بغداد: هدى العزاوي ورلى واثق

كلمة رئيس الوزراء

وبيّن رئيس الوزراء، أنه في ضوء اكتمال قاعدة بيانات التعداد العامة في المحافظات كافة، فإن عدد سكان العراق بلغ ( 45407895 ) نسمة، من ضمنهم الأجانب واللاجئون، وبتوزيع جغرافي بين المناطق الحضرية (70.3بالمئة)، والمناطق الريفية (29.7بالمئة) من عموم السكان، مشيراً إلى أن النتائج تكشف عن دخول العراق مرحلة (الهبَّة الديمغرافية) بوصول نسبة السكّان في سن العمل إلى 60بالمئة.

ووجَّه السوداني، شكره وتقديره لعشرات الألوف من المشاركين في الفرق الجوَّالة المكلفة بإجراء التعداد، وجهود التشكيلات الإدارية الأمنية والفنية المساندة، والوزارات والمحافظات، بما مكَّن من إنجاز الخطوة الأبرز في التخطيط للتنمية الصحيحة، غطت العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.

كما وجَّه رئيس الوزراء، الشكر للمواطنين على التعاون والالتزام وتحمُّل حظر التجوال، وإلى هيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، وكوادر وزارة التخطيط، وهيئة الإحصاء في إقليم كردستان العراق وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وثمَّن الدور الكبير للمرجعيات والقيادات الدينية، لحثِّها وتشجيعها المواطنين على الإدلاء بالمعلومات الصحيحة.

وبيّن رئيس الوزراء، أن التعداد كان خطوة مؤجلة، إذ لم يشهد العراق تعداداً شاملاً منذ عام 1987، ولم يشتمل تعداد عام 1997 على إقليم كردستان العراق، مؤكداً أن تنفيذ التعداد هو التزام حكومي جاء في برنامج الحكومة، وبدعم من جميع القوى السياسية الوطنية والسلطات الدستورية وكل قطاعات شعبنا، مجدداً التأكيد على مضي الحكومة في عجلة التغيير التي تستهدف تغيير واقع جيلنا الحالي والأجيال القادمة نحو تنمية مستدامة ملموسة.

أرقام النتائج الأولية

وفي ما يأتي أبرز الأرقام التي أعلنها السوداني كنتائج أولية مع اكتمال قاعدة البيانات العامة للتعداد العام للسكان والمساكن/ 2024 : 

■ عدد سكان العراق ( 45.407.895 ) بضمنهم الأجانب واللاجئون.

■ نسبة سكان الحضر (70.3 %)

■ نسبة سكان الريف (29.3.%)

■ عدد الأسر 7898588 أسرة.

■ متوسط حجم الأسرة في العراق: 5.3 فرداً.

■  عدد الذكور 22.784.062، وبنسبة 50.1 %.

■  عدد الإناث 22.623.833 نسمة، بنسبة 49.8 %.

■  نسبة الأسر التي ترأسها نساء: 11.33 %.

■ نسبة الأسر التي يرأسها الرجال: 88.67 %.

- توزَّع سكان العراق على الفئات العمرية كالآتي:

■ نسبة السكان دون سن العمل (أقل من 15 سنة: 36.1 %)

■نسبة السكان في سن العمل ( 15 - 64 سنة: 60.2 %.)

■ نسبة السكان فوق سنِّ العمل: 65 سنة فأكثر، 3.7 %.

■  يكون العراق قد دخل مرحلة الهبَّة الديمغرافية بوصول نسبة السكان في سنِّ العمل إلى 60 %.

■  بمقارنة نتائج الحصر والترقيم لعام 2009، حيث بلغ عدد السكان في ذلك العام 31.664.000 مليون نسمة، فإن معدل النمو السكّاني في العراق هو: 2.3 %..

وطبقا لنتائج الحصر والترقيم لتعداد عام 2024، فقد بلغ عدد المساكن في العراق:

 8.037.221 مسكناً، (نسبة الدور منها 92.1 %)، و( نسبة الشقق 6.6 %)، و(نسبة الدور من الأنواع الأخرى 1.3 %).

وستتولى هيأة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية في وزارة التخطيط استكمال جمع البيانات التفصيلية لخصائص السكّان الديمغرافية والاجتماعية والصحية، من أجل إنجاز التقارير التفصيلية.

حديث وزير التخطيط

من جانبه، قال وزير التخطيط محمد تميم، في كلمة له خلال إعلان النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن: "نتقدم بالشكر إلى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بما قدمه من دعم كبير ومتابعة لإنجاح مشروع التعداد العام للسكان والمساكن، كما نشكر مجلس الوزراء وكل الفعاليات الدينية والسياسية التي ساهمت في إنجاح هذا المشروع ونشكر المحافظين والحكومات المحلية والقوات الأمنية وجميع الكوادر التي عملت على إنجاح هذا المشروع الكبير".

وأضاف، أن "هذه النتائج أولية وستكتمل بعد استكمال جميع   البيانات مع إجراء التدقيق والمقاطعة لضمان جودتها ومصداقيتها‏ وبعدها تكون لدينا أرقام دقيقة لعدد سكان كل محافظة"، لافتاً إلى أن "هذه الأرقام تسلَّم بظرف رسمي إلى المحافظ ليقوم بإعلانها، باعتباره هو رئيس اللجنة في المحافظة المعنية".

دور الأمم المتحدة

في سياق متصل، أكد مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، مهدي العلاق، أن النتائج الأولية للتعداد السكاني كانت مواكبة للتوقعات الدولية، فيما أشار إلى التطلع لاستكمال مراحل التعداد السكاني اللاحقة.

وقال العلاق، في كلمة له أمس الاثنين، خلال إعلان النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن لعام 2024: إنه "تم إتمام التعداد السكاني بكل دقَّة وكفاءة، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي يعد الشريك الدولي الرئيس في دعم تنفيذ التعدادات السكانية حول العالم، فالاستعدادات لهذا التعداد بدأت قبل نحو عامين، حيث تم العمل بشكل مشترك بين وزارة التخطيط وهيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية، متابعاً جميع الفعاليات التمهيدية والاجتماعات"، مشيداً بـ"الجودة العالية والجدية التي ظهرت خلال هذه الفترة".

وأشار إلى، أن "التعداد السكاني تم بحضور ومتابعة دقيقة من قبل الحكومة، بمن في ذلك رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير التخطيط محمد علي تميم، اللذان شاركا في مراقبة سير التعداد على مدار أربعة أيام متتالية"، منوهاً بأن "التعداد تم من خلال استخدام الأجهزة اللوحية التي كان يحملها العدّادون، مما سمح بنقل البيانات مباشرة إلى مركز بيانات هيئة الإحصاء، ما أسهم في ضمان الشفافية والدقَّة العالية من دون أي تدخل يدوي".

وأضاف العلاق، أن "النتائج الأولية للتعداد كانت متوافقة بشكل كبير مع التوقعات الدولية التي تعتمد عليها الأمم المتحدة بشأن تقديرات السكان، وقد أظهرت النتائج أن معدل النمو السكاني في العراق بلغ 2.3 بالمئة، ما يعكس التغيرات في أنماط الخصوبة في البلاد، كما أظهرت النتائج استقراراً في توزيع السكان بين المناطق الحضرية والريفية، حيث كان هناك توازن ملحوظ بين أعداد الذكور والإناث، مع زيادة طفيفة في عدد الذكور مقارنة بالإناث، وهو ما يتماشى مع المعدلات العالمية".

وأكد العلاق، أن "دقة نتائج التعداد ستكون عالية جداً، إذ من المتوقع أن تصل إلى 95 بالمئة، وهي من أعلى معدلات الدقَّة المسجلة في التعدادات السكانية عالمياً".

مميزات التعداد

مدير عام نظم المعلومات الجغرافية بهيئة الإحصاء في وزارة التخطيط، الدكتور فؤاد الربيعي، قال في حديث خاص لـ"الصباح": إن "عملية التعداد السكاني جرت بعد ما يقارب من ثلاثة عقود خلا العراق أثناءها من أي  تعداد"، مبيناً أن "أبرز ما يميز هذا التعداد هي عملية الإحصاء التي تم تنفيذها بالكامل إلكترونياً، فضلاً عن القدرة الكبيرة التي تمتع بها العدّادون بإنجاز المهمة وذلك من خلال التدريب لفترات متواصلة وطويلة والوصول إلى أبعد نقطة في العراق، كما أن الميزة التي تمتع بها التعداد شمول المحافظات الثلاث بإقليم كردستان".

ولفت، إلى أن "عملية التعداد عملية تنموية بحتة، ومبررات التعداد السكاني تكمن وتتركز في سد الفجوات التنموية لمعرفة مجموعة كبيرة من المحاور التي تخصُّ مخطط البلد وصناع القرار".

ونوّه الربيعي، بأن "مرحلتين أنجزتا من التعداد، المرحلة الأولى الحصر والحزم والترقيم للمساكن والأبنية انتهت يوم 30/ 9/ 2024، وبدأت المرحلة الثانية 16 – 21 من شهر تشرين الثاني، وانطلقت بعدها المرحلة الثالثة والأخيرة؛ والتي تتعلق بالكثير من المحاور التي ذكرها رئيس الوزراء والتي ستصل إلى سبعين سؤالاً للوصول إلى كل ما يحتاجه صانع القرار والباحث والمختصون في مجال التنمية لوضع خطط مستقبلية".

وأكد، بأنه "ما إن يتم الانتهاء من المرحلة الثالثة من التعداد السكاني في 10/ 12/ 2024، ستتم مقاطعة البيانات وتحليلها حسب قرار مجلس الوزراء الأخير، ومن ثم الإعلان عنها أمام وسائل الإعلام".

وفي ما يتعلق بالنسب الإحصائية التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء أمس الاثنين، أوضح الربيعي، أن "الإعلان شمل العدد الكلي لسكان العراق، وسيتم الإعلان عن سكان المحافظات؛ كل محافظة على حد سواء بعد مقاطعة البيانات، وسيتم الإعلان عنها من قبل المحافظين ورؤساء غرف العمليات في المحافظة التي تعدُّ الجهة المسؤولة عن عملية التعداد داخل المحافظة، وسيتم إطلاق هذه الإحصائيات من قبل المحافظين".

وذكر الربيعي، أن "أبرز المزايا التي سيتم الإعلان عنها تواكب عملية التنمية، ومن خلال معرفة العدد السكاني يمكن معرفة مدى الاحتياج للطاقة الكهربائية والبنى التحتية، فالتعداد شامل ومطلق، وهذا التعداد الأول - كما ذكرت آنفاً - الذي أُجري بعد أكثر من ثلاثة عقود وسينقل العراق نقلة نوعية".

نتائج تفصيلية مرتقبة

في غضون ذلك، أكدت هيئة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية في وزارة التخطيط، أن النتائج التي أعلنت عن عدد السكان في عموم البلد هي "أولية"، فيما بيَّن خبراء أن عدم زيارة العدادين إلى بعض المنازل لا يؤثر في إعلان النتائج أو موعدها.

وقال نائب رئيس الهيئة، الدكتور مكي غازي المحمدي، لـ"الصباح": إن "الهيئة جهزت النتائج الأولية على شكل (كيرفات) وأشكال بيانية لبعض المؤشرات الخاصة بسجل الأسرة، وهي نتائج خام"، وأضاف أنه "بعد انتهاء هذه المرحلة ستبدأ مرحلة التقاطع والتحقُّق والتحليل، وستعلن على الأرجح عندما تجهز بوقت قريب جداً".

ونبه المحمدي، إلى أن "المؤشرات الأخرى ستتضمن التحصيل الدراسي للسكان، وكم عدد من يعمل في الوظائف الحكومية والحرة، ونوع السكن والأمراض التي يعانون منها وباقي المؤشرات الأخرى".

رأي الخبراء

من جانبه، استبعد الخبير في مجال التعداد السكاني والإحصاءات الديموغرافية، سمير خضير هادي، أن يؤثر عدم زيارة بعض العدادين إلى المنازل في نتائج التعداد التي اعلنت أمس.

وأضاف هادي، في حديث لـ"الصباح"، أنه "بالفعل زار عدادون المنازل قبل يومي الحظر 20 و21 تشرين الأول لتعبئة المعلومات الخاصة بالأسر"، مشيراً إلى أن "هناك عدادين لم يزوروا الأسر في هذين اليومين وكل هذا لم يؤثر في عملية التعداد، وأشاد بالإجراءات التي اعتمدتها وزارة التخطيط وهيأة الإحصاء وتكنولوجيا المعلومات في التعداد العام للسكان والمساكن الذي كان "إلكترونياً بالكامل" في سابقة هي "الأولى" في البلد.