بيروت: جبار عودة الخطاط
بدأت صباح أمس الأربعاء في بيروت، الاستشارات النيابية غير الملزمة بشأن تأليف حكومة الدكتور نواف سلام، في وقت يؤكد فيه الثنائي الشيعي، أن "ما حصل يناقض ما نصّ عليه الدستور في ما خص الميثاقية والعيش المشترك"، وكان واضحًا استياء رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال عدم حضوره صباحًا في الاستشارات المذكورة.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دخل على خط الوساطة بين الثنائي الشيعي ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، من أجل إذابة الجليد وصولًا للمشاركة الفاعلة من قبل الثنائي في الحكومة العتيدة، في حين يتولى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون مهمة التواصل لتبديد هواجس كل من "حزب الله" و"حركة أمل" في مسألة تشكيل الحكومة ومسار الأحداث الأخرى.
وقد كشف النائب قاسم هاشم في تصريح صحفي أمس الأربعاء، عن أنه "حتى الآن لن نشارك في الاستشارات النيابية انطلاقاً من موقف سياسي نتخذه بناء على كل التطورات والمجريات التي حصلت في الاستحقاقات السابقة، وهذه استشارات نيابية غير ملزمة".
من جانبه، أكد النائب أديب عبد المسيح بالقول: "إننا نريد أن يكون الشريك الشيعي موجودا في الحكومة ومشاركا في العمل السياسي"، لافتا إلى أن "رئيس الجمهورية يحفظ العيش المشترك وسيسهر على تطبيق الدستور وهو ضمانة أساسية". وأوضح أن "الرئيس جوزيف عون يلعب دوراً وراء الكواليس لطمأنة ثنائي (أمل) و(حزب الله)، وقد نقلت معلومات صحفية عن رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيده أن (الأمور ليست سلبية للغاية)"، ممتنعاً عن تحديد الخطوات التي سيقوم بها.
بينما ذكر مطّلعون، أن بري "سجّل موقفاً بالأصالة عن (حركة أمل) وبالنيابة عن (حزب الله)، أكّد فيه أن ما حصل ليسَ مقبولاً ولن يتعاطى معه الثنائي وكأنّ شيئاً لم يحصل، وإذا لمس الطرفان عقلية التعامل معهما بمنطق الإقصاء فستكون لذلك عواقب ليست لأحد مصلحة فيها".
ووفقًا لما حصلت عليه "الصباح" من معلومات، فإن "رئيس الحكومة المكلف نواف سلام من المنتظر أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري غدًا الجمعة في إطار السعي لتذليل الصعاب أمام تشكيل الحكومة العتيدة.
في السياق، قال نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في الاستشارات النيابية غير الملزمة: "أعلم أن أداء سلام سوف يكون غير تقليدي، ومن هذا المنطلق كان موقفي أنه لا يوجد لدينا أي مطلب"، مضيفًا "نأمل إعطاء سلام فرصة، وهو منفتح على كل الفرقاء ولا نية لديه لإقصاء أحد، ولديه مسؤولية لإظهار التغيير". وكشف بوصعب عن أنّ التواصل بين بري وسلام قائم وأنهما ليسا بحاجة إلى وسيط.
يذكر أن رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، قد التقى رئيس الحكومة المكلّف نوّاف سلام أمس الأربعاء، وتمّ خلال اللقاء التداول في الأوضاع الراهنة والتحديّات التي تواجه لبنان. وقد أشاد عون بكلمة سلام التي ألقاها في القصر الجمهوري إثر تكليفه برئاسة الحكومة، وأعرب عن تأييده لمضمونها، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهمته لما فيه خير لبنان واللبنانيين.
بدوره، قال عضو كتلة تحالف التغيير النائب مارك ضو، بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف في إطار الاستشارات المذكورة: " تمنينا أن تكون الحكومة بأصغر حجم ممكن، وألا تضم حزبيين، وأن تضم عددا من النساء، وألا تكون هناك محاصصة حزبية، وأن يكون التركيز على المهام المطلوبة، وأن يتم تسليم كل السلاح".
ولفت إلى أنه "كما طالبناه بأن تكون لدى الحكومة صلاحيات تشريعية بمواضيع تتعلق بالصلاحيات واللامركزية الإدارية، ونعتبر أنفسنا ممثلين برئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، ولدينا فرصة حقيقية لإنقاذ البلد".
هذا ويواصل نواف سلام الاستشارات غير الملزمة مع الكتل النيابية حول تشكيل الحكومة التي بدأها أمس الأربعاء، إذ يلتقي اليوم الخميس مجموعة أخرى من الفعاليات السياسية لإنضاج جهود تشكيل الحكومة.