علي حسن الفواز
يبدو أن الكيان الصهيوني يواجه خطراً في فرض نظريته الأمنية على الجميع، بقطع النظر عن معطياتها المتوحشة، وعن طبيعة "الضغط الدولي" المعني بإتمام صفقة تبادل "الأسرى"، فما يقوم به الكيان من سياسات مثيرة للجدل، يكشف عن طبيعته العدوانية، وعن ما يضمره من نزعات عنصرية، ومن كراهية فضحتها مواقف سيموترتش وبن غفير، حيث رفضا إيقاف العدوان على غزة، وهددا بالاستقالة من ائتلاف حكومة "نتن ياهو" في حال اتمام عملية التبادل مع الفلسطينيين..
استمرار جرائم الكيان التي وصفتها محكمة العدل الدولية بأنها جرائم حرب، هو استمرار لسياسات هذا العدوان، في تحويل الأرض الفلسطينية إلى أرض محروقة، وإلى وضع قطاع غزة خارج الاستخدام الإنساني، فكل شيء في القطاع تحول إلى حطام، وإلى جحيم، ورغم أن الكيان لم يحقق أهدافه الإجرامية، وأن صمود أهالي غزة كان بطولياً، إلا أن الهوس بتطبيق فرضية العقل الأمني سيظل سلوكاً قائماً، وتحدياً لكل قيم المجتمع الدولي، مثلما أن المناورة في توصيف إطلاق النار تفضح الأهداف الصهيونية، لكي تكون الجريمة مفتوحة، وعلى نحوٍ يجعل من صفقة تبادل الأسرى وكأنها "خيار" أميركي، رغم أنها كانت تتراخى في تنفيذه، وفي اتخاذ إجراءات منع الكيان الصهيوني من فرض مزيد من النار على الأرض، ومزيد من الشروط على الآخرين..
حساسية نتن ياهو إزاء هزيمته في العدوان، تجعله مخذولاً إزاء شروط بن غفير وسيموترتش، والخوف من انهيار "ائتلافه الحاكم" وبالتالي إقالته، وفضح سياساته وحماقاته، لا سيما مع السجناء الفلسطينيين الذين سيشملهم التبادل، إذ تحولت سجون الصهاينة إلى ما يشبه "جحيم دانتي" في غرائبيتها، وفي رعبها، رغم فشلها في "تحقيق أهدافها" بالقتل الجمعي من دون إعطاء أي امتياز للفلسطينيين، وحتى العمل على إضافة شرط سحب الدعوة القانونية ضدها في محكمة العدل الدولية، وهذا ما يعكس مدى الذعر الصهيوني من تداعيات استمرار عدوانها، ومن التنفيذ الكامل لعملية تبادل الأسرى، لا سيما أن هناك رفضاً داخلياً لسياسة نتن ياهو، مع تظاهرات يومية لذوى" الرهائن" الذين فضحوا تخاذله عن اإنجاز عملية التبادل مع "حماس" وفي وقف العدوان، والانسحاب العسكري من غزة، وعودة الأهالي إلى مناطقهم..