د. عدنان لفتة
مشاهد مؤسفة نقلتها شاشات التلفاز عقب انتهاء مباراة فريقي نفط البصرة وزاخو برسم الجولة (15) لدوري نجوم العراق فقد تعرّض الحكم الدولي محمد طارق أحمد إلى اعتداء من قبل أحد إداريي أصحاب الأرض نُقل على إثره إلى المستشفى!!
الاعتداء هو الثاني في غضون أسبوع واحد بعد الاعتداء الأول الذي طال الحكم المساعد حسين فلاح خلال مباراة فريقي كربلاء ودهوك، إنها مشاهد مرفوضة تشوّه صورة بلدنا، ودورينا، وأخلاقنا، وكرتنا، وللأسف فهي تستمر دون عقوبات رادعة تحفظ للتحكيم هيبته ولكرتنا قوتها واستقرارها!!
اعتداء نفط البصرة غريب جداً فالحكم احتسب ركلة جزاء صحيحة تماماً وطرد باستحقاق لاعبهم الذي بصق أمام الجميع على مدافع زاخو يوسف الآلوسي، فلماذا التهجّم على الحكم ومطاردته بعد المباراة!!
لماذا تتكرّر مثل هذه الحالات السلبية في ملاعبنا وتشطب الجهود الكبيرة المبذولة على مستوى التنظيم الرائع والبنى التحتية الجميلة والأداء الفني المتحسن من جولة إلى أخرى وجودة الحكام الذين يقودون المباريات بأقل عدد من الأخطاء!!
الاتحاد الكروي يتحمّل كامل المسؤولية فلجنة الانضباط غائبة بفعل فاعل وكان يجب حسم موضوعها منذ البداية فهي لجنة أساسية وليست كمالية ومن غير المعقول استمرار مباريات الدوري دون وجود هذه اللجنة بمهامها الحافظة للنظام والحامية لأركان اللعبة من إداريين ولاعبين ومدربين وحكام.
العقوبات وُجدت للإصلاح والحزم فالبعض يسيء ويبالغ في أخطائه عندما يشعر أنَّ العقوبات غير حاضرة.
لابد أن يعاقب المسيؤون ويتمّ التصدي لهم كإدارات أو أفراد، لابد من اتخاذ أقصى العقوبات بحق المعتدين على الحكام ومثيري الشغب وتشديد الحرمان والغرامات، فأمور كهذه لا يمكن السكوت عنها مطلقاً فهي غير مقبولة في ملاعبنا الأنيقة، ومرفوضة أخلاقياً، وكنت أتمنى أن تبادر إدارتا كربلاء ونفط البصرة قبل إدارة اتحاد كرة القدم إلى معاقبة المسيئين وعدم إيجاد الذرائع والتبريرات لها لأنها لا تتفق مع قيمنا وما تربّينا عليه. ليس صحيحاً أن نصل إلى هذه الحال ونترك الحلول الرياضية ونؤخرها ثم نلجأ بعدها للمحاكم المدنية والأعراف العشائرية لفضّ النزاعات
في ملاعبنا.