بيروت: جبار عودة الخطاط
حراك دبلوماسي وسياسي دولي دؤوب شهدته الساحة اللبنانية خلال الأيام الماضية من أجل التوصل إلى اتفاق على مرشح توافقي لمنصب رئاسة الجمهورية الشاغر منذ أكثر من سنتين، ومازالت الضبابية والغموض يلفان مصير الجلسة وإمكانية الوصول إلى مرشح تسوية يتفق عليه الفرقاء اللبنانيون، في وقت ذكر فيه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أن قائد الجيش العماد جوزيف عون مرشح مدعوم للرئاسة "إلا أنه ليس الوحيد"، بينما واصل الكيان الصهيوني خروقه المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يفاوض المبعوث الأميركي ببيروت على تمديده.
ودعا رئيس مجلس النّواب نبيه بري، إلى عقد جلسة عامّة في تمام السّاعة 11:00 من قبل ظهر يوم غدٍ الخميس، لانتخاب رئيس للجمهوريّة، لتكون الـ24 ساعة المقبلة حاسمة لمصير الجلسة ومدى نجاعة الأطراف السياسية للتوصل إلى توافق على مرشح تسوية ضمن بورصة الأسماء المطروحة.
المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين، وخلال لقائه أمس الثلاثاء عدداً من نواب المعارضة ومستقلين بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، شدد على "ضرورة التزام لبنان على أي رئيس قادم باتفاق الطائف والاتفاقيات والإصلاحات الضرورية"، وعبّر عن دعم واشنطن لاتتخاب رئيس للجمهوريّة في لبنان، لكنّه لم يحصر الدّعم فقط بقائد الجيش العماد جوزيف عون، بل قال: إنّه "ليس الوحيد" .
كما التقى هوكشتاين ترافقه السفيرة الأميركية، رئيس حزب "القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع وعقيلته النّائب ستريدا جعجع، في دارهما في معراب.
وبحسب مصادر مطلعة، فإنّ اتصالات بدأت في السّاعات الماضية "من كتابة هذا التقرير أمس الثلاثاء"، بعد اجتماع رئيس مجلس النّواب نبيه بري والموفد الأميركي، بين هوكشتاين وواشنطن وعواصم أخرى، بشأن دعم مرشّح لرئاسة الجمهوريّة في لبنان، يكون بمثابة مرشّح توافقي بين القوى السّياسيّة اللّبنانيّة، وأضافت المصادر أنّ السّاعات المقبلة، الّتي تسبق جلسة الخميس الانتخابيّة، ستشهد ولادة اتفاق بشأن مرشّح تسوية يجري انتخابه في المجلس النّيابي.
وتعدُّ الجلسة المرتقبة هي الرقم 13 في سلسة الجلسات الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشيل عون، حيث فشل البرلمان خلال الجلسات الـ12 الماضية في انتخاب رئيس.
في الملف الآخر؛ الذي لا يقل أهمية عن ملف الاستحقاق الرئاسي، أكد المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أن انسحاب الجيش الصهيوني من جنوب لبنان سيتواصل حتى يتمكن الجيش اللبناني من الانتشار، موضحاً أن عمليات الانسحاب ستتواصل حتى الخط الأزرق.
حديث المبعوث الأميركي، جاء عقب لقائه مساء أمس الأول الاثنين برئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "الجيش الصهيوني بدأ الانسحاب من الناقورة ومعظم مناطق القطاع الغربي في جنوب لبنان"، مؤكداً أن "عمليات الانسحاب ستتواصل حتى الخط الأزرق، وحتى يخرج الجيش الصهيوني من كامل مناطق الجنوب" .
هذا وصرح هوكشتاين بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالقول: "بحثت مع رئيس الحكومة تثبيت وقف إطلاق النار في جنوب لبنان. والمباحثات كانت جيدة وإيجابية"، واستطرد: "ما زال لدينا 20 يوماً للوصول إلى فترة الـ60 يوماً وسنواصل العمل الذي أدى إلى الانسحاب الصهيوني وإلى الانتشار الناجح للجيش اللبناني الذي يقوم بعمله بشكل جيد للغاية"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني، وأن الجنوب اللبناني سيعود للاستقرار والأمن"، على حد قوله.
من جهته، قال ميقاتي: "نكرر المطالبة بوقف الخروق الأمنية الصهيونية لوقف النار والاعتداءات المتواصلة على البلدات الجنوبية والتدمير الممنهج للمنازل والمنشآت وانتهاك الأجواء اللبنانية"، مضيفاً: "نطالب بوضع جدول زمني واضح لإتمام الانسحاب الصهيوني قبل انتهاء مهلة الستين يوماً".