بيروت: جبار عودة الخطاط
من المنتظر أن يصل بيروت غداً الإثنين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين للوقوف على آخر مستجدات وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني؛ في وقت تفاعلت فيه قضية التفتيش المركّز للطائرات الإيرانية في مطار بيروت حيث اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن ما يجري في المطار "أمر غير مقبول".
ويرتقب أن يلتقي هوكشتاين خلال زيارته للعاصمة اللبنانية غداً كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وشخصيات أخرى لمناقشة الأوضاع القائمة، حيث يشدد الجانب اللبناني على ضرورة لجم الخروقات والاستفزازات الصهيونية بعد أن أمعن الجيش المعادي في ممارساته اليومية في خرق بنود الاتفاق المذكور عبر عدة وسائل، بينما ذكرت هيئة البث العبرية، بأنه "من المتوقع أن تبلغ تل أبيب واشنطن بأنها لن تنسحب من لبنان بعد مهلة الـ60 يوما".
في وقت أفادت فيه المعلومات أمس السبت؛ عن رصد دورية مؤللة للجيش الصهيوني تقدمت من العديسة باتجاه الطيبة ونفذت تمشيطاً مكثفاً بالأسلحة الرشاشة بالتزامن مع تحليق للمسيّرات على علو منخفض في جنوب لبنان، كما قام الجيش المعادي فجر أمس بالتقدم داخل بلدة مارون الراس مع عمليات تمشيط المنطقة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة باتجاه مدينة بنت جبيل، وأعلن حزب الله بأنه لن يتفرج على الوضع الذي يريد تكريسه العدو وأنه بعد انتهاء هدنة الستين يوماً سيتعامل مع وجوده العسكري كاحتلال، في حين رفع لبنان صوته مراراً مطالباً بوقف اعتداءات إسرائيل ووقف خروقها .
إلى ذلك، تفاعلت قضية تفتيش الطائرات الإيرانية التي وصلت مطار رفيق الحريري بشكل مركّز من قبل سلطات المطار ومنها طائرات تحمل دبلوماسيين فضلاً عن رحلات عائدة لزوار لبنانيين للأماكن المقدسة في إيران، وجوبه ذلك بردود أفعال ساخطة، حيث أكد رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن "ما يجري في المطار لا يجري مع كل اللبنانيين. يجري التعامل مع الزوار الشيعة القادمين من إيران تعاملاً غير إنساني.
ونحن لن نسكت عن هذا الأمر، ولا يتعاملنَّ أحدٌ معنا تعامل المستضعف والمهزوم. لقد قاتلنا ودفعنا ثمناً كبيراً ولم نترك للصهيوني أن يتقدم في أرضنا. نحن ننتظر تطبيق وقف إطلاق النار. قلنا منذ اليوم الأول أن أميركا هي الخصم والحكم. هم يحاصرون طائفة مقاومة في لبنان وليس حزب الله. طائفة مخلصة لوطنها وتعتبر كل اللبنانيين أهلها".
ولفت الخطيب، إلى أن "لبنان وطن نهائي للجميع، وهذه هي قاعدتنا. ونريد بناء دولة قوية عادلة، دولة المواطنة التي يرى فيها اللبناني كرامته، وإذا كان ثمة من يريد ويحلم بإعادة الطائفة إلى سابق عهدها والتعامل معها كجالية، مع أنهم يتعاملون مع الجاليات بشكل أفضل، فهذا لا يبني وطناً".
بينما تحدث المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بخصوص ما جرى في المطار أمس الأول الجمعة، فتوجه "بالنصيحة لمن يهمه الأمر، أن يجنّب لبنان خضّة داخلية غير مرغوب بها، واللعب لصالح أي جهة هو محرقة للبنان، والمطار سيادة وطنية وليس ملحقاً بالسفارة الأميركية، والدولة مطالبة بإعادة الإعمار والمساعدة فيه وليس بمنعه ووضع العراقيل بطريقه، والتهرّب من هذه المسؤولية خيانة، ولعبة (ملك أكثر من الملك) تضع لبنان في المجهول".
ورأى، أن "هناك من يضغط لمنع الإعمار ويريد خنق الطائفة الشيعية، وتركها فوق الركام، وهذا لن يحصل حتى لو اجتمع العالم كلّه ولن نقبل أن نكون ضحية وطنية أو فريسة لأحد، وحذار من اللعب بالنار، والعراضات السخيفة مكشوفة، ومزيد من الضغط سيضع لبنان في قلب الانفجار".
في السياق، أعلن المدير العام للطّيران المدني فادي الحسن، أنّ "طائرةً إيرانيّةً أخرى وصلت في وقت سابق إلى مطار بيروت الدولي، وتمّ تفتيش ركّابِها كما جرى بالأمس، من دون أن تُسجّل أي شكوى"، مؤكّداً أنّ "إجراءات التّفتيش المشدّدة في المطار تنفَّذ على القادمين كافّة".
ويأتي ذلك بعد حادثة تفتيش ركاب طائرة إيرانية استغرقت عدة ساعات، وأشارت المعلومات عن مسيرات لدراجات نارية وتظاهرات غاضبة جابت طريق المطار احتجاجاً على تفتيش الطائرة الإيرانية في مطار بيروت الدولي بشكل استفزازي كما أكد المتظاهرين.