عبدالهادي مهودر
انتهى العام 2024 بأحداثه الكبرى وكنا طيلة عام كامل مشدودين إلى شاشات القنوات الفضائية التي نقلت الأحداث من فلسطين ولبنان واليمن وسوريا نقلاً تفصيلياً ومباشراً مصحوباً بالأخبار العاجلة الدامية على مدى 24 ساعة ،ولاحقت التطورات وأخبار الليل التي تمحو أخبار وفواجع النهار ، ولا أظن أن عاماً مضى من أعوامنا السابقة كان بضخامة هذا العام المكتظ بالأحداث والتغطيات الإعلامية وبأوزان القنابل والصواريخ التي نزلت على أهل الأرض في بلاد العرب والمسلمين ، حتى أن عدد الشهداء من الصحفيين فقط تجاوز مئتي شهيد معظمهم من الصحفيين والمراسلين الفلسطينيين ، وكما في كل أزمة نجحت الفضائيات في جذب المشاهدين وشاركت في صناعة الحدث وتوجيه الرأي العام ، كما لمع الكثير من الإعلاميين والمحللين والمراسلين الصحفيين وكُتب عنهم مالم يُكتب عن أي مراسل حربي في الحروب الماضية، ليس لشجاعتهم وتحملهم لأصعب الظروف وحسب وإنما لاستمرارهم بأداء الواجب الصحفي حتى آخر فرد من أفراد العائلة ، كما حصل للمراسل الفلسطيني وائل الدحدوح الذي كان يصله عاجل مقتل زوجته وابنه وابنته وحفيده وهو يبثُّ تقريراً دامياً على الهواء ، وبدل أن تبقى العواجل محصورة بأخبار الحرب تحولت إلى عواجل خاصة بصناعها الخبر الذين كانوا الشهود والأبطال والضحايا والقصص الاخبارية الأكثر تداولاً وتعاطفاً وإثارة.
وعراقياً، إذا نالنا بعضٌ من عواجل الحرب ، فقد شهد عام 2024 استقراراً أمنياً غير مسبوق وافتتاحاً لمشاريع بناء وإعمار وفكِّ الاختناقات المرورية بحزمتها الأولى، والثانية التي أطلقها رئيس الوزراء قبل أيام ، والعيون والقلوب ترنو إلى العام الجديد مع أمنيات بعواجل خير وسلام.