أمستردام: آمنة عبد النبي
طوابير لاكشاك لطيفة وبسطيّات تضج بالحياة وتملأ شوارع امستردام، إضافة لأشجار الميلاد العملاقة التي تتوسط الساحات العامة وتضيء واجهات البيوت هي ابرز طقوس الشهر الميلادي، فضلا عن حملات التخفيض التي تقوم بها المتاجر الهولندية حيث تشهد تنزيلات كبيرة بالأسعار، «أوكازيونات» ينتظرها المستهلك بشغف ولا ابالغ إذا قلت إن العوائل تنتظر هذا الشهر لشراء احتياجات تكفيّ لسنة كاملة.
طقوسٌ وجمالية
تقول ربّة البيت ليلى السعدون، عن تحضيراتها لطقوس الكرسمس وهي من سكان مدينة روتردام: «في هولندا أياً كانت المناسبة التي يحتفل بها الناس فإنهم يرتدون البرتقالي المتوهج البرّاق، واعياد الميلاد واشجاره واكشاكه الجميلة المنتشرة قبل اربعة اسابيع من نهاية ديسمبر، تعطي انطباعاً عن قرب طقوس الميلاد التي لا يتم الاحتفال بها سوى بالموسيقى والأغنيات واشجار الزينة وانما لها طعم خاص يبدأ بالهدايا المفاجئة لكل افراد العاىلة هي اكثر ميزة للكريسمس، إضافة لشراء الملابس بالوان وموديلات خاصة، وعادة قبل اسبوعين من الاحتفال تقاس حجومها ومدى ملاءمتها للجسد مع أسئلة كثيرة ان كانت بالفعل ملاءمة، الأطفال يطلعون أمهم على الهدايا التي حصلوا عليها وينتظرون منها ان تقول لهم أنها حقا هدايا جميلة.
غلاء وازمات
اما الصحافية افياء الاسدي التي اعتادت التسوق من العاصمة، فاعتبرت ان موجات التضخم والاحداث التي ضربت هولندا واوربا ككل اثرت سلباً، حيث قالت:»لا أنكر أن الأعياد هنا صارت مكلفة التعايش المُرّ مع مشقة الحياة المعيشيّة الصعبة في منطقة اليورو وثقل الأسعار التي خلفتها الازمات الاقتصادية، حوّل موارد العائلة المغتربة إلى محنّة وقلق يومي، لكن تبقى مستمرة جمالية تقاليد ضخ أموال تسوق الهدايا تجبر العين، وديسمبر هنا يفوح بالمتعة والاحتفال، حين تضيء أسواق عيد الميلاد والأنوار والديكورات وغيرها من عوامل الجذب المتعلقة بالسفر، واجمل ما يلفت النظر في الشوارع مع قدوم أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية الجديدة هو انتشار أكشاك بيع الزلابية أو لقمة القاصي في جميع أنحاء المدن والقرى الهولندي.
تقاليد متوارثة
من جانبه عبر الكوافير أرشد البصراوي الذي يُقيم في لاهاي بأن الاحتفال بأعياد الميلاد يتلخص عادة بالجلوس في دائرة مع الشاي والقهوة والكعكة والذهاب للتخييم الداخلي، ولا ننسى فكرة القيام برحلات عبر المنزل المتنقل يأخذون معهم فيها ثلاجة وفريزر وغسالة ملابس ومدفئة إذا كان الوقت شتاءً أو مروحة إذا كان الجو معتدلاً، الرحلة تستمر لايام وبمتعة خاصة.
ويذكر أن الغلاء في هولندا حدد طقوس الناس وهو ليس فقط بالنسبة إلى المواد الغذائية، بل صار يمسّ ويهدد بالزوال تقاليد ظلت راسخة مثل «شجرة الكريسمس» التي دخلت البيوت قبل أكثر من قرن ونصف قرن.