العراق يشدد على ضرورة الحفاظ على أمن سوريا ووحدة أراضيها

الثانية والثالثة 2024/12/09
...

 بغداد: مهند عبد الوهاب
 إسراء السامرائي/ جنان الأسدي

أكدت الحكومة العراقية ضرورة احترام الإرادة الحرة لجميع السوريين، وشددت على أهمية الحفاظ على أمن سوريا ووحدة أراضيها، وصيانة استقلالها، وفي وقت تتسارع فيه الأحداث في الجارة سوريا، أكدت قيادة قوات الحدود إحكامها السيطرة على الشريط الحدودي مع سوريا، بينما كشفت وزارة الهجرة والمهجرين، عن وجود تنسيق عالٍ مع وزارة الخارجية لإعادة العراقيين العالقين في مطار دمشق وتأمين عودتهم.
وأفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي، في بيان تلقته "الصباح": "تتابع الحكومة العراقية مُجريات تطوّر الأوضاع في سوريا، وتواصل الاتصالات الدولية مع الدول الشقيقة والصديقة، من أجل دفع الجهود نحو الاستقرار، وحفظ الأمن والنظام العام والأرواح والممتلكات للشعب السوري الشقيق".
وأضاف، "يؤكد العراق ضرورة احترام الإرادة الحرّة لجميع السوريين، ويشدد على أنّ أمن سوريا ووحدة أراضيها، وصيانة استقلالها، أمر بالغ الأهمية، ليس للعراق فقط إنما لصلته بأمن واستقرار المنطقة".
وتابع البيان: "كما تدعم الحكومة العراقية كل الجهود الدولية والإقليمية الساعية إلى فتح حوار يشمل الساحة السورية بكلّ أطيافها واتجاهاتها، ووفق ما تقتضيه مصلحة الشعب السوري الشقيق، وصولاً إلى إقرار دستور تعددي يحفظ الحقوق الإنسانية والمدنية للسوريين، ويدعم التنوع الثقافي والإثني والديني الذي يتمتع به الشعب السوري الكريم، وضرورة المحافظة على هذا التعدد الذي يمثل مصدر غنى لسوريا، من دون إخلال أو تفريط به".
وجددت الحكومة العراقية، "التأكيد على أهمية عدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، أو دعم جهة لصالح أخرى"، وبيّنت أنّ "التدخل لن يدفع بالأوضاع في سوريا سوى إلى المزيد من الصراع والتفرقة، وسيكون المتضرر الأول هو الشعب السوري الذي دفع الكثير من الأثمان الباهظة، وهذا ما لا يقبل به العراق لبلد شقيق ومُستقلّ وذي سيادة، ويرتبط بشعبنا العراقي بروابط الأخوّة والتاريخ والدّم والدين".
إلى ذلك، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن الحدود العراقية مؤمنة بالكامل في ظل وجود قوات عسكرية كبيرة. وذكر نائب رئيس اللجنة، نايف الشمري لـ"الصباح"، أن "الوضع الأمني جيد جدا على الشريط الحدودي، في ظل وصول تعزيزات عسكرية كبيرة، متمثلة بوصول لواء مشاة آلي من الجيش العراقي، ولواء من الشرطة الاتحادية، فضلا عن تعزيز القوات المتواجدة في محافظة نينوى".

تعزيزات أمنية
وفي سياق التعزيزات العسكرية والأمنية، وصل وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، أمس الأحد، إلى محافظة نينوى.
وقالت الوزارة في بيان تلقته "الصباح": إن "الشمري، والوفد المرافق له، وصل إلى محافظة نينوى في قاطع لواء الحدود السابع في المنطقة السادسة ضمن الشريط الحدودي العراقي السوري، بالتحديد في منطقة طريفاوي، قادما من محافظة الأنبار".  وأكد الشمري، تعزيز الحدود بقطعات من الجيش والحشد الشعبي، بينما أشار إلى وضع خط صد ثان على خط الحدود. وفي إطار الزيارة، عقد الشمري مؤتمرا صحفيا، أشار خلاله إلى "تفقد مديرية شرطة المنطقة الغربية التي استحدثت مؤخرا، وهي مديرية مهمة وتسيطر على المنطقة الغربية في محافظة الأنبار، والتي ترتبط بها أقسام حديثة وعنه وراوة والقائم والرمانة".
وأضاف: "استحدثنا قواطع لمديريات النجدة وحماية المنشآت وباقي الأقسام"، مشيراً إلى أن "هناك تعاونا وتنسيقا عاليا ودعما وإسنادا من قبل الحكومة المحلية لهذه المديرية".
وتابع: "ناقشنا الجهد الاستخباري في هذه المناطق، لاسيما الصحراوية منها في محيط المدن، والتهديدات المحتملة وغيرها، كما بحثنا مكافحة المخدرات مع المحافظ والحاضرين"، مؤكداً "دعم وتأمين كافة الاحتياجات لقيادات الشرطة الموجودة من عناصر بشرية وأسلحة وغيرها، فضلاً عن دعم الجهد الاستخباري في هذه المنطقة المهمة". وحول الأوضاع الأمنية على الحدود العراقية السورية، أكد الشمري أن "الشريط الحدودي مؤمن بشكل كامل من قبل قيادة قوات الحدود، وهناك منظومة موانع ممتازة، إضافة إلى المسك ومنظومة المراقبة"، لافتا إلى أن "الحدود تم تعزيزها بقطعات إضافية من الجيش والحشد، التي مسكت خطا دفاعيا ثانيا". وذكر أن "هناك متابعة مستمرة من قبل القائد العام للقوات المسلحة لكل أمن الحدود، وبالذات الشريط الحدودي مع سوريا".

تحصين الحدود
من ناحيته، ‏أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، أمس الأحد، أن الوضع على الحدود العراقية السورية تحت سيطرة القطعات العراقية. وقال رسول لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "الحدود محصنة بشكل كبير، وهناك تواجد لقوات الحدود العراقية، إضافة إلى تواجد قطعات الجيش والحشد الشعبي"، مشيرا إلى أنه "تم تعزيز الحدود بقطعات إضافية في حال الحاجة لها أن تتدخل، لكن الحدود محكمة ومحصنة بشكل كبير".وتابع أن "‏الوضع على الحدود العراقية السورية جيد جداً وتحت سيطرة القطعات العراقية البطلة، وهي محكمة ومدعومة بالجهد الفني المتمثل في الكاميرات الحرارية والأجهزة الفنية".
كما أكد قائد عمليات الأنبار في هيئة الحشد الشعبي قاسم مصلح، أمس الأحد، تأمين الحدود العراقية بشكل جيد.
وقال مصلح في تصريح للعراقية الإخبارية تابعته "الصباح": إن "الحدود العراقية السورية مؤمنة بشكل جيد".
وأضاف، "لدينا عمليات في عمق الصحراء لضرب الخلايا الإرهابية النائمة".

سياج كونكريتي
بدوره، قال الرائد يوسف كامل، من إعلام قيادة قوات الحدود لـ"الصباح": إن القيادة تعمل على اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية لضمان أمن الحدود العراقية ـ السورية، معتمدة على تحصينات هندسية متطورة تم تنفيذها خلال العامين الماضيين، موضحا أن القيادة أنشأت سياجًا كونكريتيًا يمتد على طول 210 كيلومترات على الحدود بهدف منع عمليات التسلل والحد من نشاط تجارة المخدرات.
ونوه، بأن أبراج المراقبة الكونكريتية التي تم تشييدها على مسافات متقاربة توفر تغطية واسعة للمناطق الحدودية، وتم تجهيزها بأحدث التقنيات والمعدات لضمان فعالية المراقبة، كما أن القيادة زودت الحدود بكاميرات حرارية متطورة، قادرة على نقل صور حية على مدار 24 ساعة إلى مقر القيادة والقطعات الأمنية ضمن المنطقتين السادسة والثانية، مما يتيح متابعة دقيقة ومستمرة للأوضاع، حتى في ظل الظروف الجوية الصعبة، إضافة إلى تعزيز التواجد الأمني من خلال نقل القطعات الأمنية ضمن مناطق المسؤولية.
وتابع الرائد كامل، أن هناك جهوزية عالية للوحدات الميدانية المدربة وفق أفضل المعايير، للتعامل مع أي طارئ يهدد أمن الحدود، مشددًا على أن هذه الإجراءات تأتي ضمن ستراتيجية شاملة لحماية الحدود وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل، قال الوكيل الإداري لوزارة الهجرة الدكتور كريم النوري لـ"الصباح": إن الوزارة تتابع عودة العراقيين العالقين في مطار دمشق، نظرا لما شهدته الجمهورية العربية السورية من أوضاع، مما يستوجب تأمين عودة الجاليات العراقية المقيمة على أراضيها وتأمين نقلهم إلى الأماكن التي يرغبون بالعودة لها في البلاد.
وأضاف أن ملف عودة العراقيين تجري متابعته بالتنسيق مع وزارة الخارجية، مشيرا إلى أن هناك صعوبة في الاتصالات مع المقيمين هناك بسبب الأحداث الأمنية التي حصلت.
وبين النوري، أن الوزارة تعمل على إعداد آلية لإعادة العراقيين بعد تأمين الأجواء المناسبة، سواء كان ذلك برا أو جوا ومجانا، ولفت إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة بعدد العراقيين المقيمين في سوريا لغاية الآن، إذ ستكون هناك إحصائيات معتمدة من خلال تسجيل الراغبين بالعودة.
يذكر أن السفارة العراقية في دمشق، أخلت مبناها عقب إعلان فصائل المعارضة السورية السيطرة على المدينة وسقوط نظام بشار الأسد.

مواقف سياسية
إلى ذلك، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني، أمس الأحد، حرص العراق على الحفاظ على الاستقرار في سوريا.
وقال المكتب الإعلامي للمالكي، في بيان تلقته "الصباح": إن "رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي استقبل بمكتبه أمس الأحد، رئيس مجلس النواب محمود المشهداني"، لافتا إلى أنه "جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الوضع السياسي والأمني في البلاد، كما تم استعراض التطورات الجارية في سوريا وتغيير النظام فيها".
وأكد الجانبان، بحسب البيان "حرص العراق على أهمية الحفاظ على الاستقرار في سوريا، لأن عدم استقرارها سينعكس سلبا على العراق وجميع دول المنطقة، كما تم التشديد على ضرورة تشريع القوانين المهمة، وتفعيل الدور الرقابي والتشريعي لمجلس النواب، والتنسيق بين القوى السياسية لغرض تشريع القوانين المهمة التي تصب في خدمة المواطن".
كما عبر زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أمس الأحد، عن احترامه لإرادة الشعب السوري في إجراء التغيير وبناء دولته.
وقال المالكي في تدوينة له على منصة "إكس"، تابعتها "الصباح": "نحترم إرادة الشعب السوري الشقيق في إجراء التغيير وبناء دولته بعملية سياسية تشترك فيها كل مكونات الشعب السوري من دون تهميش وإقصاء".
وأضاف، أنه "بهذه المناسبة ندعو شعبنا العراقي كما دعونا شعبنا السوري إلى التماسك بكل مكوناته، والحفاظ على سلامة البلاد والعملية السياسية، ورفض أي محاولة للتعرض لوحدته الوطنية العراقية، وأن يضربوا مثالا بالحرص والالتزام بالدولة والنظام".
من ناحيته، عبر رئيس ائتلاف النصر، حيدر العبادي، عن أحداث سوريا بالقول: "يوم جديد في سوريا.. نأمل أن يكون يوم وحدة وحرية وعدالة وسلام لشعبها".
وأشار العبادي في تدوينة له: "‏قلت سابقاً، وأعيد اليوم: كما لا يمكن للاستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن ينجح، ‏كلي أمل أن نشهد سوريا موحدة وآمنة ومتصالحة مع نفسها والعالم".
ولفت العبادي، إلى أن "العراق وسوريا بينهما مشتركات هائلة يمكن توظيفها لخير الشعبين، ولقد سئمت شعوبنا الحروب والصراعات، وهي ترنو لعهد السلام والبناء، ‏لنعمل جميعاً على إطفاء نيران الفتن والصراعات والحروب، لخير شعوبنا".