باكو: يارا محمود
يعد استقبال العام الجديد فرصة استثنائية تجمع بين البهجة والبساطة، حيث تسود فكرة العودة إلى الجذور الطبيعية وتقديم الهدايا المستدامة المصنوعة يدويا. إن هذه الهدايا ليست مجرد أشياء تتبادل، بل نوافذ صغيرة تطل بنا على عالم مليء بالجمال والإبداع، تعزز إحساسنا بالمسؤولية تجاه البيئة وتعبّر عن عمق الترابط بين الإنسان والطبيعة.
لمسة من الفن والجمال
في أجواء احتفالية تَغمرها البهجة، تصبح الهدية رمزًا للتقدير والحبّ، وفي الوقت نفسه دعوة لإعادة التفكير في علاقتنا مع الموارد الطبيعية، تقول مورال، وهي إحدى المشاركات في مهرجان للهدايا المستدامة، نقدّم مجموعة متنوعة من الخيارات التي تشمل الهدايا، والإكسسوارات، وأشجار العيد المصمّمة بأسلوب بسيط باستخدام مواد طبيعية،هذا الاهتمام الكبير بالمواد الطبيعية يدعو الجميع للتفاعل بوعي مع البيئة، ضيف الهدايا اليدوية بُعدًا عاطفيًا خاصًا على الاحتفالات،حيث يَكمُن في كل قطعة حكاية إبداع وعمل متقن.
ومن جانبها اشارت كبرى، الخبيرة في صناعة الهدايا إلى رؤيتها عن أهمية البساطة والجمال:»الهدايا التي نقدّمها مصنوعة يدويًا من الفخار، مثل الشمعدان والتحف. منتجاتنا تستهدف النساء بشكل خاص، لأنهنّ يفضّلن الورود والديكورات، مما يجعلها هدايا مثالية لهن.»
من جهتها، تُسلّط سعيدة ميرزييفا الضوء على استخدام النقوش التراثية في تصميم الهدايا، قائلة:»لقد استخدمت الرسومات المستوحاة من النقوش التراثية التي تُعبّر عن الهوية الأذرية، مع الاعتماد على مواد خام طبيعية ومعاد تدويرها، مما يجعلها رائجة بين مختلف الفئات، هذه الرسومات التراثية تُعبّر عن عمق الهوية الثقافية وتُحافظ عليها من خلال تقديمها بأسلوب عصريّ ومستدام».
أفكارٌ جديدة
إن استلهام الأفكار الجديدة في تصميم الهدايا باستخدام مواد خام طبيعية يضفي بُعدًا مميزًا على هذا التقليد، مما يجعل الهدايا ذات قيمة معنوية وبيئية في آن واحد. يأتي المزج بين الحِرَف اليدوية والفنون كإحدى الطرق المثلى للحصول على هدايا فريدة. يمكن تصميم زينة أشجار الميلاد بلمسات مستوحاة من الطبيعة، مثل الأشكال النباتية والخامات العضوية، لتناسب مختلف المناسبات. هذه التصاميم لا تُعتبر فقط رموزًا جمالية، بل تجذب عشاق التفاصيل البسيطة . إضافة إلى ذلك، يُلقي الاتجاه نحو الهدايا المصنوعة يدويًا الضوء على أهمية الحفاظ على الحِرَف التقليدية التي أوشكت على الاندثار. من خلال تطوير هذه الحِرَف وتسويقها كمنتجات عصرية، يمكن إحياؤها كجزء من الاحتفالات والاحتياجات اليومية. إن تقديم الهدايا المستوحاة من الطبيعة والمرتكزة على الحِرَف اليدوية يُحافظ على التراث، ويضفي لمسة عصرية تتناسب مع متطلبات الحياة الحديثة. هذا المزج المبدع يعزز فكرة تبادل الهدايا كوسيلة للتعبير عن الوعي البيئي، والتقدير للفن، والاحتفال بالعام الجديد بأسلوب مختلف .
فرصةٌ للتجدّد والوعي
وهكذا، يُصبح استقبال العام الجديد أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال، بل فرصة للتجدّد والانسجام مع الطبيعة من خلال تقديم الهدايا البسيطة والمستدامة. إنّ تبادل الهدايا ذات الطابع الفني والبيئي يُعزّز قيم الجمال والوعي، ويُضفي على اللحظات الاحتفالية معنًى أعمق يُقرّب الإنسان من جوهر البساطة والأصالة.
إنّ هذه المبادرات تمثل دعوات للعودة إلى الطبيعة، هي خطوات عملية تعكس التزامًا حقيقيًا بتقديم بدائل مستدامة، تُحافظ على البيئة وتُثري احتفالاتنا بمزيد من الدفء والجمال. فكل هدية تُقدّم في هذا السياق، تمثل رسالة محبة ووعي تُحيي التراث وتُشجّع على الاحتفال بمسؤولية،
هذا التوجّه نحو الهدايا المستدامة هو امتداد لرؤية أعمق تُشجّعنا على استقبال العام الجديد بروح من التجدد والنقاء، في تناغمٍ جميلٍ مع الطبيعة والفنون التقليدية التي تُضفي على الاحتفالات أصالةً لا تُنسى.