السلام لسوريا

الأولى 2024/12/01
...

 كتب رئيس التحرير:

الأحداث تتسارع بشكلٍ مباغتٍ في سوريا. أصبحتْ حلب تحت سيطرة مجاميع مسلّحةٍ يتحكّم فيها منطقٌ ثأريّ طائفيّ وتتحرَّك وفقاً لمرجعياتٍ إيديولوجيَّةٍ مغرقةٍ في الظلاميَّة وتأتمر بأوامر خارجيَّة.
التوقيتُ شيطانيّ. فما أنْ أبرم اتفاق الهدنة بين لبنان والكيان الصهيونيّ حتى تحرَّكتْ هذه المجاميع مستغلّة الخمول العربيَّ الذي أصبح هو الحالة الطبيعيَّة السائدة، ومستفيدةً من الغطاء الجويّ الصهيوني الذي يجوب سماء سوريا، ومستعينة بخبث الكلمة التي وجَّهها نتنياهو في خطابه الأخير إلى بشّار الأسد: "لا تلعبْ بالنار".
من لا يرى يد الكيان الصهيوني في الحدث السوريّ فهو يعاني قصر نظر. فعصفور النار الذي يتقافز من مدينةٍ عربيَّةٍ إلى أخرى أطلقتْه هذه اليد التي أحرقتْ غزّة وبيروت وبعلبك وصور ووصلتْ اليوم إلى حلب، وهي ماضية في تهديد مدنٍ أخرى في دولٍ أخرى.
لم تكدْ تمضي أربع وعشرون ساعة على دخول هذه المجاميع إلى حلب حتى بدأتْ مشاهد الذبح تتوالى. وهذه المشاهد هي رسائل القوم ليس إلى نظام الحكم في سوريا فحسب بل إلى كلِّ من يخالفهم في التوجّه والعقيدة والمرجعيات السياسيَّة والإيديولوجيَّة. ومن لم ينتبهْ للأمر حتى الآن فعليه تنشيط ذاكرته بذكرى الليالي التي سبقتْ سقوط الموصل وسائر المدن التي استولى عليها تنظيم داعش الإرهابيّ.
قال السيّد المسيح عليه السلام: "من ثمارهم تعرفونهم، فشجرة الشوك لا تُعطي تفاحاً".
وهذه ثمارهم التي كان لنا نحن العراقيين نصيبٌ مؤلمٌ من سمومها.
حفظ الله العراق دولة ومواطنين وسلّم سوريا وشعبها من شرور الإرهاب.