتغيرات المناخية".

وأضاف، أن "من المبادئ التي نؤكد عليها، مبدأ العدالة والإنصاف والمسؤوليات المشتركة تجاه التغير المناخي، فإن العراق، باعتباره بلداً يعتمد اقتصاده بشكل كبير على الوقود الأحفوري، يتأثر من تغير المناخ من جانب ومن الإجراءات المتخذة لمواجهته من الجانب الآخر،  لذا ندعو دول المنطقة التي ستتأثر مثلنا بتغير المناخ إلى تشكيل مجموعة تفاوضية ضمن هذه العملية للتنسيق فيما بينها، وللعمل سوية حتى يتجاوز تأثير مساهماتنا الجماعية مجموع مساهماتنا الفردية". وتابع الخزعلي:  إنه "بناء على نفس المبدأ الذي أعلنه العراق، نوجه نداءً إلى الاقتصادات الكبرى في العالم لتعزيز التزاماتها تجاه العمل المناخي، وفي حال قررت أي من هذه الاقتصادات الانسحاب من هذه العملية، فإننا ندعو الجهات الفاعلة داخل تلك الدول، سواء الكيانات السياسية المحلية أو القطاع الخاص، إلى الاستمرار في التزامها، فالعالم لا يمكن أن يمضي قدماً من دون جهود الجميع من أجل تحقيق مستقبل مستدام".

وأوضح الخزعلي، أن "العراق يعمل على تنفيذ التزاماته ضمن اتفاقية المناخ وما يليها من وثائق دولية، وعلى تخفيف مساهمته في انبعاثات الغازات الدفيئة، واكتساب المرونة للتكيف مع آثار التغيرات المناخية، والتحول التدريجي نحو الطاقة المتجددة"، منوهاً بأن "الحكومة العراقية عملت على إعداد مجموعة من الوثائق والستراتيجيات الوطنية للمساهمة في الوفاء بالتزامات العراق الطوعية تجاه (اتفاق باريس)، كما أكملنا إعداد وثيقة تقييم الاحتياجات التكنولوجية ووثيقة التخفيف الملائمة وطنياً، التي تهدف إلى تحديد احتياجات العراق من التكنولوجيات المناخية في القطاعات ذات الأولوية".

وكشف الخزعلي، في حديثه لـ"الصباح"، عن قرب الانتهاء من إعداد خطة لـ"الاستثمار المناخي"، وبيّن أن "الخطة تهدف إلى تمهيد مسارات عملية للقطاعين العام والخاص للوفاء بالتزامات العراق المناخية من خلال جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتعبئة الموارد المالية لمواجهة تحديات التغير المناخي والسير نحو مستقبل أكثر استدامة".


دعم أممي

من جانبه، قال النائب الدكتور امانج محمود الهركي، رئيس اللجنة الفرعية لقانون الطاقات المتجددة والمنبثقة من لجنة الطاقة والكهرباء النيابية،  في حديث لـ"الصباح": إن "من أهم أهداف الفريق  العراقي في مفاوضات مؤتمر المناخ، هو استمرار العراق في استعمال (الوقود الأُحفوري) خلال السنوات المقبلة".

وأشار إلى أن "الفريق العراقي سعى للتفاوض من خلال صناديق المناخ لاستقطاب المستثمرين في مجال الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر"، وأوضح أن "من أبرز المواضيع التي ناقشها الوفد العراقي هي استقدام مستثمرين لإنشاء مشاريع ستراتيجية تتصل بالمناخ في العراق، فضلاً عن الحصول على الدعم المادي والمعنوي من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات الدولية الأخرى".

وفي ذات السياق، قالت مستشارة رئيس وزراء إقليم كردستان، الدكتورة بيان سامي عبد الرحمن، لـ"الصباح": إن "حكومة إقليم كردستان شاركت في مؤتمر المناخ كجزء من وفد العراق"، وأكدت "لقد عملنا بشكل وثيق مع وزارة البيئة الاتحادية العراقية لإعداد المؤشرات وغيرها من الوثائق الهامة في مؤتمر الأطراف 29"، مبينة أن "هذا النوع من التعاون مع الجهات العراقية الاتحادية مهم للغاية لإقليم كردستان".

وكشفت عبد الرحمن، عن أن "إقليم كردستان يعاني من مشكلات ندرة المياه، وقلَّة تساقط الثلوج، وانخفاض معدل الأمطار، كما يواجه مشكلة إزالة الغابات، والجفاف الذي يؤثر في الزراعة وسبل العيش، وأيضاً من الفيضانات عند هطول أمطار غزيرة"، ونوهت بأنه "على الرغم من التحديات العديدة التي تواجه إقليم كردستان بسبب تغير المناخ، إلا أننا نشطون جداً في البحث عن الحلول، ونتطلع إلى مؤتمر الأطراف 30 الذي سيعقد في البرازيل".