بغداد : فجر محمد
مع اقتراب أعياد رأس السنة الميلاديَّة، تشهد الأسواق المحليَّة زيادةً ملحوظة في بيع الألعاب الترفيهيَّة، ومنها لُعب ذات طابعٍ عنيفٍ. وعلى الرغم من أنَّ هذه الألعاب تبدو جذابة للأطفال، إلّا أنّها تحمل في طيّاتها مخاطر صحيَّة ونفسيَّة تُثير القلق بين الأهالي والاختصاصيين، إذ إنَّ الألعاب التي يفترض أنْ تكون وسيلة للمتعة، تتحوَّل إلى تهديدٍ يواجه سلامة الأطفال ويؤثر في سلوكهم ونموّهم العقليّ.سعاد عبد الكريم، أم لثلاثة أطفال، تروي حادث إصابة ابنها في عينه بسبب شعاع ليزر، قائلة: "كأنَّ الوقت توقف عندما رأينا عينه تحترق". هذه الحوادث ليستْ استثنائيَّة، بل هي جزءٌ من واقعٍ يوميّ يعكس قلّة الوعي بين الأسر بخطورة هذه الألعاب.
أمّا الألعاب الإلكترونيَّة العنيفة، فقد أصبحتْ "سمّاً" خفياً يُغيّر سلوك الأطفال، ويزيد من عصبيتهم وعنفهم. يقول الدكتور قاسم حسين صالح، رئيس الجمعيَّة النفسيَّة العراقيَّة: إنَّ هذه الألعاب تزرع في الأطفال نزعة عدوانيَّة، قد تؤدّي إلى فقدان القدرة على التعاطف مع الآخرين.
في استجابةٍ لهذا التهديد، تواصل وزارة الداخليَّة تفعيل قانون حظر الألعاب المحرِّضة على العنف، وتُنفذ حملات توعيةٍ في المدارس والمناطق السكنيَّة. ومع ذلك، يبقى دور الأسرة والمجتمع في توعية الأطفال ومراقبة الألعاب التي يستخدمونها الخط الدفاعيَّ الأوّل ضدَّ هذا (الخطر الصامت) الذي يُهدِّد براءة الأطفال.