لوحاتٌ ساحرةٌ بالفحم وقلم الرصاص

ولد وبنت 2024/11/25
...

 أوس ستار الغانمي 

تبدع أسيل برسم الشخصيات من خلال استخدام الفحم والقلم الرصاص، وقد بدأت رحلتها الفنية منذ الطفولة، حينما وجدت في دفترها وقلمها أصدقاء مقربين لها، يساعدونها على الهروب من صخب الحياة، كما أنها كانت ترسم في كل زاوية من المنزل، وعندما كبرت، استمرت في ممارسة شغفها حتى على منديل طاولة المقهى.

أسيل عماد الراوي، رسامة من محافظة الانبار تعيش في بغداد، تبلغ من العمر 17 عامًا كانت تركز في البداية على رسم الشخصيات الواقعية، ساعيةً لاتقان التفاصيل وضبط ملامح الوجوه بدقة، ومع مرور الوقت وتطورها في هذا المجال، أخذت تطلق العنان لخيالها، فترسم كل ما يجول في مخيلتها بلا قيود، لقد أثرت الحياة في بغداد بشكل كبير على موهبتها، حيث وفرت لها العديد من الفرص من خلال المعارض الفنية والمؤتمرات التي شاركت فيها.

 تعتبر الراوي البيئة المحيطة بها عاملاً أساسيا يؤثر في عملها الفني، فهي إما أن تكون دافعًا للاستمرار أو مصدرًا للإحباط، الدعم والتشجيع من المحيطين بها يعززان ثقتها بنفسها ويغذيان شغفها، ما يدفعها للتقدم وحب الرسم بشكل أكبر، خاصة عندما ترى إعجاب المجتمع بلوحاتها وفنها. عند بدء مشوارها في الرسم، كانت أدوات أسيل بسيطة للغاية، مجرد قلم وورقة، لم تكن بحاجة إلى أدوات فاخرة أو مجموعة كبيرة من الألوان للتعبير عن نفسها، اكتشفت مع مرور الوقت أن الرسام لا يحتاج إلى الكثير لترك بصمته، فالموهبة وحدها كفيلة بإبراز الفكرة. أصبحت الأدوات مثل الرصاص والفحم مألوفة لها، فقد اعتادت على بساطتها ومرونتها في التعبير عن أدق التفاصيل، كانت هذه الأدوات تتيح لها اللعب بالظل والنور، ما يعكس عمق مشاعرها، وذلك جعلها تتمسك بها مع مرور الزمن. عند اختيار كل شخصية ترسمها، تحرص أسيل على أن تكون الشخصية ذات إنجازات مرموقة تجسد فخر العراق، تشعر بالامتنان تجاه الذين يسعون لرفع اسم البلد على المستوى العالمي، تعتز كثيرًا بلوحتها للاعب المنتخب العراقي أيمن حسين، الذي يعتبر قدوة في الصبر والإصرار والعزيمة لتحقيق الأحلام، كما أن لوحة اللاعب يوسف الأمين تحمل مكانة خاصة في قلبها، إذ تمثل إحدى أولى مراحل تطورها الفني كرسامة.  تؤكد أسيل أن الرسم لا يمثل عائقًا أمام دراستها أو حياتها اليومية، كونه هاجساً يأتي في أوقات معينة، لذا أحيانًا تشعر بعدم الشغف تجاهه، وكطالبة في المرحلة الإعدادية، تحتاج دائمًا إلى تنظيم وقتها للدراسة، لأنها مرحلة مهمة في حياتها، وبرأيها أن الهواية تختلف كثيرا عن الحلم، لذا فإن الموازنة بينهما أمر طبيعي بالنسبة لها، لا تلتزم بوقت محدد لإنهاء رسوماتها، فبعضها يستغرق وقتًا طويلاً لإكماله.  تعتبر تجربة أسيل عماد الراوي مثالًا ملهمًا للفنانين الشباب، حيث تعكس هوسها الايجابي وعزيمتها في تطوير مهاراتها الفنية رغم التحديات، إن إصرارها على تحقيق أحلامها يجعلها أنموذجًا يحتذى به في السعي نحو النجاح.