إيجابية لقاء السعودية.. تطبيق التكتيك وعلاج هفوات اللاعبين

الرياضة 2019/07/02
...

تحليل / علي النعيمي  
كانت مباراة منتخبنا للناشئين التي خسرها امام نظيره السعودي بهدف نظيف خلال بطولة غرب آسيا تحت 16 عاما لكرة القدم مفيدة وذات فوائد عديدة ، أبرزها انها مواجهة خططية وبروفة مهمة سنحت للمدرب مهمة للمدرب عماد محمد الذي قدم فريقه بصورة مغايرة عن اللقاءين التجريبيين السابقين امام عمان في الأسبوع الماضي وفضلا عن سعيه الحثيث في معالجة بعض الأخطاء الدفاعية والتكتيكية التي اتضحت في هذا اللقاء بالاضافة الى طرق تفعيل الهجمات واختبار التكتيك الهجومي المتبع في هذا اللقاء والوقوف على مستوى اللاعبين، وبالتالي نرى ان هذا اللقاء كان إيجابياً بمعزل عن سلبية النتيجة، كون ان المدرب حاول التصحيح وسد الهفوات التي حصلت في الشوط الاول وقد لمسنا ذلك بعد الدقيقة 50 من عمر المواجهة العربية والقارية 
 الشوط الاول
كان لصالح الاشقاء السعوديين من حيث التنظيم والمنهجية في بناء الهجمات وطريقة الوصول السهل الى المرمى حارس مرمى منتخبنا زين العابدين جاسم وقد ظهرت بعض الثغرات الدفاعية في المباراة بشكل واضح بسبب غياب الأدوار الفاعلة والساندة للاعبي الوسط وخصوصا الارتكاز في قطع مسار الكرة وتعقيد خيارات التمرير بالإضافة الى تأمين التغطية الدفاعية امام قلبي الدفاع ضرغام عطية واحمد جواد وبقيت هذا المعضلة حتى الشوط الثاني وكان بمقدور الاشقاء ضرب التنظيم الدفاع بسهولة عبر المرتدات او استلام الكرات بين خطوط اللعب ( الدفاع والوسط ) لمنتخبنا وقد مكنت الاخضر السعودي من خلال ذلك، من نقل اللعب المباشر بواسطة الكرات البينية وتهديد المرمى العراقي في أكثر من محاولة حتى لوكان البعض منها الغي بداعي التسلل، لكنها اظهرت قدرة الفريق الخليجي في التطبيق وان لديه أسلوبا في تمرير الكرات المرسلة بين المدافعين ومن ثم تطوير الهجمة في هذه المنطقة الحيوية ومن تلك الجهة جاء هدف الفوز الوحيد عندما نجح اللاعب مجرشي في استغلال سوء التمركز من قبل أربعة مدافعين على حامل الكرة وليمرر كرته في الفراغ الى مهند عبدلله وفي وضع مريح جداً .
 
 الكرات الثابتة
في حين وضحت خطورة كتيبة عماد محمد خلال الشوط الاول عبر الكرات الثابتة التي اجتهد كل من محمد شنّة وزميله أموري فيصل في تنفيذها وقد تصدى الحارس السعودي لمحاولة واحدة بالإضافة الى محاولات ( شنّة –فيصل) كانت هناك أدوار هجومية لحسن عماد بالتنسيق مع علي الأكبر رحيم في جهة اليسار من خلال اللعب في طرفي الملعب او التحول الى داخل منطقة الجزاء وقد افتقدت تلك الكرات الى اللمسة الأخيرة في الانهاء والتسجيل .
 
الشوط الثاني
في الشوط الثاني عالج عماد محمد معضلة التأمين الدفاعي لرباعي الخلف وقد زج بالظهير علي تركي بدلاً من حسين خالد في جهة اليمين وقد اسهم بتنشيط هذه الجهة بشكل لافت خلال ما تبقى من عمر المباراة  وكذلك بدأ فريقنا باستلام الكرات في الفراغ وتفادي الالتحامات الثنائية وقد شهدنا انسيابية اكثر في البناء وتهديد المرمى السعودي واتسمت خطورة منتخبنا بتحركات الجناح الايسر حسن عماد  والمهاجم اموري فيصل وعبدالله زهير، علاوة على التغييرات الأخرى التي اجراها لاسيما في الدقائق الأخيرة ومعظمها حملت الطابع الهجومي بعد مشاركة علي عادل نعمة .
مراحل البناء
 لكن الشيء اللافت في أسلوب مراحل بناء الهجمات ان تحضير الكرات في منتخبنا للناشئين انه كان يبدأ من الخلف ومن ثم تتم عملية البناء في وسط البناء بعيدا عن منهجية الكرات الطويلة وقد نجح المنتخب السعودي في التعامل مع المرحلة الثانية من بناء الهجمة عن طريق الأخطاء الفنية في وسط الملعب لكن شكلت الهجمات المرتدة للفريق السعودي والانتقال السريع وضرب التنظيم الدفاعي بالكرات البينية الى العمق الخطورة الأبرز طيلة 90 دقيقة من عمر اللقاء .
 خلاصة الكلام
مباراة السعودية كانت مهمة للمدرب عماد محمد الذي وقف على المستوى الفني لفريقه ونجح في تقديم مجموعة مميزة من المواهب وبأعمار حقيقية وهذا مكسبنا الحقيقي وان الجودة العالية في التطبيق والتنفيذ الصحيح الذي يأتي عبر التكرار المستمر والإرشادات الاكاديمية التي تحفز اللاعبين على فهم التمارين والاساليب الخططية المتعددة، حيث التأني عند تحضير الكرة وتدويرها من الخلف الى الامام عبر مجموعة من النقلات مع استغلال عرض الملعب والعمق واخذ المسافات الصحيحة للتمركز والتمرير، والربط الجيد بين خطوط الفريق، وتوفر زيادة عددية في الامام عند الاماكن التي تتواجد فيها الكرة ، بالإضافة الى هذه النقطة التي دائما نكررها في وقفاتنا التحليلية بحيث يجب ان تأخذ التمارين النسقين التعليمي ( التلقيني لترسيخ المهارة) والتطبيقي ( التجريبي والتنفيذي مع اعلى مراحل التوجيه والإرشاد خلال الاداء) بسبب النضوج البيولوجي واستعادة عقل اللاعب لذاكرته الصورية مع تكرار التمارين المختلفة المتعلقة بالتوافق العضلي والعصبي لكي تساعد اللاعبين في استخدام المهارة المناسبة خلال اللعب وبأجزاء من الثانية كل التوفيق لمنتخبنا للناشئين بكرة القدم خلال هذا المشاركة القارية المهمة .