اول كتاب مسرحي عراقي

الصفحة الاخيرة 2025/01/16
...

زيد الحلي

انتهيت مؤخرا من قراءة كتاب رصين صادر في العام 1922 عن مدينة الموصل.. ما اثارني فيه ، ان موصل الحضارة شهدت طباعة اول كتاب مسرحي في العراق عام 1893 ، احتوى على مسرحية بأسم ( لطيف وخوشابا )  تولى " نعوم فتح الله سحار"  ترجمة نصها عن اللغة الفرنسية ، وأسقط موضوعها على واقع المجتمع العراقي ، وتم صياغة حوارها  بلهجة اهل الموصل الدارجة. 

وقبل صدور هذا الكتاب ، وتحديدا  في العام 1888 ، كتب الموصلي "هرمز نورسو" مسرحية تاريخية عن نبوخذ نصر، قدمت على مسرح المدرسة الاكليرية في مدينة الموصل .. وسبق ذلك ،  كانت هناك تمثيليات تعرض داخل الاديرة مثل ( كوميديا آدم وحواء ) و ( يوسف الحسن ) و ( كوميديا طوبيا ) والتمثيليات الثلاث ارتبطت بأسم "الشماس حنا حبش"  وختمت بختم يشير الى سنة 1880!

مدينة هذا تاريخها في الثقافة والانفتاح ، ستبقى كذلك بفضل اهلها الذين آمنوا منذ القدم  بأن الثقافة والفنون والعمارة  والغناء ، هي المكونات الرئيسة لعنفوان مدينتهم ..

إن التنوع الثقافي الذي لمسه كل من زار الموصل ، والمتمثل باعتزاز اهلها بموروثهم الابداعي في مجالات الموسيقى والزخرفة والشعر وغير ذلك من النشاطات الابداعية ، هو الذي وسع  نطاق الخيارات المتاحة  فيها ، كونها  أحد اهم  مصادر التنمية في المدينة التي  تأسست  سنة (1080) قبل الميلاد، وشهدت تأثيرات حضارات مختلفة، مثل الآشورية والبابلية ، وهي تفتخر  بأنها كانت  في العصور الوسطى مركزًا للعلم والثقافة..

الموصل  تشهد حاليا حملة اعمار كبيرة ، فهنيئا  لنينوى .. ام الربيعين .. الحدباء .. مدينة الرماح ، هذه الاسماء كلها تعني الموصل