تشغيل الشباب عالمياً.. واقعٌ يشوبه التباين

منصة 2024/12/09
...

  ترجمة: بهاء سلمان

إذا كنت شابا وتبحث عن أول وظيفة لك، فإليك بعض الأخبار الجيدة: تحسّن سوق العمل العالمي للشباب، من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، على مدار السنوات القليلة الماضية، وهو في مسار تصاعدي. ويعد هذا كاستنتاج لأحدث إصدار لمنظمة العمل الدولية من تقرير اتجاهات تشغيل الشباب العالمية.
ولكن في حين أن هناك سببا للتفاؤل، فإن معدل البطالة بين الشباب يبلغ حاليا 13 بالمئة، أي ما يعادل ما يقرب من 65 مليون شخص عاطل عن العمل.
وظائف غير رسميَّة
وتقول منظمة العمل الدولية إن التعافي في مجال التشغيل بعد مرحلة وباء كورونا لم يشهده الجميع. "الشباب في مناطق معينة، والعديد من الشابات لا يلحظون فوائد التعافي الاقتصادي".
وتوضح خمسة رسوم بيانية الوضع الحالي لتشغيل الشباب على مستوى العالم، حيث تظهر البيانات أن نسبة البطالة عالميا بين الشباب تبلغ 13 بالمئة، وهي النسبة الأدنى للخمس عشرة سنة الماضية، وعشرين بالمئة من هؤلاء لم يدخلوا برامج للتوظيف والتعليم والتدريب.
المكونات الأساسيَّة
وتقول منظمة العمل الدولية إن معدلات غير العاملين أو المتعلّمين أو المتدرّبين المرتفعة، إلى جانب الافتقار إلى الوظائف الآمنة، تسهم في خلق جيل هو أيضا الأكثر تعليما حتى الآن. وليس من المستغرب إذن أن يجد استطلاع حديث حول "ما يريده الشباب" أن الأغلبية أعطت الأولوية للتعليم والمهارات، التي تمكّنهم من دخول سوق العمل.
ويقول "غلبرت هونغبو"، المدير العام لمنظمة العمل الدولية: "تعتمد المجتمعات السلمية على ثلاثة مكونات أساسية: الاستقرار والإدماج والعدالة الاجتماعية؛ ويمثل توفير فرص العمل اللائق للشباب هو جوهر هذه الأهداف الثلاثة".
وفي حين حافظت مناطق، مثل أميركا الشمالية وأوروبا على معدلات بطالة منخفضة نسبيا بين الشباب، رجعت مناطق أخرى خطوات إلى الوراء. ففي الدول العربية وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، كانت معدلات بطالة الشباب أعلى في عام 2023 مقارنة بعام 2019، وفقا للتقرير.
زلزال الشباب
وفي جميع أنحاء أفريقيا، التي تتجه نحو ما يطلق عليه خبراء الديموغرافيا "زلزال الشباب"، لا يزال الشباب لا يحظون بحال جيدة، حيث ارتفعت معدلات البطالة "بشكل حرج" في شمال أفريقيا، وحوالي ثلاثة أرباع الشباب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عالقين في وظائف غير مستقرّة. كما كان التفاوت بين البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض ملحوظا عند مقارنة عدد العمال الشباب البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاما، في العمل المنتظم المدفوع الأجر، عند أربعة أخماس وخمس على التوالي.
ويعود أحد أسباب هذه المستويات من البطالة بين الشباب هو التناقض بين المؤهلات التي يحصل عليها الشباب والمهارات التي تتطلبها وظائف اليوم. وتقول منظمة العمل الدولية: "لقد ازداد عدم التوافق التعليمي مع بدء تفوّق العرض من الشباب المتعلّمين على العرض من الوظائف للعمال المهرة للغاية في البلدان ذات الدخل المتوسط".
مستقبلا، يجب على جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك المعلّمون وأصحاب العمل، التعاون بشكل وثيق لتعزيز خلق فرص العمل، "مع تحديد هدف محدد للوظائف للشابات"، كما تقول منظمة العمل الدولية. وحذر المدير العام للمنظمة هونغبو من أنه "بدون تكافؤ الفرص في التعليم والوظائف اللائقة، سيفقد ملايين الشباب فرصهم في مستقبل أفضل".
عن المنتدى الاقتصادي العالمي