غزة تنتشل الشهداء من تحت الأنقاض وتستقبل المساعدات

قضايا عربية ودولية 2025/01/21
...

 القدس المحتلة: وكالات

 

واصلت شاحنات المساعدات الإنسانية دخولها إلى قطاع غزة أمس الاثنين، ثاني أيام اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بعد إطلاق كتائب القسام 3 أسيرات صهيونيات مقابل إطلاق سراح 90 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال أمس الأول الأحد. وأفادت تقارير محلية، بأن "هذه الليلة الأولى لأهالي غزة التي ينامون فيها من دون شهداء أو مصابين أو مفقودين، بعد 471 يوماً من المجازر الصهيونية في القطاع، خلّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 11 ألف مفقود".

وينصُّ الاتفاق على دخول 600 شاحنة يومياً إلى غزة - من معبر رفح بعد تفتيشها في معبر كرم أبو سالم - لنقل المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود، على أن تتوجه 300 شاحنة إلى شمال القطاع.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر،: إن "630 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دخلت إلى غزة أمس الأول الأحد، منها ما لا يقل عن 300 متجهة إلى شمال القطاع. ولفت إلى أن الاحتياجات الإنسانية هائلة؛ بعد 15 شهراً من الحرب المستمرة.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في وقت سابق أنه يسعى لتوفير الغذاء لأكبر عدد ممكن من سكان القطاع بعد إعادة فتح المعابر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم الأحد الماضي.

في هذه الأثناء، تواصل طواقم الدفاع المدني في أرجاء قطاع غزة انتشال الجثامين المتحللة لعشرات الشهداء، سواء الموجودة تحت الأنقاض أو التي تُركت في الشوارع، ولم يمكن الوصول إليها بسبب القصف الصهيوني وحجم الدمار، وقلة الإمكانات، خاصة في ظل غياب الآليات الثقيلة. بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن البدء في نشر الآلاف من عناصر الشرطة وفق خطة حكومية لحفظ الأمن والنظام في القطاع. وقال المكتب إن الوزارات والمؤسسات الحكومية في غزة على جاهزية كاملة للبدء في العمل.

كذلك تواصل آلاف العائلات التوجه من مخيمات النزوح في مدينة غزة باتجاه منازلها أو ما تبقى من أنقاضها في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع.

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها "تبارك لأبناء شعبنا وأمتنا وأحرار العالم تحرير الدفعة الأولى من أسيراتنا وأسرانا من سجون الاحتلال الصهيوني، وتجدد عهد الوفاء لأسرانا بالحرية الكاملة". وشددت على أن مشاهد فرح أبناء الشعب الفلسطيني خلال استقبال الأسرى في بيتونيا غرب رام الله تؤكد مجدداً الالتفاف الجماهيري حول المقاومة. وأكدت "حماس" أن جموع الشعب الفلسطيني الحاشدة التي خرجت لاستقبال الأسرى المحررين رغم إجراءات الاحتلال القمعية هي إعلان تحدٍّ للاحتلال.

وتنتهي المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غضون 42 يوماً، ويفترض أن يفرج خلالها عن 33 محتجزاً صهيونياً مقابل 1900 أسير فلسطيني. وتترافق مع وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة.

وفي اليوم السابع من الاتفاق ستنسحب قوات الاحتلال من شارع الرشيد شرقاً حتى شارع صلاح الدين، وتبدأ عمليات تفكيك كل المواقع في هذه المنطقة، لتبدأ عودة النازحين إلى مناطق سكنهم، مع ضمان حرية تنقل السكان في جميع القطاع. كذلك سيسمح للمركبات بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها من شركة خاصة يحددها الوسطاء مع الجانب الصهيوني، بناء على آلية متفق عليها.

وفي اليوم 22 من بدء تنفيذ الاتفاق، تنسحب قوات الاحتلال من وسط القطاع، خاصة من "محور نتساريم" و"دوار الكويت"، إلى منطقة قريبة من الحدود، ويتم تفكيك المنشآت العسكرية بالكامل، مع استمرار عودة النازحين إلى أماكن سكنهم، ومنح السكان حرية التنقل في جميع مناطق القطاع.

وبدعم أميركي، ارتكب الكيان الصهيوني منذ 7 تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.