العراقيون في فنلندا.. تقاليد دافئة في أجواء باردة

منصة 2024/12/31
...

 هلسنكي: أمجد طليع


متحدين فصل الشتاء البارد، يختار العديد من العراقيين المقيمين في فنلندا، الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة بطريقة تجمع بين تقاليدهم الثقافية وطقوس الحياة في هذا البلد. ففي السنوات الأخيرة، أصبحت زينة أعياد الميلاد في الخارج جزءا أساسيا من احتفالاتهم، حيث يزينون واجهات المنازل بالنشرات الضوئية والمجسمات، تماما كما يفعل الفنلنديون. إلا أن الأجواء الباردة التي تشهدها فنلندا في هذا الوقت تدفع معظم العائلات إلى الاحتفال داخل المنازل، حيث يتجمع الأصدقاء والعائلات حول الولائم العراقية الدسمة مثل القوزي والباجة والبقلاوة، في جو حميمي ومريح.

في المقابل، هناك من يفضل السفر خلال هذه الفترة للاستمتاع بتجربة احتفالية فريدة، مثل زيارة مدينة «رفانيمي» شمال فنلندا، حيث يقع مسقط رأس «بابا نوئيل». في هذه المدينة، يمكن للزوار الاستمتاع بالأجواء السحرية للعيد، مع الأنشطة التقليدية مثل ركوب العربات التي تجرها الغزلان، ولقاء «بابا نوئيل» نفسه، مما يجعلها وجهة مفضلة للكثير من العائلات العراقية التي تتطلع إلى الاحتفال بعيد الميلاد بطريقة مميزة وفريدة.

أم عسل، مواطنة عراقية مقيمة في هلسنكي تقول: «في السنوات الأخيرة أخذنا نستخدم زينة أعياد الميلاد خارج المنزل، نضع النشرات الضوئية ومجسمات بابا نوئيل وغيرها من الأمور على واجهات المنزل وعلى النوافذ الخارجية، وهذا ما يفعله الفنلنديون فهم في الغالب يزينون واجهات منازلهم بالنشرات الضوئية والمجسمات على حساب شجرة الميلاد وغيرها، أما عن احتفالاتنا كأفراد فإننا نحتفل بالمنزل مع الاصدقاء هنا في فنلندا دائما ما تكون الأجواء في رأس السنة باردة جدا وهي لا تشجع على الاحتفال بالخارج خصوصا مع وجود الاطفال لذلك نقيم الولائم العراقية الدسمة مثل القوزي والباچة والحلويات والبقلاوة وتتجمع كل عائلتين أو ثلاث في منزل حسب قوة العلاقة وقرب المسافة، كما نشاهد القنوات العراقية وهي تنقل مباشرة احتفالات العراقيين برأس السنة، فنحن نشاهد أن هذه الاحتفالات هي الأجمل بالعالم بسبب كثافة أعداد المحتفلين ودرجات الحرارة المناسبة للاحتفال.

وهناك أسر أخرى فتفضل السفر بهذه المناسبة على الاحتفال في المنزل خصوصا انها تصادف عطلة رسمية لمدة أسبوعين تقريبا، وهناك أسر تفضل السفر داخل فنلندا على خارجها وتحديدا مدينة «رفانيمي» شمالا حيث يقع مسقط راس بابا نوئيل. وعن هذا الأمر تقول ام دنيا وتعمل شيف لتجهيز الأكلات السريعة: «فضلنا أن نسافر إلى محافظة رفانيمي شمالي فنلندا لأننا كنا نريد أن نزور بيت بابا نوئيل ونركب العربات التي تجرها الكلاب أو الغزلان فمدينة رافانيمي تمثل المعنى الحقيقي للاحتفال باعياد الميلاد حيث الأجواء والتقاليد ولقاء بابا نوئيل والتقاط الصور معه والحصول على هدية منه شيء جميل جدا، كما توجد هناك الغرف الزجاجية والفنادق التاريخية والمطاعم والكافيهات العتيقة في هذه المدينة تمتزج الحداثة مع التاريخ فتشكلان صورة جميلة للاحتفال بأعياد راس السنة الميلادية».