علي غني
تحولت السمنة المفرطة إلى ظاهرة تهدد صحة المجتمع بشكل متزايد، وأصبحت تحدياً يؤثر في قطاعات واسعة من الناس. في عالمنا السريع، حيث تزداد ضغوطات الحياة اليومية ويغزو الطعام السريع معظم المنازل، بات الحفاظ على وزنٍ صحي مهمة شاقة للكثيرين. تتعدد أسباب السمنة بين العوامل الوراثيَّة، وبين الأنماط الغذائيَّة غير المتوازنة، كما أن قلة النشاط البدني تسهمُ في تفاقم المشكلة.
وراثيَّة وجينيَّة
يقول الدكتور عمر محمد حسن الجبوري، استشاري الأمراض الباطنيَّة: "ابتداءً يجب تعريف السمنة كمرضٍ معقدٍ ومزمنٍ ناتجٍ عن زيادة وزن الجسم ويمتاز بالتراكم غير الطبيعي أو المُفرط للدهون في الجسم".
وأكد الجبوري "تزايد أعداد المصابين في السمنة بالعراق"، مبيناً أنَّ "إحدى دراسات منظمة الصحة العالميَّة تشير إلى أنَّ نسبة السمنة في العراق لكلا الجنسين تتجاوز ٣٠ %، (٣٧ ٪ نساء ، ٢٣.٤ ٪ رجال)، وكما ذُكر سابقاً فأسباب السمنة متعددة ومُتداخلة، ولكنْ ممَّا لا شك به فالعادات الغذائيَّة السيئة وكثرة المطاعم إضافة الى الكسل والخمول وغياب ثقافة الرياضة من أهم أسباب السمنة في العراق".
تصنيف السمنة
وأوضح الجبوري أنَّ "علاج السمنة يكمنُ باختيار طريقة العلاج حسب تصنيف السمنة اعتماداً على كتلة الجسم، وهل ترافقها أمراضٌ ناتجة أو تزيد بوجود السمنة وتشمل الحمية الغذائيَّة وزيادة النشاط البدني وتغيير نمط الحياة وهذا النوع من العلاج يُستخدم في زيادة الوزن وفي كل مراحل وأنواع السمنة، إلى جانب العلاج الدوائي".
مرض العصر
الدكتور الاختصاص بجراحة السمنة المفرطة في مستشفى اليرموك التعليمي، عمار علي عطرة، وصف مرض السمنة بأنَّه: "مرض العصر وأود أنْ أعلمك بأنَّ عوامل السمنة ترجعُ الى الأسباب الوراثيَّة المكتسبة منها الحالة الاجتماعيَّة (قلة النشاط الحركي، الأكل غير المنتظم، والموروث الاجتماعي، إذ يربط بعض الناس زيادة الوزن خطأ بالحالة الصحيَّة الجيدة".
وتابع: "هناك نوعان من العلاج للسمنة، هو العلاج التحفظي عن طريق تنظيم الحمية وممارسة الرياضة فضلاً على الأدوية المتخصصة والمُقرَّة عالمياً، أما العلاج الآخر فهو التداخل الجراحي ويهدفُ إلى تقليل كميَّة الغذاء أو تقليل امتصاص المواد الغذائيَّة من الجهاز الهضمي عن طريق تداخلات جراحيَّة معينة عادة ما تتضمن تصغير حجم المعدة أو تحويل مسار الطعام في الأمعاء الدقيقة بما يحقق الهدف".