بغداد : نادين سومر
لما لها من أهمية في تعزيز تعليم الطالب وثقافته، لكن في العراق تواجه واقعاً مريراً وصوتاً يصرخ في وجه الركود، إذ ما زالت اللغة الإنكليزية تائهة بين طلاب يفتقرون لإتقانها، وبين مناهج تئن تحت عبء التقليد، ورغم مرور السنوات، يظل التعليم في فصول المدارس يكافح ضد قوى تاريخية واجتماعية، تجعل من تعلم هذه اللغة أمراً شبه مستحيل، ومن معلمين يفتقرون إلى الأساليب الحديثة، إلى مناهج تغرق في القواعد النحوية، يظهر جلياً أن الإصلاحات المطلوبة تقتضي تغيراً جذرياً في جميع أبعاد العملية التعليمية.
واقع مرير
الطالبة رفل محمد، تروي أن "الصعوبات التي أواجهها، تكمن بالضعف في إتقان مهارات الكتابة والتحدث في اللغة الإنكليزية، والسبب يعود إلى أن المناهج الدراسية تركز على القواعد الكثيفة فقط، الأمر الذي جعلني الجأ إلى دورات تعليمية خاصة، تقدم طرقاً تدريس أكثر فاعلية، مع استخدام التقنيات الرقمية لتسريع
التعلم".
إحياء التعليم
الأستاذ محمد منذر، أحد معلمي اللغة الإنكليزية، قال في حديثه لـ"الصباح": إن "ضعف أساس الطالب يمثل تحدياً كبيراً في تعلم اللغة الإنكليزية، إذ أن "الطالب مهتم بتعلم اللغة كوسيلة لتوسيع ثقافته والتواصل مع الآخرين، لذلك تستخدم في التدريس أساليب حديثة مثل الفيديوهات التوضيحية، والألعاب التعليمية مثل "Ice Breakers"، وربط المواضيع بالحياة اليومية، بهدف تجديد الاهتمام وتحفيز الطالب على التفاعل والفهم العميق".
الأسباب والمعالجات
الأستاذ اياد حسين، التدريسي في أحد مراكز دورات التقوية للغة الإنكليزية، ذكر في حديثه لـ"الصباح"، أن "المنهج التعليمي في مدارسنا يركز فقط على الحفظ من أجل النجاح، متجاهلاً الفهم العميق أو ممارسة اللغة، ناهيك عن أن المدارس تفتقر إلى أبسط أدوات التعليم مثل المختبرات وأجهزة الصوت، ما يعيق تعلم الطلاب". وشدد على أهمية تعزيز التفاعل بين الطلاب، ومشاهدة أفلام وأغان باللغة الإنكليزية، والتركيز على مهارات الكتابة والاستماع بشكل
جاد.
تدني الثقافة والوعي
الدكتورة الأكاديمية لمى حسن، أستاذة اللغة الإنكليزية في كلية الإعلام جامعة بغداد، أكدت في حديثها أن "المعلمين يفتقرون إلى الأساليب الفاعلة، إذ إن العملية التعليمية للغة الإنكليزية في المدارس تواجه تحديات، أبرزها، أن المعلم لا يمتلك الطرق المناسبة والمحببة في التعامل مع الطلبة، متكئاً على نظام تقليدي غير ملائم للأطفال كالتخويف والضرب، ما يخلق عائقاً نفسياً يقف بين التلميذ والمادة الدراسية". وأضافت لـ"الصباح" قائلة: "أفضل طريقة لحل المشكلة في التدريس، تكمن في الاعتماد على الاستماع والقراءة خلال المراحل الابتدائية (من الأول إلى الثالث)، وتأجيل الكتابة إلى المراحل التالية"، مشيرةً إلى أن "المستوى الثقافي للأسر العراقية بعد التسعينيات بدأ يتدنى، وانتشرت الأمية، ليس فقط باللغة الإنكليزية، وإنما في أغلب المواد الأخرى، والكثير منهم لا يعرفون الكتابة والقراءة حتى باللغة العربية، إذ إن الأمية في الوقت الحاضر ليست فقط على مستوى اللغة، فالكثير من الطلاب لا يجيدون إتقان الحاسوب، وربما لا يعرفون كيفية استخدام مواقع التواصل مثل يوتيوب، التي يمكن أن يتعلم الأطفال من
خلالها".
إصلاحات تعليميَّة
ويوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية، كريم السيد، أن "اللغة الإنكليزية ليست لغة أصلية في البلاد، وبالتالي لا يتم استخدامها على نطاق واسع على مستوى النطق والتحدث، وهي بشكل عام لغة التقنيات والحوسبة". وأضاف السيد لـ"الصباح" أن "وزارة التربية أشرت وجود ضعف لدى طلابها في إجادة اللغة الإنكليزية، الأمر الذي يشكل تحدياً يضاف إلى مجموعة التحديات التي تواجه الوزارة"، مبيناً أن للضعف أسباباً عدة، يتعلق بعضها بالمنهج، والبعض الآخر بالمعلم، وبالطلاب في حالات أخرى". وأفاد المتحدث بأن "الوزارة قدمت حلولاً لهذه المشكلة، ومنها التوأمة بين الوزارة والجهات البريطانية التي ألفت المنهج الجديد للغة الإنكليزية وأشرفت على تدريب المعلمين والمدرسين وفقاً لبرنامج خاص في عموم العراق، وبالتالي، المنهج الجديد اليوم المعتمد
والسائد".