القدس المحتلة: وكالات
القاهرة: إسراء خليفة
بعد 471 يوماً من المقاومة الأسطورية التي أبداها الشعب الفلسطيني في غزة، وبدعم وإسناد من جبهات محور المقاومة، خرجت غزة الجريحة منتصرة على العدوان الصهيوني الغاشم، فقد بدأ أمس الأحد، سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أرغمت حكومة الكيان على توقيعه عقب حرب عدوانية استهدفت المدنيين ومدنهم الآمنة استشهد فيها وأصيب أكثر من 160 ألف فلسطيني.
وبعد أكثر من 15 شهراً فشل فيها الاحتلال في القضاء على المقاومة، التي واصلت عملياتها في "طوفان الأقصى" حتى اللحظة الأخيرة، خرج مقاومو كتائب الشهيد عز الدين القسّام، معتلين آلياتهم العسكرية، بين أبناء شعبهم في جنوبي القطاع، واستقبل الأهالي المقاومين بالهتافات المرحّبة، موجّهين التحية لهم، بينما انسحبت آليات ودبابات الاحتلال من المناطق السكنية إلى أطراف القطاع، ولم ينتظر أهالي شمال القطاع طويلاً ليعودوا إلى منازلهم التي أحالها الاحتلال ركاماً، فما إن انسحب "جيشه"، حتى بدأ الأهالي يدخلون المناطق المحاصرة.
ودخل اليوم الأول من وقف إطلاق النار في الساعة 11:15 صباحاً بتوقيت (القدس المحتلة) بعد تأخير دام قرابة 3 ساعات بسبب إجراءات فنية، حيث جرى إطلاق سراح 3 محتجزات صهيونيات في مقابل إطلاق سراح 90 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال، وجددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التزامها الكامل بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت في بيان: إن "الاتفاق هو ثمرة صمود وصبر شعبنا العظيم، والثبات الأسطوري لمقاومتنا الباسلة أمام آلة الإرهاب والقتل الصهيونية"، وأضافت أن "الأسرى الأبطال على موعد مع الحرية، وهو عهدنا الثابت معهم دوماً حتى يكسروا أغلال السجان".
وأشارت، إلى أنها تتابع عمليات إدخال المساعدات وإغاثة الشعب الفلسطيني بكل ما يلزم، وتؤكّد بذل كافة الجهود لتوفير كل متطلبات الدعم والإسناد اللازمة لإعادة دورة الحياة في قطاع غزة إلى
طبيعتها.
وتمتد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي أبرم في الدوحة، 16 أسبوعاً، يجري فيها إطلاق 33 محتجزاً صهيونياً مقابل الإفراج عن أكثر من 800 أسير فلسطيني، ليتوالى في المراحل اللاحقة الإفراج عن الأسرى والمحتجزين لدى الطرفين.
وفي أول رد فعل داخل الكيان الصهيوني، أعلن وزير الأمن القومي للاحتلال، إيتمار بن غفير، استقالته من حكومة بنيامين نتنياهو احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة، والذي وصفه بـ"المشين"، وانسحب أيضاً أعضاء حزب بن غفير، "عوتسما يهوديت"، من الائتلاف، إذ قدّموا إلى رئيس الائتلاف كتب استقالاتهم من مناصبهم في اللجان المختلفة، وفق ما ذكر موقع "واينت" العبري.
في غضون ذلك، أكدت مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي ونائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري، أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة والهلال الأحمر المصري على تجهيز كافة الأماكن لاستقبال المرضى والمصابين من غزة بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي من خلال متطوعينا البالغ عددهم 1500 متطوع.
وقالت مرسي،: إن آلية إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة تتم تحت رعاية الدولة المصرية، حيث تقوم منظمات المجتمع الأهلي المصرية والمنظمات التنموية والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بالتعاون مع المنظمات الدولية والأممية وبالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وأن عملية إرسال المساعدات تتم بالتنسيق الكامل للمساهمة في توفير الاحتياجات
العاجلة للقطاع.