الحضارة العراقيَّة بريشة مصطفى كريم علوان

ولد وبنت 2024/12/23
...

  سرور العلي  

يوظف مصطفى كريم علوان مختلف المفردات والافكار في أعماله، كالتراث والحضارة العراقية، والطبيعة والحياة اليومية، وشغف برسم الخيول العربية بكل تفاصيلها، وفي بداياته وخلال دراسته للفن تأثر بالمدرسة الانطباعية والواقعية، ويحاول توظيفهما مع الحداثة، كما تأثر بالفنان الراحل فائق حسن، كونه ترك بصمة قوية وفريدة في الفن التشكيلي العراقي.
ومصطفى هو فنان تشكيلي من مواليد بغداد 1989، خريج معهد الفنون الجميلة، وكلية الفنون الجميلة، قسم الفنون التشكيلية فرع الرسم/ جامعة بغداد، وبدأ بدخول هذا المجال منذ سن مبكرة، فكان لوالده الفنان التشكيلي كريم علوان أيضاً دور مهم بتنمية موهبته، وتقديم له الدعم والتشجيع، لافتاً إلى أن منزلهم كان عبارة عن مرسم واستوديو، تتوفر فيه الأدوات والمصادر الفنية كافة، ما رسخ بداخله حب الفن والرسم على وجه التحديد.
وأكد في حديثه لـ"الصباح": "اهتم بتوظيف معالم العراق وادخالها في أعمالي الفنية، واخراجها بأسلوب مغاير، ما يضيف ميزة جمالية مختلفة، كذلك الاهتمام ببعض المواضيع الإنسانية، فيكون لها دور في أعمالي، من خلال مواكبتي للأحداث والظروف التي يمر فيها البلاد والمنطقة العربية، فيكون لي رأي اطرحه في عمل فني، لإيصال رسالة منه إلى العالم".
واجه مصطفى بعض الصعوبات والظروف أثناء مشواره الفني، إلا أنه بالاستمرار والاصرار تجاوزها، واستطاع من اكمال دراسته في هذا المجال، وتطوير مهاراته وقدراته الفنية، عن طريق الاطلاع على مختلف الاساليب والمدارس العالمية.
ويرى أن الحركة التشكيلية في العراق كانت ولا زالت ولادة لمواهب وقامات فنية كبيرة على الصعيد المحلي والعالمي، وأينما يكون الفنان العراقي يترك بصمة واضحة، بمشاركاته الفنية والمعارض الشخصية التي تقام في مختلف دول العالم، فيكون هناك اقبال واضح ومميز من الجمهور والمتلقي لها.
وفي ما يتعلق إذا كان الفنان هو نتاج الدراسة الأكاديمية أم نتاج الحالة الإبداعية، أشار إلى أنه بالدرجة الاساسية ينبغي أن تكون لديه الموهبة والشغف، ثم يأتي دور البيئة المحيطة، التي ينشئ فيها الفنان في طفولته، وأول مراحل حياته العمرية، وللأسرة دور كبير في تنمية الموهبة للطفل، من خلال التشجيع وتوفير له مستلزمات الرسم، وإذا كانت الظروف مشجعة له تأتي الدراسة الأكاديمية لتساهم بصقل موهبته وتطويرها، وتوجيهه نحو المسار الصحيح في الفن بالدراسة النظرية والعملية.
لدى مصطفى الكثير من المشاركات الفنية، ومنها في جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين، كمعارض الطبيعة السنوية، جائزة عشتار السنوية للشباب، كذلك معرض بغداد في عيون مبدعيها، وفي المعارض التي تنظمها وزارة الثقافة، ومنها معرضا الواسطي السنوي، والشباب السنوي، إضافة للمعارض التي تنظمها نقابة الفنانين، كما شارك في معرض ملتقى الفنانين العرب في الكويت عام 2019، ونال العديد من الجوائز والشهادات التقديرية من منظمة الأمم المتحدة في العراق، ومن وزارة الثقافة العراقية، ومن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين.
ويستعد مصطفى لإقامة معرضه الشخصي الأول، والخروج من الإطار المحلي إلى العالمية، وفي الختام يأمل أن تقام المزيد من المعارض الفنية والمشاركات، لإبراز دور الفنان العراقي ووصول أعماله للجميع.