باقر جعفر العلاق.. وفاءٌ في زمن الجحود

ثقافة شعبية 2024/12/05
...

 سعد صاحب

للاسف الشديد اجواء الحسد والغيبة والاساءة والكراهية والنفاق والجحود، موجودة ما بين الشعراء، وهم بحسب وجهة نظر الناس البسطاء: اشبه ما يكونون بالملائكة، المنزهين من الشرور والاحقاد والخداع والانانية والانتقام، أرواحهم الشفافة تفيض دائما، بالحب والاحسان والطيبة والتسامح والتعاون والاخلاص والاخوة والمشاعر الرقيقة . والشعراء نوعان : النوع الاول منح الشعر صفة القداسة، من خلال وقوفهم مع الانسان، في صراعه الازلي مع الاضطهاد والتسلط والهتافات والاحزاب والحكومات الفاسدة، وبعضهم هبط بالشعر الى الحضيض  والدونية والنجاسة، وعند هؤلاء تحولت الكتابات الشعرية، الى نوع من الاستجداء المذل المهين، ومديح مبالغ فيه لكل من يمنح الاموال . ومقابل هذا الجو السلبي المزدحم بالتسقيط والجاسوسية والعراك والطعون، يوجد في الجانب الاخر مناخ ايجابي سليم، يتبادل به الاصدقاء الخبرات وتقييم الاعمال بطريقة ودية . ومن العلاقات الانسانية المحترمة التي توجت بانجازات ابداعية مدهشة، صداقة رياض النعماني مع مظفر النواب، وعلاقة ريسان الخزعلي مع شاكر السماوي، ومحبة كاظم غيلان الى علي الشباني، واخوة الثلاثي الابداعي المهم، طارق ياسين وعلي الشباني وعزيز السماوي، وهناك الكثير من الاجواء الايجابية الرائعة، بين الشعراء الشباب والرواد . ومن محاسن الشاعر باقر جعفر العلاق، انه كتب قصيدة جميلة وأهداها الى كاظم اسماعيل الگاطع، الذي يعد من الاسماء الشعرية المهمة، في خارطة الشعر الشعبي العراقي، وإن احترام الشاعر العظيم واجب، كما يقول شكسبير .( اجت يمه القصيده وباسته بخده/ وطفرت دمعتي وما طاحت بخدي ).
بالحب والمواهب والانسانية وراحة الضمير .( ذب بطل المغذي وخل اعلگ الروح/ متنام بردهتك واخذك
عندي).